عبدالواحد اليحائي في بيت السرد: المبدع يكتب.. وليس عليه أن يُصنّف ما يكتب

الدمام : صبرة

أوضح الكاتب والناقد عبد الواحد اليحيائي، أن على المبدع أن يكتب بعيدًا عن تصنيف ما يكتبه، وألا يضع رقيبًا على نفسه يوجه ما يكتب أو لمن يكتب، مشيرا إلى أهمية أن يجد الروائي أو القاص مساحة حرة، يمارس فيها حضوره الإبداعي دون قيد نقدي أو تحديد لنوع المتلقي.

جاء ذلك خلال الأمسية الشهرية التي عقدها بيت السرد بالدمام لمناقشة المجموعة السردية (من خلف حاجز زجاجي) للكاتب المصري عادل جاد، وأدارها الكاتب والناقد يحيى العلكمي، مساء أمس الثلاثاء، في مكتبة إثراء بالظهران.

وقدم العلكمي الأمسية موضحا عناصر القصة القصيرة جدا، وضرورة اكتمال عناصر وجودها كونها فنا مستقلا، له خصوصيته البنائية واللغوية والتقنية.

عقب ذلك توالت القراءات حيث أشارت القاصة ظاهرة الى سيف إلى أن المجموعة جاءت بشكل سردي مغاير اعتمد الاختزال، وترك فراغات) تعتمد على تأويل المتلقي / القارئ، ملمحة إلى وجود عنصر الصمت بوصفه ثيمة جمالية مهمة في فعل القص.

فيما ناقشت الروائية مريم الحسن سيميائية الأهواء عبر انفعالات الذات، وتعدد الأهواء في عدد من النصوص التي امتازت بالتوتر العاطفي تجاه موضوعاتها الكامنة.

أما القاصة وفاء بن صديق، فألمحت في ورقتها إلى اشتغال نصوص المجموعة على تقنية الرمز المفضي إلى الدلالة العميقة، دون أن تغفل المفارقات المدهشة داخل الحراك السردي للنصوص.

الروائي د. جمال الدين علي لفت إلى أن نصوص المجموعة كسرت طوق النمط الكلاسيكي المعتاد، متجهة إلى التجريب تارة والتجريد تارة أخرى باعتبارهما مدرستين يركن إليهما المبدع حين يقارب معاني الحياة أو الوجود، مضيفا أن الكاتب يمتلك خبرات معرفية متراكمة أثرت تجربته، وظهر أثرها في نتاجه.

بينما سيرت القاصة ليلى ربيع الإطار النفسي للنصوص عبر تعتقها في مكامن الشذرات السردية لموضحة أنها في بنيتها غير التقليدية قاربت لحظات إنسانية بمقدرة مدهشة وشفافة.

الروائي عيد الناصر طرح تساؤلا حول العلاقة بين الفضاء الخارجي وبين المضامين التي عملت عليها النصوص، مشيرا إلى تفرد الحالة السردية المودية إلى حيرة المتلقي حول تصنيفها.

فيما جاءت ورقة الكاتبة أسماء بوخمسين لتناقش المجموعة بدءا من عتباتها، نافذة إلى الإطار السوداوي الذي طغى على النصوص القصيرة جدا، لافتة إلى أن دلالاتها تذهب إلى انقطاع الأمل وفقدان الوجهة، ما يطرح سؤالا عن ظرف كتابتها.

أما الشاعر إبراهيم الشعر، فأوضح أن نصوص المجموعة احتفلت بالتجريب، مؤكدا أنها حالة صحية تتمرد على النمط، وتذهب بالسرد إلى آفاق شعورية أخرى تتجاوز التقنيات المعتادة في الكتابة.

فيما أوضح القاص محمد مدخلي أن المجموعة مزجت بين الشذرات المراوغة وبين النص القصصي لافتا أن اليومي والحياتي كان المهيمن على أغلب المقاطع السردية فيها.

الأديب والشاعر عبد الوهاب الفارس، لفت إلى أن المجموعة جاءت دالة على المقدرة الأدبية لدى المؤلف من جهة وعلى القوة التعبيرية، وأن أثرها ينطبع في النفس مباشرة فلا يكون المتلقي في حاجة إلى إعادة قراءتها مرة أخرى. وأكد التشكيلي عبد العظيم الضامن أن الفراغات في الصفحات لها دلالة جمالية كما يحدث في اللوحة التشكيلية، بحيث يترك للمتلقي ملء البياض بالتأويل الذي يكمل رونق النص أو اللوحة.

فيما تساءلت الكاتبة إلهام الجعفر عن موقف المؤلف حيال من لم يفهم نصه أو لم تصله رسالته.

عقب ذلك تحدث فارس الأمسية المبدع عادل جاد عن أجواء مجموعته، وأنه قصد إلى هذا النوع من الكتابة التي خطت بعيدا عن التقنيات السردية المتعارف عليها، إيمانا منه بأن الحالة الشعورية أهم من الخصائص الفنية المتعلقة بالزمان والمكان والحدث المتنامي، وأنه سعى إلى الخروج عن النسق في إطار تجريبي كما هي الفنون كلها.

ثم اختتمت الأمسية بحفل توقيع المجموعة، على أن تعقد جلستها المقبلة في 19 من نوفمبر المقبل لمناقشة رواية (فراغ مكتظ) لإبراهيم مضواح.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×