فضيلة قريش.. هزيمة السرطان احتاجت إلى تكرار 5 دقائق مؤلمة تقبلت نفسها.. ورفضت عمليات التجميل ووضع شعر مستعار
القطيف: ياسمين الدرورة
5 دقائق كانت تمر كأنها 5 سنوات على فضيلة سلمان قريش، شعور بجمر ملتهب يحرق معه كل شيء في جسدها، هكذا وصفت تجربتها في الخضوع لجسات العلاج الإشعاعي، كتكملة لما بدأته حيث قررت مواجهة سرطان الثدي.
فضيلة تعيش في مدينة صفوى، و هي أم لـ 6 أبناء، وقد قصتها لـ “صبرة”، وسردت كيف بدأت الرحلة قبل 4 سنوات، حين اكتشفت لوناً غريباً يفرزه صدرها وكأنها اختلط بدم، بالإضافة إلى تغير لون جسدها، ناهيك عن الشعور بالوخز المستمر في الكتف.
وحول ذلك قالت فضيلة “جاءت فترة كورونا ولم أتمكن من الحصول على نتيجة أشعة الماموجرام وطالت المدة مع الحجر، وحين انتهت الأزمة كان ابني الرضيع قد أكمل سنتين، وفطمته، و كنت مضطرة إلى إعادة الفحص من جديد، لم أكن مطمئنة وشعرت بأتني لست على ما يرام، وراودني شعور بأنني مصابة بالسرطان”.
بدء العلاج
وأضافت “بعد الفحوصات الروتينية، كانت نتيجة الخزعة حاسمة بأن الورم في المرحلة الثانية و يستدعى الأمر البدء بالعلاج فورًا، وبالفعل أجريت التدخل الجراحي، ورفضت التجميل بشكل نهائي وقطعي، وما زلت رافضة له، لأنني حين أصبر سأصبر على كل ما قدره الله، و رغم سلسلة الاصطدام المرة بمراحل العلاج لم أخف من الموت يومًا، وكان إيماني برحمة الله أكبر من كل شيء، دعمني زوجي ووقف إلى جانبي، كان حنوناً صبوراً، ووقفته معي لن أنساها أبد العمر، استمريت بالعلاج بدعمه ودعم أخواتي لي واتصالهم المستمر للأطمئنان ورفع معنوياتي.”
ماما أنتي جميلة
وتابعت “بدأت العلاج الكيماوي و رغم أنه كان متعب لكنه لم يكن الأسوأ، وأتذكر أنني تفأجات و أصبت بالإحباط حين سقط شعري من الجلسة الأولى، كانت نظرات ابني الصغير وقتها عند رؤيتي أنه بدأ بالبكاء ولم يتقبل شكلي أبدًا، اليوم هو في المرحلة الابتدائية يحمل حقيبته على ظهره ويقبلني كل يوم قبل ذهابه إلى المدرسة ويقول لي ماما أنت جميلة.”
زفاف ابنتي
واستطردت “خطبت ابنتي في الفترة الأولى من مرضي، ولكنها رفضت الزواج، وأجلت زفافها حتى أكون بصحة جيدة ولا تتركني وأنا متعبة، لم أضع الشعر المستعار (الباروكة) الإ في حفل زفافها، حضرت بعدها مناسبات أخرى كان طول شعري سنتيمتر واحد، لكني تزينت ولبست ولم أغطي رأسي أو أخجل يومًا من مرضي أو نتائج علاجه”.
العلاج الإشعاعي
وأكملت “كانت تجربة العلاج الإشعاعي تحدي كبير، وكان هو الأسوأ بالنسبة لي رغم أن مدة الجلسة لا تتجاوز الخمس دقائق، إلا أن الشعور في هذه الدقائق القليلة كان كالجمر حارق يحرق معه كل شيء، حتى أنه كان من التعليمات الطبية أن يمنع منعًا بات الاقتراب من النار أو الطهي فترة العلاج، والآن أنهيت العلاج وتعافيت لكن مازلت مستمرة على العلاج الهرموني الوقائي، وهو يكون عادة ممتد من 5 إلى 10 سنوات.”
الدنيا امتحان صعب
وحول قدرتها على تخطي الأزمة، قالت فضيلة “يسألونني دائما كيف استطعتي أن تكوني بهذه القوة، فأخبرهم أن الأمر أبسط مما يعتقدون، إيماني أن هذه الدنيا امتحان وصعوبتها أمر حتمي، وأن البعض اختباره أصعب مني، مما يعني بطبيعة الحال أن جزاء صبره سيكون أكبر بكثير عند رب العالمين، يزيد من ثقتي بالله وحكمته، الإيمان لا يمكن أن تقويه وتدفعه ظروف الحياة الاعتيادية، لذلك يقال أن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه”.
وأضافت”لكن ما زالت نظرة المجتمع عندما يسمعون بالسرطان كأنهم يسمعون عن الموت أمر مزعج؛ السرطان مرض كبقية الأمراض وله علاج ولا يستدعي الهلع، لا تستسلموا أبدًا العلاج متاح و إرادة الله ولطفه فوق كل شيء والشفاء بيده وحده”.