أناة سامة.. لا تعبث مع طفل..!
علي الخنيزي
أناة سامة.
* هشّة تتسم بسلوكيات درامية وسلبية تؤثر بشكل عميق على محيطها دون إدراك لحقيقتها.
* تنبع سمّيتها من تجارب اجتماعية صارمة أو دلال مفرط، ما يصنع شخصية ضعيفة تفتقر للنضج.
* يتطلب مواجهتها مزيجًا من التفهم، الهدوء، والوضوح، مع الحفاظ على مسافة صحية تضمن سلامتك النفسية.
هل سمعت بمقولة “لا تمزح مع جاهل ولا تخلي جاهل يمزح معاك”؟
من أصعب مشكلات الشخصية السامة ليس أن تعكيرها لصفو الحياة لا يقتصر على حياتها الخاصة فقط، أو معضلة أن ضررها يتمدد ويؤثر على كل من يعرفها أو يتواجد في محيطها، بل عدم شعورها أو إدراكها أنها شخصية سلبية وسامة.
صحيح أن الشخصيات السامة كثيرة ومن بينها البخيل والعصبي والمغرور لكني أتحدث هنا عن نوعية محددة وجودهم يكهرب جو الأماكن كل ما تواجدوا فيها، ويكاد لا توجد مجموعة، عائلة، مقر عمل، شلة، إلا وبينها شخص واحد على الأقل يمثل مصدر هذه الطاقة السلبية والسمية في الروتين اليومي الذي يتوجب على الآخرين التعايش مع شخصيته هذه، وتعلم مهارات الملاحة بين تضاريسها الوعرة وتفادي حقول الألغام المنتشرة على تفاصيل هذه الشخصية.
فهي شخصية غير ناضجة، ضعيفة، هشة، مشوشة، ومن علاماتها:
– لا تجيد قراءة الواقع: وأتعلم؟ أنها قد تكون أنت!! فأحد أشهر مشاكل هذه الشخصيات أنها لا تقرأ المشاهد بشكل واقعي فقد تدوسك وتلومك بأنك آلمت قدمها، أو تجدها تُفاجئ بأنك تألمت.
– متطلبة اجتماعياً: تحتاج إلى دليل تعامل خاص لتظل في سلام معها، ولو أن هذا لن يفلح على المدى البعيد، فلديها قائمة غير مسجلة أو محدودة من الممكن أو اللا ممكن فعله معها، وعادة ما تكون أشياء غير ناضجة أو ذات قيمة أو معنى.
– حقل الألغام: لا يمكن تفادي عدم إثارة زعلها وحفيظتها على الإطلاق، فالأشياء التي تثيرها ليست غير متوقعة فقط، بل هي عادة أشياء لا تثير زعل أي انسان آخر، أو على الأقل ليس أي شخص ناضج.
– درامية: ليس أنها عاطفية أو حساسة، بل منفعلة بشكل أشبه بمشهد درامي مبتذل في فلم رخيص الميزانية وضعيف الأداء التمثيلي والإخراجي، فردود فعلها إما مبالغ فيها أو غير طبيعية أو ملائمة لحجم الأحداث.
– متلاعب بارع بالشخصيات: كون هذه الشخصيات اعتادت التصادم والانفعال وعيش المشاهد الدرامية ما يجعلها محترف في إدارة المشهد بصورة قد توهمك أنك أو غيرك هو الملام.
– متخصص دور الضحية: لا يهم عادة ما الذي حدث فعلاً، فدورها في كل المشاهد واحد وجاهز، هي الضحية، ولو اضطرت في أفضل الأحوال ستخبرك أنها ضحية طيبتها الزائدة أو بساطتها أو محبتها أو اهتمامها أو رغبتها في مصلحة الجميع.
– صاحبة أعلى سجل صدامات: لربما لن يكون هناك مجال لعد عدد حالات الصدامات والمشاكل والزعل بينها وبين الآخرين.
عادة ما تنشأ هذه الشخصيات من بيئات إما صارمة أو مدللة; فقد يصبح الشخص ضعيف الشخصية وسلبي ودرامي إلى حد سام لأنه نشأ بين أبوين يتصفان بالصرامة الخارجة عن حدود الاتزان، ما يجعل الابن مفرطاً في رسم الحدود والتطلب.
أو أنهما يفرطان في الدلال ما يشوش أو يحول دون امتلاك البوصلة الأخلاقية والعاطفية والاجتماعية لدى أبنائهم، فينشأ الأبناء ولديهم افتراضات استحقاقات غير واقعية أو ناضجة أو تعكس شخصية واعية أو متزنة.
ومن أشهر عبارات هذه الشخصيات التي عادة ما ينفردون بها (ما اسمح لك تكلمني أو تعاملني بهذه الطريقة).
فتجد أن ردود فعل المحيطين إما ضحك لا إرادي لكونه شيء عادة ما يبدو طريفاً للآخرين لغرابته; إذ كما تلاحظ لا أحد بتمام نضجه وثقته بنفسه واحترامه لذاته يخبر الآخرين بكيف يجب أن يعاملوه، فعالم الناضجين مبني على الاكتساب وليس الإملاء.
أو تعتلي ملامح الحاضرين علامات الصدمة أو الازدراء فالناس عادة لا تتقبل الشخص الهش ورغبته في معاملة الآخرين على أنهم في حديقة حيوانات مروضة للتصرف طبقاً لرغباته الخاصة.
ولكونها شخصية ضعيفة ومشوشة ما يجعلها دائماً بحاجة لتهجين الواقع حولها لما يتوافق مع معاييرها للراحة، تجدها تمارس التأثير السلبي على المحيطين فيها من أصحاب أو عائلة وحتى الأشخاص الذين يلتقون فيها بشكل عابر، إذ أن هذه الشخصيات تقرأ الأشياء وتستشعرها بشكل غير واقعي وتترجمها بشكل غير واقعي أو عقلاني، ثم تبث نتائج أفكارها الخاطئة للآخرين وقد تفرضها على شركاءها في الحياة ورفاقها من أصدقاء أو زملاء في العمل، فتنشر حالة من التشوش العاطفي والفكري بين المحيطين فيها، فتتحول إلى ما يشبه الجسم الشاذ والغير مريح في المشهد، لافتقارها لأدب التكيف ومهاراته.
لعل من أفضل ما يمكن فعله للتعامل مع هذه الشخصيات بسلام:
– التفهم: فهذه الشخصيات ليست خبيثة أو شريرة بالضرورة، ولكنها في أغلب الأحوال مجرد ضحية محيط وظروف وتجارب سيئة، ومن المهم التعامل معها بصورة مراعية لعدم التسبب في تفاقم دوافع السلبية لديها
– اتزان الأعصاب: الهدوء والتعامل الإيجابي باستمرار، لعدم فقدان التركيز أولاً، وعدم منح الشخصية السامة مبررات لقلب الواقع ووضعك في موقف المذنب.
– عين مفتوحة: أن تحافظ على تركيزك على الواقع بوضوح، لأن هذه الشخصيات ماهرة في تحوير المشاهد وقلبها بشكل قد يشككك في الصح والخطأ.
كمتلاعب شخصيات محترف، كثيرة هي الحيل التي يتقن ممارستها صاحب هذه الشخصية من مسرحيات درامية لإفقادك اتزانك وتشويش بوصلتك العقلانية والمنطقية وموقفك الواقعي في الحدث، كأن يعيش دور المجني عليه وإلباس الآخرين دور الجاني.
– الوضوح التام: المواجهة والمصارحة عند كل موقف لتجنب اعتياد هذا الشخص على هذه الحيل أو الطلبات غير الطبيعية والغير صحية لأي علاقة بشرية اجتماعية، وأيضاً لمساعدته على معايرة بوصلته بشكل أقرب ما يكون للواقع.
– تشجيع النضج: محاولة إبقاء الحوارات والتفاعلات صحية وإيجابية بشكل دائم، لمحاولة علاج التخبطات النفسية والفكرية لدى هذا الشخص، ومنحه تجارب ناضجة وواعية للتعلم منها.
– مراجعة مواقفك دائماً للتأكد من أنك لست أحد هذه الشخصيات.
بالطبع ليست مهمة حياتك إصلاح وعلاج علل الآخرين، ولكنه من الممكن أن يجعل حياتك أسهل من ناحية وذات معنى من نواحي أخرى.
السادة الافاضل، ممتن لتعليقاتكم الكريمة.
– صادق المحسن: يسعدني توفيق المقال الى ترجمة شيء من افكارك ورؤيتك لهذه الشخصية.
– أبو حيدر: شكراً لتفاعلك وتعليقاتك القيمة.
اجابة على سؤالك بخصوص التخصص: لست مختصاً بأي شكل من الاشكال، اللهم اشارك بمنظوري ورأيي الشخصي، استفتاءاً لاراءكم القيمة والكريمة.
وسلام الله على سيد البلغاء والمتكلمين الامام علي فهو استاذنا الذي ندين له بكثير من الحكم التي نستدل بها الطريق.
الأعصاب عندما ياتيها ا أمر من ألمركز بالخوف والجراءة او الشجاعة (وعدم الخوف) في نفس الوقت هنا يكون الضحك !
وقد يكون الضاحك (المتاثر) هو نفس الشخص او من يشاهد حركته او كلامه والتي اثارة الضحك عنده وهذه ليست مشكلة ولا معضلة لان في المجتمع من ناس وحتى من غير البشر تجد فيهم هذه الصفة مثل القطط (السنانيير) !
ولكنهم عندما يصابون بالحزن نتيجة مرض او وفاة عزيز او خسارة مادية تجد أثره كبير عليهم لإنه يخالف حالتهم العادية [و التي هي دائما او غالبا تضحك وتقهقه بقوة وبصوت عالي وبسرعة)] ؛ وهذه النوعية من المجتمع عندما تزداد حالة الحزن والاكتئاب المستمر قد يتحولون الى حمقى او كما جاء وصفهم بالحالة السامة !
ولكن اعتقد العلاج الأفضل موجود ؛والحمد لله على توفيق الله لنا بقراءة سورة يس في اغلب الايام من كل اسبوع والتي بها نسعد ويذهب بها عنا الغباء والحزن .
إذا كان الكاتب دكتور محاضر (محاضرات) او طبيب او اختصاصي علم نفس او استاذ علم اجتماع نتمنى التعريف بذالك حتى لا نبخسه حقه ولكم جزيل الشكر ؛ وبشكل عام لاي كاتب حتى نتشرف بقراءة موضوعه!
– الموضوع : الاحمق هو الذي إذا قلت له (كمثال) وين اءذونك يشير بيده اليمين الا الاذن اليسرى ؛ والعكس كذالك ! وهذا الاحمق قابل للتعايش مع من يشتبهونه في الصفات ولا أحد يستغرب من ذالك لان سنة الحياة تقتضي عيش الطيب مع الطيب والخبيث مع الخبيث كما جاء في الآية (٢٦) من سورة النور !
(الخبيثات للخبيثين …)
ولكن ليس كل طيب ينتج الطيب والعكس كذالك !
وهذا نوع من الامتحان وأكبر ذليل أخو الأمام الحسن (,ع) عم الأمام المهدي (ع) الذي ادعى الأمامه والذي لقب عليه جعفر الكذاب وكذالك عم النبي (ص) والذي كنيته ابو لهب والذي كسر قاعدة الطيبين من أبناء عبد المطلب !
ممكن تكون ذات الصفات السامة كما في العنوان هنا ؛ هي مسحورة او مصابة بالمس نتيجة خلعة (والتي توصف بالروعة او خرعة) !
حسب ما فهمت وحسب ما اعتقد !
ولا يوجد تشخيص ادق من ذالك !
المهم هنا !
ان الموضوع باين عليه او واضح منه انه متعوب عليه و يستحق القراءة والتعليق والدراسة (من قبل من يمهم الأمر من اختصاصيين) ؛
ومثلا مقولة لا تمازح جاهل هي منطقية إذا كان الجاهل هذا أحمق او عصبي ؛ والجاهل هنا نقصد به الطفل (باللهجة العامية) وكذالك يقصد به الكبير الشاب والذي عقله وتفكيىره مثل عقل الطفل !
واستنادا لهذه المقولة او المثل قول امير المؤمنين ماحدثني عاقل الا وغلبته وما حدثتي جاهل الا وارهقني !
نعم هو يقصد بالجاهل الذي يجهل العلم ومثله مثل الطفل حتى لو كان كبيرا العمر !
وهي إشارة من الأمام (ع) الى التجاهل او الصمت عن هذه النوعية غالبا أن كان في الصمت اقل الخسائر !
قمة الروعة المقال جذا ممتاز انت عطيت توصيف للشخصيات النرجسية