“غابت شمسك يامحمد”.. رسائل رثاء وحزن من زملاء المرشد التربوي آل عيد
سيهات: معصومة المقرقش
نعى الوسط التعليمي بالقطيف، المرشد الطلابي الراحل محمد أحمد عبد الله آل عيد، وشيع زملاء الفقيد زميلهم في أجواء حزينة، متبادلين صوراً جمعتهم به في وقت سابق، مؤكدين أنهم فقدوا مرشداً طلابياً تربوياً كان له التأثير الكبير في نفوس طلابه وكل من معرفه في أوساطه الاجتماعية.
توفي آل عيد، إثر جلطة مفاجئة في القلب لم تمهله الوقت لوداع أهله وأصحابه، ورحل عن الدنيا يوم السبت 25 رجب 1446هـ، تاركاً حزناً عميقاً في نفوس كل من عرفه وتعود على طيب محياه وابتسامته.
المرشد الطلابي الفقيد هو من أهالي الدشة بتاروت، بدأ المساهمة المجتمعية منذ تخرجه من الجامعة، و بدأ في سلك التدريس ثم الإشراف، وعمل في مدرسة الربيعية الابتدائية، وهو والد كل من فارس، و علي، و فاطمة.
يقول عنه زميله المعلم مؤيد البشراوي “الفقيد السعيد يعجز اللسان عن وصفه من جميع النواحي، سواءً كانت هذه الصفات تشمل الأخلاق والأدب، مروراً بابتسامته التي لا تفارقه طوال اليوم الدراسي.
المعلم المحبوب
ويضيف البشراوي “أما من الناحية الاجتماعية فهو اجتماعي من الطراز الأول في المدرسة، والأندية الرياضية، والجميع اتفق على حبه واحترامه.”
أما الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد يلفت إلى أن زميلهم الفقيد كان شخصاً مسالماً في علاقاته، وسلاحه في ذلك الابتسامة الدائمة في وجوه الزملاء وحل الأمور بطريقةٍ سلمية.
مسالم و رياضي
ويضيف “هذه العلاقة الجميلة لا تقتصر على زملاء العمل في المدرسة، وإنما شملت زملاء الإرشاد الطلابي في مدرسة الربيعية الابتدائية، وكذلك هي حالته مع زملاء الرياضة؛ حيث كان الفقيد لاعباً رياضياً متألقاً من ناحية اللعب ومن ناحية الأخلاق.”
ويتابع العيد “انعكست هذه السمة على علاقاته بالجلساء الذين يقابلهم ويجلس معهم في المساء، وكان تربوياً وأخلاقياً رحيماً مع الطلاب، خاصة أنه كان يمارس مهنة الإرشاد والتوجيه الطلابي في المرحلة الابتدائية، التي بدورها تحتاج من المرشد الطلابي في هذه المرحلة إلى الصبر والعفو، ومحاولة فهم حاجات الطلاب بشتى أقسامها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية.
ويشير العيد، إلى صفات أخرى كان يتصف بها الفقيد، وهي الشجاعة مع الأدب المتواضع الذي لا يخلو من المشورة مع زملاء المهنة.
الابتسامة الدائمة
أما الاختصاصي الاجتماعي فيصل العجيان، يصفه بالإنسان الهادئ و اللطيف ودائم الابتسامة، وعلاقاته الاجتماعية جيدة مع الناس، وعرفه من خلال الدورات التي كان ينظمها للمدارس؛ حيث كان يملأ دوراته بالنشاط والحيوية ويلف الجو بابتسامته ويقدم المساعدات لمن يحتاجها.
رثاء أخوي
ورثى حسن أحمد آل عيد -أبو جهاد- أخاه الفقيد قائلاً “منذ أن غابت شمسك يا محمد عن سمائنا، وألم الفراق يجثم على أرواحنا كغيمةٍ ثقيلة لا تُفارِقنا، أحبّتك جميعًا ما زالوا يلمحون وجهك في كل زاويةٍ اعتادت نور حضورك، وصدى ضحكاتك التي كانت تملأ الأمكنة حياةً وبهجةً.”
وأضاف “يفتقدون جِدّك ومرَحَك، رقتك وحكمتك، ذلك القلب الطاهر الذي ما عرف الحقد طريقًا إليه، غيابك ترك فراغًا يستحيل ملؤه، وأنت الذي اعتدناك مُعينًا ومؤنسًا في الضراء قبل السراء، فأضحى الحديث عنك اليوم غصةً تأبى أن تندمل. إننا نلوذ بذكرياتك، نقلب صورك.”
وتابع “نَرجُو أن تُهدِّئ فينا جُرحًا نازفًا لا يبرأ بسهولة، عسانا نجد فيها شيئًا من الدفء الذي تركته في القلوب، رحمك الله يا من ستبقى حيًّا في وجدان أحبّتك ووجدان كلّ من عرفوك إنسانًا كريمًا سخِيًّا بالعطاء، وستظل دعواتهم ترفعك إلى آفاق الرحمة الإلهية، فإلى جنان الخُلد يا أبا فارس.”