سنابس.. 45 أمًا وأبًا أمام “تحديات المراهقة”
القطيف: صبرة
أكد المرشد الأسري، عبدالله العليوات، على منح المراهقين الإشباع العاطفي والتواصل الفعّال من أفراد أسرتهم، لحمايتهم من مغبة الهواجس النفسية والاجتماعية، التي تتشكل في مرحلة تُعد مفصلية لمراحلهم العمرية، وتظهر على صورة انفعالات شعورية سلبية؛ كالقلق والاكتئاب، والضغوط الاجتماعية، والأكاديمية، وممارسة التنمر السلوكي والعناد تجاه الآخرين.
جاء ذلك في المحاضرة التثقيفية، التوعوية “فهم عالم المراهقة”، والتي قدمها العليوات يوم الثلاثاء الماضي ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م، بتنظيم من مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، ضمن سلسلة محاضراتها الأسبوعية، بمقر الجمعية.
واستطاع المركز استهداف ٤٥ شخصًا من الآباء، والأمهات، والمهتمين بالتربية، بهدف توجيههم للأساليب التربوية التي تعزز توطيد العلاقة مع أبنائهم وبناتهم في مرحلة المراهقة، والتي عرفها العليوات ضمن مفهوم مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، وتكون عادةً بين ١٢ – ٢١ عامًا، وتتميز بعدة تغيرات على المستويات؛ الجسدي والاجتماعي، والنفسي والسلوكي، حيث يبدأ الفرد بتشكيل هويته الخاصة وتطويرها الذي ينعكس على حياة الفرد مستقبلًا.
وركز في محاوره على أهمية الاستماع والإصغاء الجيد والحوار المفتوح مع الأبناء في مرحلة المراهقة، للتعبير عن مشاعرهم بأمان، بتوفير الدعم العاطفي، منوهًا إلى تجنب النقد السلبي لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والوعي بأنهم ضمن عالم سريع التغيير، ومنفتح على التواصل مع الآخرين الذي قد يتخذهم ملجأ في حال عدم إشباعها من الأسرة بشكل كاف.
وناقش العليوات ضمن حوار مفتوح أبرز التحديات التي تواجه المراهقين والأهل، وقد تسبب فجوة معرفية بينهم، وذلك وفق النظرية النفسية للمراهقين، والتي تظهر كاضطراب وضغط نفسي، مع السعي إلى البحث عن الهوية الشخصية التي تكون صراعًا بين الاستقلالية وسلطة الأبوين، وكذلك تحدي اضطراب المزاج الذي يكون بشكل مفاجئ، ويظهر بصورة متقلبة بين الشعور بالحزن، والقلق، وعدم القدرة على التركيز، ويكون له تأثيرًا على ممارسته للوظائف الحياتية، وفقدان الاستمتاع بالأنشطة التي يقوم بها.
وأوصى الأهل بمساعدة المراهقين وتعليمهم مهارات التأقلم على إدارة مشاعرهم التي تكون؛ بتوفير الدعم العاطفي، تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وممارسة التواصل الفعّال معهم، وكذلك توجيه سلوكهم الإيجابي نحو الاستمرارية، مختصرًا الهدف من التواصل للمراهق هو تنمية العلاقات، الحفاظ على بيئة منزلية مناسبة، ومعرفة التعامل مع المشاكل التي تتعلق بزرع القيم والثقة بالنفس والانضباط السلوكي بشكل جاد.