على هامش المجتمع

زهراء آل جميع

كنت أنا وصديقاتي نتحاور عبر تطبيق واتساب، فتاة من الشمال والأخرى من الرياض.
زهراء لم لا تسير أمورنا كما نريد؟، فنحن لدينا المهارات الكثيرة كما أننا ننجز أعمالنا بحب ولا نتذمر مهما بلغت صعوبة العمل.
ونحن نتمتع بكفاءة عالية قد تكون أعلى من الأصحاء، كلما تحدثت مع أحد عن كفاءاتنا وقدراتنا يبدى إعجابه الشديد بهمتنا، ويرمى الكثير من العبارات المنمقة “أنا أحب هذه الفئة، ومعجب بجهودكم، وجميل جدًا ما تنجزيه، أنا لا أستطيع عمله، أنتِ تستحقين الوظيفة”.

فتبدأ سلسلة من الوعود وهي من النوع الذي يقال بالليل ويمحى بالنهار، فأجبتها: لتحمدي الله إذ أننا لم نمح معها.
فضحكنا وقالت فتاة الرياض “هيا نتكلم بجدية نحن تعبنا، ولا نطلب من أي مخلوق شيء فلم كل هذه الوعود؟!. نسمع من الناس الكثير من كلمات الإعجاب، تكون فترة مؤقتة وتنتهي لتأتي مرحلة أخرى وهي مرحلة التهميش والنسيان، هل نحن مثيرين للشفقة؟، هل نحن أطفال بنظرهم؟، ما كل هذا الجنون؟، هل سيقبل أن أعامله بنفس أسلوبه؟!!”.أجبتها بالنفي.

المشكلة أكبر من ذلك بكثير، لامست من أحاديث بعض الأخوة والأخوات من ذوي الإعاقة أن حياتهم بالبيت لا تختلف عن حياتهم بالخارج، فهناك من يمنع ابنه أو ابنته من ذوي الإعاقة من الخروج من المنزل بحجة تعبه.
لكن ما أبكاني حديث تلك الفتاة من ذوي الإعاقة التي قالت “عائلتي تخجل من وجودي معهم بين الناس، فنظرات الناس قاتلة”.
ربما لا نستطيع فعل شيء حيال ذلك لأن الإنسان عدو ما يجهل، لكن ماذا لو كان التصرف السيء صادر من طبيب؟
كتبت الاثنتان: ماذا؟ هل هو وقت الدعابة؟
أجبت: “لا يا بنات أنه وقت الحديث عن الطبيب الحقيقي! أنتن اعتدتن على مقابلة أطباء قد يكونون جيدين، وأنا متفقة معكن لكن هذه القاعدة لا تشمل الجميع”.
بالطبع مع احترامي وتقديري للأطباء الإنسانيين، واعتذاري منهم فردا فردا لما سأكتبه.
قبل شهر ونصف كنت اشتكي من ألم بأسناني، قررت الذهاب إلى مستشفى خاص ، خرجت من المنزل الساعة الواحدة والنصف ظهرًا.

ولأنه من واجبي كمريض إخبار أي طبيب عن تاريخي المرضي وإصابتي بالشلل الرعاش، الذي حدث أن جميع العيادات الخاصة رفضت علاجي والسبب رعاش، عدت إلى المنزل مع دخول وقت صلاة العشاء متعبة تعلو وجهي خيبة الأمل.
في اليوم التالي ذهبت إلى مستشفى حكومي وتم رفض علاجي لنفس السبب، أود أن أسأل هؤلاء: ماذا لو كان ابنك أو أخوك هو من يقف مكاني هل ستطرده؟!!!!

﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 17، 18] ..
أيعقل هذا يا أصدقاء؟! أنا لا أقصد الإساءة للناس لكن ألا تعتقدون أننا أحيانا وبدون شعور نتصرف تصرفات نظنها طبيعية لكنها لو دققنا فيها وبدلنا الأدوار لوجدنا أنها مؤذية بمعنى أبسط قد نتشارك في أذية إنسان ونوصله إلى مشاعر العجز ومن ثم مرحلة الإنهيار النفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×