سيرة طالب 102] من حيث لا أحتسب!
الشيخ علي الفرج
من المواقف التي تجلى فيها لطف الله ولطافته، موقف كان في سنة ١٤٣٠ هجرية، إن لم تخني الذاكرة.
فقد اعتدنا – كأسرة متديّنة – أن نصوم من بداية شهر رجب إلى آخر شهر رمضان، ومن العادات أن نغيّر المأكولات في الأشهر الثلاثة.
في عصر غرّة شهر رجب ذهبت مع زوجتي الفاضلة المحترمة لنشتري بعض المأكولات الرمضانية، وعندي (1000) ريال لا أكثر.
ذهبنا إلى مركز التسوق الغذائي الواسع واقتطفنا ثمرات هذه الأشهر المباركة. انتهينا بمقدار (950) ريالًا تقريبًا.
بينما نحن في طريقنا إلى محاسب مركز التسوق لدفع قيمة مشترياتنا، يتقدم علينا شخصان، كما يتأخر عنّا ثلاثة أشخاص منتظرين، لا أعرفهم كلّهم.
بعدها يتقدّم علينا شخص واحد، وأنا على يقين أنّ المبلغ الذي عندي هو (1000) ريال، ولكن ليطمئنّ قلبي تأكدت بحركة خفية أنّ المبلغ في جيبي، فإذا بي أفاجأ أنّ حركة يدي لم تلمس إلّا ورقة نقدية واحدة.
ارتبك حالي، أدخلت يدي بالخفية في كلّ الجيوب فلم أجد شيئًا، فربما سقطت الورقة الثانية في الطريق.
وعلى أيّ حال، جاء دوري لدفع الحساب وأنا مرتبك الحال، يجنح فكري وأحاول أن أوازن كلامي، وأنا أنظر إلى الأشخاص المنتظرين بعدي، ماذا أفعل؟!، وربما أجد ما افتقدت بحركة يدي.
فقال لي المحاسب: مطلوب منك (450) ريالًا.
قلت: يوجد خطأ في الحساب.
قال: لا يوجد خطأ، فالشخص الذي قبلك أعطاني (500) ريال لك.
فجرى النبع بهدوء، وأنا على جزم ويقين بتدخل الله، ألّا يحرج هذا المعمّم الضعيف بين الأشهاد، كما أنّ الشخص السابق يريد التقرب إلى الله، وأجرًا لقضاء حاجة المؤمن، ولما وصلت منزلنا سجدت سجدة خالصة وناعمة.