عن “مزدحم بالفراغ” للشاعر علي مكي الشيخ
محمد آل عمير
ترتدي الدهشة أبجدية عبورها من بين تضاريس الحواس، تلقي بظلالها ناحية آفاق المعنى؛ كي تمسك بخيط السطور دون أن تحيط الدهشة نفسها بمكان أو حيز من مكان…
لكنها لا يمكنها أن تغيب عن مشاعر الضوء في تأثيث جدران الفراغ من بين آفاق الحكايات من خفايا السطور المكتوبة..
لأن بواعث السطور يكتبها فراغ المكان عبر هندسة زاويا اللغات…
اللغات هنا ليست محصورة في سطور مكتوبة، وإنما تمتد إلى فراغات الشرايين، وأوردة البوح وسيالات الصمت…
الفراغ هنا يؤثث فصول أمانيه من جديد، يبتكر سيرته الذاتية من فراغات تعيش بداخله، هو “مزدحم بالفراغ” بممرات وأزقة الحياة، لتتكون أبجديته -التي للتو ابتكر إحداثياتها- ضمن براهين رياضية، تسعى لتكون حلا من حلول القلق، ومعطى من معطيات قوانين الطبيعة في إثبات هيبة الصبر مقابل اليأس، وتكوين دلالات عميقة تبحث عن السلام في مدلهمات النفس؛ لعل الطريق يبصر شوقًا من النور، ويعطي للحياة نبضًا من أسئلة تدرك ثنايا الولوج إلى بوح الأشياء،، لتكون اللغة أملًا من معاني الحُب بالسمو إلى أفنية الوقت بابتكار “ما قيمة المعنى تضيق به سِعة”…
وآفاق لم تبوح بها النفس بعد…
في أسئلة الحياة.