الأمير سعود بن بندر في القطيف.. أهلا ورَحبا
كامل الخطي
إن محافظة القطيف التي هي جزء عزيز من وطننا الغالي المملكة العربية السعودية تقف فاتحة ذراعيها من أقصاها إلى أقصاها مرحبة بالمقدم الميمون لسموكم الكريم إلى ربوعها، ربوع الخير والمحبة والولاء.
إن أي كلمة تقال في هذه المناسبة الوطنية الكبرى، وفي غيرها من المناسبات الوطنية التي تستحق الفرح بها والاحتفاء بحلولها، هي بالتأكيد كلمات تعجز عن ايفاء هذا الوطن، وقيادته الرشيدة المنصورة، بعض حقه وحق قيادته علينا.
نعلم كمواطنين أن قيادتنا – أيدها الله – لا تنتظر منا الإطراء والإشادة، وإنما الكلمات المُصاغة نثرًا أو شعرًا أو في أي صيغة تعبيرية أخرى، تنساب عفو الخاطر مدفوعة بعظمة المنجز الوطني الذي يشهد به القاصي والداني.
نحمد الله كثيرًا آناء الليل وأطراف النهار على ما مَنّ به علينا من نعم وخيرات لا يحصرها الإحصاء، وإن أكبر وأجل هذه النعم كافة، أن جعل الله سبحانه وتعالى أمر هذه البلاد الطيبة المباركة بيد أرشد خلقه وأحكمهم، وأحرصهم على إشاعة العدل والأمن، أسرة ملوكنا وولاة أمرنا، آل سعود الكرام البررة.
إن الثروات الطبيعية والخيرات التي تختزنها أراضي المملكة لم تأتِ أُكُلَها إلا قرب نهاية العقد الرابع من القرن العشرين، أي بعد مضي أكثر من قرنين من الزمان على تولي الأسرة المالكة الكريمة زمام الأمور بداية من الدرعية عام ١٧٢٧ م.
إن قرنين من الزمان وأكثر قليلًا قد مرت على هذه البلاد وهي تعاني من شح الموارد وقلة ذات اليد، وطيلة تلك الفترة من الزمن شهدت هذه البلاد حوادث كبرى، وعواصف مدمرة كادت أن تودي بها إلى الأبد؛ وكلما اشتدت الأزمات على هذه البلاد، سَخّرَ الله لها رجلاً رشيداً من زعماء هذه الأسرة الكريمة المباركة ليقودها عبر العواصف إلى بر الأمان، فتعود وتتجدد على أيدي أولئك الأسلاف العظام، أسلافكم الذين خلفوكم فينا ملوكًا وولاة أمر أحرص منا على أنفسنا، وإن الذي نعيشه ونشهده اليوم من تطوير وتحديث وسير حثيث بالبلاد نحو المستقبل، ما هو إلا استمرار لنهج الأسلاف العظام، حملتموه باقتدار وأمانة وأضفتم عليه ما تجاوز حتى أحلامنا، ناهيكم عن تطلعاتنا.
لا أبالغ حين أقول أن المملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد الأمين، ومعاونة الأكفاء المخلصين من أصحاب السمو الأمراء، ومن المواطنين الصالحين الذين استثمرت فيهم الدولة الغالي والنفيس لينهضوا بمسؤولياتهم الوطنية، هي محط أنظار العالم شرقه وغربه، وذلك على كافة المستويات، فإن جاء الحديث على السائرين على النهج القويم، فموطن ذلك هذه البلاد الطاهرة، وإن جاء الحديث على التطور والنماء، فبلادنا اليوم أكبر ورشة تطوير على وجه الكوكب، وإن جاء الحديث عن الحكمة وحسن التدبير، فموئل الحكمة وحسن التدبير وبعد النظر هذه البلاد التي تزهو بذلك عن سواها.
إننا نُحْسَد بكم، فهنيئًا لنا، وطنًا وشعبًا بكم.
حفظكم الله، سادتي، ذخرًا لهذا الوطن، وخير عون لقيادته المسددة المنصورة بإذن الله.