سيرة طالب 101] عن الذكر الخاص
الشيخ علي الفرج
سألت أحد أصدقائي المخلصين:
صحيح إنك افتقدت يومًا من الأيام محفظتك، وبحثت عنها، فلم تجدها إلّا بـ (ذكر) خاص؟
فقال: نعم، وهذا الذكر خاص بضياع حاجة أو شيء مسروق أو رجل مختطف، وهذا ما ينقل عن بعض العلماء المعروفين بالورع.
فقلت: حدّثني عن قصتك إجمالًا.
قال: افتقدت محفظتي، وفيها الإثباتات وبطاقات البنوك، وبعض المبالغ، وأنا على يقين بأنّها في مكتب العمل، وبحثت عنها مكرّرًا في الأماكن المخصصة، فلم أرَ لها أثرًا، فتذكرت الذكر الخاص، وهو:
أصبحت في أمان الله
أمسيت في جوار الله
وطريقة عمله هو تكرار الذكر في وقت البحث عنه، ولم يحدّد بعدد.
ولما تكرر الذكر فجأة رأيت المحفظة في أجلى مكان أضع فيه، وكأنّي لم أفقدها، والحمد لله.
قلت: أنا الآن أفتقد هذه الأيام البطاقة الشخصية، وفي كلّ يوم أبحث عنها في جزء من شقتي، فلا أجد لها أثرًا، فأسأل الله أن يكشف عنها بهذا الذكر، إن شاء الله سوف أبحث عنها في غدٍ.
في اليوم الثاني عصرًا بالتحديد بحثت عن البطاقة الشخصية وأنا أكرر الذكر، وأخذت البحث عنها ما يقرب من ساعة تمامًا، فلم أجدها، وأظنّ أنّي لم أوفق، ولم يؤثّر الذكر أثره، وربما فاعلية الذكر هو (المقتضي)، أي إنّ فاعليته وتأثيره تام، ولكن دخلت في حياتي بعض (الموانع)، كعدم اليقين، وهي نية التردد والشك في الحركية والتأثير، ونحن ضعفاء الإيمان نتردد إذا لم نَرَ سببًا مقنعًا جليًا، وعلى أيّ حال اختطفني اليأس.
وصلّينا صلاتي العشاءين ثم ذهبنا إلى (بيت الحكمة)، وجاء أحد أصدقائي فسلّم علي، ثم أعطاني (البطاقة الشخصية)، وذهلتني الحالة..
فقلت: من أين؟
فقال: أعطاني إياها بعض المسؤولين في قرطاسية فلان، وهو يعرف علاقتي إياك، وإنّي سوف آتي لك هذه الليلة.
قلت: متى أعطاك إياها؟
قال: وقت العصر.
وربطت بين أمرين، هما: الذكر ووقت العصر بالتحديد، ولله الحمد ولله المنة.
معلومة جميلة ومفيدة ؛
وفي كل الاحوال اليقين بالله امرا مطلوب ومهم حتى تقضى الحوائج وغالبا تقضى بعد الصبر والامتحان .