القطيف تتذكر.. نصف قرن على كارثة العائدين من العمرة 21 وفاة و27 إصابة تقاسمتها العوامية وعنك وسيهات والدبيبية والشويكة
خمسون عاماً على حادث حجاج (معتمري) العوامية وعنك
عام 1396هـ/ 1976م
زكي علي الصالح
لم يكن صباح يوم الاثنين 6 شعبان 1396هـ الموافق 2 أغسطس 1976م عادياً كغيره من صباحات العوامية، البلدة الواقعة شمال محافظة القطيف، حيث استيقظت البلدة على خبر مفجع هز أركانها وبدد سكونها وعصف بنفسية أبنائها؛ فمع أول تسلل لخيوط الشمس من ذلك اليوم المشؤوم؛ رنّ الهاتف الوحيد في البلدة المنصوب في بيت رئيس شركة كهرباء العوامية، ليبلغ المتصل عليّ بن سلمان الفرج بخبر ثقيلٍ وصاعقٍ؛ يفيد بوقوع حادث مؤلم لحافلة تقل حجاج (1) العوامية وهم في طريق عودتهم من العمرة الرجبية.
لم يأتِ الخبر المنقول عبر أسلاك الهاتف مفصلاً؛ إذ لم يوضح المتصل عدد وأسماء الضحايا، ولا حتى هوية الحملة صاحبة الحادث، فوقتذاك هناك حملتان؛ حملة الملا عبدالله محمد الشيخ وحملة الوجيه عبدالكريم بن الشيخ علي الشيخ جعفر، لذلك لم يعمد “أبو عاطف” لنشر الخبر وحصره في نطاق عائلته.
ومع بواكير الصباح بدأ عدد من الأهالي بالتجمع في فريق (الشملي) بانتظار عودة أحبائهم من الديار المقدسة، فهو اليوم المنتظر لعودتهم، ولسنين طويلة كان فريق الشملي هو نقطة توديع واستقبال الذاهبين للحج والعمرة وزيارة العتبات المقدسة، وكانت من التقاليد المتبعة قديماً عدم “طب: دخول ” البلدة ليلاً، وإذا صادف مجيئهم مع حلول ظلام الليل، يباتون ليلتهم في منطقة البدراني الواقعة غرب القطيف وجنوب بلدة الأوجام، وفي الصباح “يطبون” البلدة معلنين عن قدومهم بإطلاق مزامير سياراتهم من مدخل البلدة الشمالي حتى فريق الشملي.
لكن هذا التقليد لم يُراعَ في ذلك اليوم، فقد دخلت سيارات الحجاج إلى العوامية بصمت على غير عادتها، كان دخولهم أشبه بعودة سرية جيش من معركة خسروا فيها قائدهم، يلفهم الصمت حزناً وانكساراً، إذ تفاجأ الناس المحتشدون في انتظار عودتهم بتوقف إحدى سيارات حملة “عبدالله محمد” ونزول ولده الأستاذ علي منها وأخبرهم بخبر الحادث المشؤوم.
يصف حسن بن عبدالله الشيخ “أبو علي” مشهد انتظارهم لعودة والدتهم الملّاية فاطمة الصويمل وأخيهم محمد(مبارك) وأختهم رمزية الطفلة ذات السبع سنوات: (كنا ننتظر عودة والدتنا من العمرة بشوق شديد، ولا سيما أختنا الصغيرة “قسمة” وكانت وقتها في الصف الثالث الابتدائي، التي أمسكت قبل أيام من تاريخ عودتهم المنتظرة قطعة فحم وكتبت على جدار السطح “يوم الأحد أو الاثنين يوصلوا الحجاج”، يومها كنا في البيت ولم نكن نعلم بالخبر بعد، وإذا بأخينا مبارك يدخل من باب البيت وهو يصرخ باكياً “ماتوا كلهم”).
وقع الحادث لحملة الملا عبدالله محمد باقر الشيخ على طريق بقيق ما بين الحادية عشرة والثانية عشرة من مساء يوم الأحد 5 شعبان 1396هـ الموافق 1 أغسطس 1976م.
اتجهت عوائل أفراد الحملة إلى بيت (عبدالله محمد)، كما اعتاد الأهالي على تسمية صاحب الحملة، ولا يعرف بهذا الاسم أحد غيره، وذلك لاستطلاع الخبر والتحقق من سلامة أقربائهم.
كان المشهد حينذاك يذكّر باليوم الذي أعقب ليلة العاصفة التي أغرقت مراكب الغوص فيما عرف بـ سنة الطبعة عام 1344هـ / 1925 عندما هرعت الأهالي لـسِيف البحر تستجلي منه خبراً يطمئنهم على أحبائهم الغاصة.
يصف محمد ضياء بن عبدالله محمد الشيخ، الناجي من الموت بأعجوبة، دخولهم العوامية ومنظر بيتهم والناس متجمهرة أمامه، يلفهم الحزن والوجوم، “البلد في حالة حزن شديد وبكاؤنا أكد للناس خبر الفاجعة”.
هذه الأيام تمر الذكرى الخمسون على هذه الحادثة، فكيف حدثت؟
كانت قافلة حملة عبدالله محمد تتكون من حافلتين “شفر” وشاحنة مرسيدس “شامية”، الحافلة الأولى كان سائقها محمد علي الشيخ أحمد” أبو سامي” تعود ملكيتها بالمشاركة بين الشيخ أحمد وأحمد صالح الشيخ “أبو صلاح”، والحافلة الثانية “الحافلة المنكوبة” كان سائقها شخص من الطائف ويساعده في قيادتها ابن مالك الحافلة الشاب هاشم عبدالله محمد الشريف، وشاحنة المرسيدس يقودها ناصر أبو فرِح من الأحساء، وقع الحادث في طريق مدينة بقيق، وقد أجمعت الآراء على أن سبب الحادث هو نوم سائق الحافلة؛ الأمر الذي أدى إلى انحرافها واصطدامها وجهاً لوجه بشاحنة قادمة من الاتجاه المعاكس.
أدى الحادث إلى انفصال مقدمة الحافلة وقُتل في الحال سائقها ومساعده و”الحملدار” الملا عبدالله محمد الشيخ و18 فرداً من أفراد الحملة، من ضمنهم زوجته “فاطمة بنت الشيخ علي”وابنته “مليكة” وحفيده “زكي عبدالله الشيخ” وثلاث أخريات من قريباته، وبذلك كانت أسرة آل الشيخ صاحبة الفجيعة الكبرى في هذا الحادث من بين جميع الأسر الفاقدة لأحبائها في القطيف، والمتوزعين على العوامية (15) عنك (متوفيتان) سيهات (متوفاة) والدبيبية (متوفاة).
يروي “محمد يوسف آل مال الله”، من أهالي عنك، وأحد الناجين من الحادث الأليم الذي أودى بحياة والدته وأخته، بأن عمره وقت الحادث (12) سنة وكان نائماً حينها، واستيقظ على صوت الاصطدام وصراخ الركاب فوجد جثث الركاب متناثرة إلى جانب الحافلة المائلة على أحد جانبيها، بحث عن أمه فوجدها ميتة. وما زال “محمد يوسف” يتذكر بامتنان “فزعة” الشاب السعودي الشهم ذا الشعر الطويل الذي هرع لنجدتهم وكان يستوقف سيارات المارة ويضع المصابين فيها ويطلب منهم إسعافهم إلى مستشفى بقيق.
كما يروي “عبدالرسول آل سعيد” مشهداً مأساوياً من الحادث: ” إنه كان مع والده يستقلون الشاحنة الشامية وكانت المسافة بينهم وبين الحافلة المنكوبة مسافة كيلو متر واحد، وقد وصلوا بعد الحادث بدقائق، وعمل والده مع بقية زملائه ركاب الشامية على إخراج المصابين من الحافلة، وكانت من بينهم الطفلة المرحومة رمزية الشيخ وكانت في حالة سليمة تقريباً وتمشي على قدميها إلا أنهم فيما بعد وجدوها ممددة على جثة والدتها وقد فارقت الحياة!”.
تنقلات المحطة الأخيرة:
يقول المثل الشعبي: ” من له عمر ما له قاتل”، شكلت محطة القصيبي الواقعة على طريق بقيق؛ المحطة الأخيرة في رحلة ضحايا الحادث، ففيها توقفت قافلة الحملة للصلاة والراحة وتناول وجبة العشاء، وفيها فرز القدر ضحاياه من غيرهم، فقبل انطلاق سيارات الحملة لاستئناف مسيرها نحو القطيف، طلب ” عبدالله محمد” من ولده “علي” الانتقال من حافلة الحادث إلى الحافلة الأخرى لمنع سائق الحافلة من “طَبْ” العوامية بالليل، وأرسل ولده “محمد ضياء” إلى سيارة الكشف، وكذلك فعل مع “مبارك” للتخلص من إزعاج مزحه وشقاوته مع المرحوم “ثامر”، وبالتالي نجا الثلاثة من الموت، وسوء طالع “مريم بنت علي الشيخ أحمد” جعلها تبدل مكانها من الحافلة الأخرى التي كان يقوده أخوها “محمد الشيخ أحمد” والانتقال إلى حافلة الحادث، كما كان من عداد الناجين : “علي بن صالح أبو رْشَيد” وزوجته ” زهرا بنت علي بن محمد صليلي، وولده “حسن” فقبل انطلاق الحافلة من المدينة المنورة بعد أداء الزيارة غيّر “أبو عبدالله” مكانه منها إلى سيارة الكشف، وبذلك نجا هو وعائلته المرافقة له.
وبعد ساعة من انطلاق الرحلة من محطة القصيبي وبالتحديد في بقعة تسمى “بقّة” (2) وقع الحادث على الباص.
إنهاء إجراءات الحادث واستلام الجثامين:
فور انتشار الخبر في العوامية ووصول بعض الناجين من الحادث، انصب الاهتمام على جلب جثامين الضحايا ودفنهم، فتوجه ابن صاحب الحملة الأستاذ علي بن عبد الله محمد الشيخ والسيد علي بن السيد سعيد العوامي وأحمد بن محمد بن حسين إسماعيل لمرور بقيق لإنهاء إجراءات الحادث والحصول على إذن باستلام الجثث، فيما توجه الوجيه عبدالله بن أحمد الفرج لمستشفى الدمام المركزي للمحاولة لاستلام الجثامين دون انتظار وصول الإذن، وهو ما تم له حيث سُمح باستلام الجثث، وقام بإحضارها أحمد بن حسين السعيد بشاحنته الشفر الأحمر “قلّاب”.
لا يزال منظر شاحنة الشفر الحمراء المتوقفة عند باب مغتسل العوامية وجثث ضحايا الحادث المتكومة على بعضها في صندوق السيارة محفوراً في ذاكرتي، كنت صغيراً وقتها بالكاد أكملت الحادية عشرة، كان منظراً مأساوياً ومرعباً وخاصة لطفل في مثل عمري.
تجهيزات أعمال الغسل والدفن:
توافد الناس إلى المغتسل والصراخ والبكاء يعلو في أرجاء المكان، بعضهم كان ينادي ويناشد بضرورة جلب لحف وبطانيات لستر وتغطية جثث النساء أثناء نقلها من الشاحنة إلى المغتسل، المنشأ حديثاً والذي دُشن افتتاحه بهذه الفاجعة المؤلمة، وبسرعة البرق انخرط الحاضرون في إجراءات غسل وتكفين الجثامين، تحولت العوامية لورشة ضخمة للعمل التطوعي، شارك فيها الرجال والنساء والأطفال، خرج عمال البلدة من فلاحين وعمال بناء وصيادين سمك وباعة من أعمالهم، وكذلك من سمع بالحادث من موظفي الحكومة وعمال شركة أرامكو التي بثت خبر الحادث في وسائل اتصالاتها الداخلية، وخرج طلاب المدارس من دروسهم وتوجهوا جميعاً لأداء الواجب نحو فاجعة بلدتهم.
وبسرعة البرق انخرط الناس جميعاً في تحضيرات وإجراءات التشييع والدفن، توزع الناس على مجموعات دونما حاجة لتوجيه أو إرشاد من أحد؛ البعض تطوع بالمساعدة في أعمال التغسيل (هنا كان الدور الأكبر للعنصر النسوي، بحكم أن أغلب الموتى من النساء) ومجموعة لخياطة الأكفان وتجهيزها، والأكثرية توجهت نحو المقبرة للقيام بأعمال حفر القبور.
من الذكريات المؤلمة: إن بعض أسر الحجاج المعتمرين، لم يعلموا بمصير أقربائهم إلا بعد نقل الجثث إلى المغتسل ودعوة أقربائهم بالدخول بالتعرف عليهم، وهنا كانت تتعالى الصرخات من داخل المغتسل كلما تعرفت عائلة على جثة أحد أفرادها، والعوائل التي لم تجد أفرادها من بين الأموات يتوجهون فوراً إلى المستشفيات للاطمئنان على حالهم وصحتهم.
وكما يقال، من رحم المحنة والمأساة تولد القصص الإنسانية، هنا تبرز قصة حسن يوسف مال الله مع مديره في هيئة الرقابة والتحقيق بالدمام، ففي صباح يوم الاثنين، وصل إلى علم عبدالله محمد العيد “أبو غازي”، بحكم عمله بمستشفى الظهران، نبأ الحادث ووفاة والدة حسن يوسف مال الله وإصابة والده وشقيقه محمد وشقيقته آمنة (قبل أن تتوفى في اليوم التالي متأثرة بإصابتها) فاتصل بمدير هيئة الرقابة والتحقيق السيد “أحمد محمود آشي” وأخبره بالخبر، فلجأ الأخير إلى حيلة ذكية تكشف عن حكمته وإنسانيته وعطفه الأبوي وقلبه الرحيم، حيث لم يشأ أن يصدم حسن مال الله بخبر فقدانه أمه الرؤوم ومصدر حبه وحنانه ويتركه يمضي إلى بلدته وحيداً، وهو لا يزال شاباً غضاً طرياً لم يتجاوز عمره التاسعة عشرة، فزعم بأن لديه مشوار عمل في القطيف، وطلب من حسن مرافقته فيه، امتثل الأخير لطلب مديره، وفي الطريق أخذ يسأله عن بلدته عنك، وعندما وصلت سيارتهم بمحاذاتها، دخل في شارعها معللاً رغبته في رؤيتها من الداخل، وعند المدخل كانت هناك المقبرة والناس متجمهرين عند بوابتها، فنزل حسن لاستطلاع الخبر وحينها عرف بخبر الحادث ووفاة والدته وإصابة بقية أفراد العائلة.ِ
على أرضية المغتسل بالعوامية حيث تم وضع الجثث جنباً إلى جنب، تم اكتشاف من بين جثث المتوفين جثة لا تعود لأحد من ضحايا الحادث العواميين، حيث تم تسليم الجثة بالخطأ ضمن متوفين أهل العوامية، والجثة تعود لـ هاشم عبدالله محمد الشريف مساعد سائق الحافلة وأبن مالكها، وتمت إعادتها إلى المستشفى.
يتذكر عبدالمحسن بن الشيخ حسن الخنيزي (كان عمره آنذاك 13 سنة) موقفاً لا يزال حياً في ذاكرته، أن المشرفين على أعمال تجهيز الأكفان واجهتهم مشكلة وهي عدم كفاية مخزون الأكفان وعطر “الكافور” لكامل عدد المتوفين، فتطوع مع يحي المراضيف للذهاب على دراجة نارية (دباب) لإحضارها من القطيف.
التشييع:
تم تشييع ضحايا الحادث في مشهد مهيب؛ شارك فيه جمع كبير من الأهالي، وتم على دفعات، حيث لم يكن بالمقدور تشييعهم كلهم دفعة واحدة، نظراً لعدم التمكن من تجهيزهم كلهم في وقت واحد، ولعدم توفر نعوش بعدد المتوفين، فالموجود منها لا يتعدى أصابع اليد، فكلما جهزت جنازة وتوفر نعش لها بودر في تشييعها.
وكانت المقبرة تبعد عن المغتسل مسافة تقدر بكيلومتر واحد، والطريق إليها من المغتسل يمر عبر بساتين زراعية ذات ممرات ضيقة.
أول نعش خرج من المغتسل كان نعش “الحملدار” عبدالله محمد، ومن خلفه سار نعش زوجته “فاطمة بنت الشيخ علي” وثالث نعش ابنته “مليكة” والرابع لابن ابنته “زكي عبدالله الشيخ”، سارت النعوش الأربعة خلف بعض ومن خلفهم سارت مواكب المشيعين وهم يبكون وينتحبون.
كان تشييع جثمان عبدالله محمد مهيبًا وكبيرًا جداً، فهو زعيم الحملة، ويتمتع بشعبية كبيرة داخل العوامية وخارجها، حضر لوداعه وتشييعه جمع من أهالي الخويلدية والجارودية وسيهات، في وقت لم تكن وسائل الاتصالات والمواصلات متوفرة كما في الحاضر. يُنقل من هول الصدمة وفرط الحزن على وفاته؛ أنه حينما خرج نعشه من المغتسل وسار على أكف المشيعين أُغشي على عدد من الناس، استطاع زكي عبدالله عمار(عمره كان آنذاك 13 سنة) تمييز رجلين من بينهم: سعيد عبدالله المدن “أبو فيصل” وأحمد عبدالحسين الشيخ “أبو فتحي”.
وكان آخر من تم تشييعهم هي “صويملة” وابنتها رمزية عبدالله الشيخ؛ ينقل عبدالعزيز محمد مهدي الفرج ” فور وصول الخبر خرجت من العمل في شركة أرامكو وتوجهت إلى مقبرة العوامية للمساعدة في أعمال حفر القبور، وكنت متماسكاً طوال تشييع المتوفين ولم أبكِ إلا حينما شاهدت جنازة صويملة محمولة وخلفها نعش ابنتها، عندها لم أتمالك نفسي، وذلك لصلة رحم قديمة بيننا، ولمأساوية المشهد”.
لم تغرب شمس يوم الاثنين إلا وجميع ضحايا (شهداء) الحادث قد أنزلوا في لحودهم ووروا الثرى، عدا آمنة يوسف مال الله ماتت في اليوم التالي، وثامر سلمان آل سالم مات بعد خمسة أيام، متأثرين بجراح إصابتهما.
الصلاة على الجنائز:
كان مصلى الأموات عبارة عن بناء مسقوف مفتوح الجوانب، ويقع خارج سور المقبرة وفي الجهة الشرقية منه.
تولى الشيخ سعيد أبو المكارم الصلاة على جنائز حادث أهل العوامية جميعها، ومن بينها ابنتي أخويه الشيخ عبد المجيد وعبدالله وزوجة الأخير، إضافة إلى عدد من أفراد أسرته، وكان طوال الفترة التي استغرقتها تشييع الجنائز موجوداً في المصلى لم يبرحه لأي مكان آخر حتى تم الانتهاء من الصلاة على آخر جنازة، وقد سُمع وهو يردد على الدوام وبصوت حزين “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وفي عنك تولى الشيخ عبد المجيد أبو المكارم الصلاة على جنائزها، وقد كان في سفر وعاد على الفور بعد سماعه بالخبر، ولم يصل إلا بعد تشييع بنته وابن عمه وصديقه المقرب عبدالله محمد وبقية أفراد الأسرة، وقد عبر الشيخ عن تأثره البالغ لفواته تشييعهم.
الفواتح:
بعد الدفن، تولت كل أسرة من أسر ضحايا الحادث في العوامية، بإقامة فاتحة لمرحوميها، أكبرها وأشهرها كانت فاتحة آل الشيخ لكونها تجمع سبعة أفراد من العائلة، وتمت إقامتها في الحسينية الجعفرية بالمسورة (داخل الديرة)، فيما توزعت باقي الفواتح على حسينيات البلدة، وبعضها أقيمت في البيوت لعدم وجود حسينيات شاغرة، كفاتحة المرحومة طيبة آل أسماعيل أم عبدالمحسن آل الشيخ أحمد، فقد أقيمت في سطح بيت حسن ناصر آل أسماعيل بفريق الشملي.
وفي عنك أقيمت فاتحة ضحايا الحادث في حسينية البلد (الحسينية الغربية).
أسماء وفيّات الحادث:
1ـ الملا عبدالله محمد باقر الشيخ (1330ـ 1396هـ) العوامية (3).
2ـ فاطمة بنت الشيخ علي بن الشيخ محمد (أم شواخ بنت الملا عبدالله محمد باقر الشيخ) ـ العوامية.
3ـ مليكة بنت عبدالله محمد باقر الشيخ. (18 سنة) ـ العوامية.
4ـ الملّاية فاطمة بنت عبدالله الصويمل (أم علي بن عبدالله بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر).
5ـ رمزية بنت عبدالله بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل الشيخ ( 7 سنوات).
6ـ فضيلة بنت الشيخ عبد المجيد بن الشيخ علي أبو المكارم (أم الملا عبد الواحد أحمد الشيخ) ـ سيهات.
7ـ زكي بن عبدالله أحمد علي الشيخ (12 سنة) ـ العوامية (4).
8ـ مريم بنت رضي أحمد آل درويش (أم علي منصور حسن آل ربيع وأم عبدالعظيم محمد آل اسماعيل) ـ العوامية.
9ـ طيبة بنت محمد حسين آل إسماعيل (أم عبدالمحسن الشيخ أحمد) ـ العوامية.
10ـ معصومة بنت محمد كاظم البراكي (أم علي بن حسين محمد آل زاهر) ـ العوامية.
11ـ زهرا إكرامي (أم عبدالله “عبدالزهرا” بن علي بن عبدالله الزاهر) ـ العوامية.
12ـ أم الخير بنت أحمد بن رضي آل إبراهيم (أم جعفر بن محمد أحمد الربح) ـ العوامية.
13ـ فاطمة بنت مهدي بن حسين النمر (أم علي بن محمد أحمد ال نمر) ـ العوامية.
14ـ فاطمة بنت محمد جواد الربح (أم علي بن عبدالله مهدي آل زنادي) ـ العوامية.
15ـ فاطمة بنت مدن بن محمد البدن (أم علي عبدالله داوود، وأحمد حسين الزيمور) ـ العوامية.
16ـ مهدي (ثامر) سلمان علي آل سالم (عمره 12 سنة) ـ العوامية (5).
17ـ فاطمة بنت حبيب محمد القنبر (أم يعقوب يوسف آل مال الله) ـ عنك.
18ـ آمنة بنت يوسف علي آل مال الله (أم إبراهيم عبدالعزيز علي القنبر)عنك (6).
19ـ مريم بنت محمد السويكت (أم مبارك يوسف الفضل) ـ المرحومة من الدبيبية ومتزوجة في عنك.
20ـ سائق الحافلة ( غير معروف) ـ الطائف.
21ـ هاشم عبدالله محمد الشريف ـ ابن صاحب الحافلة، ومساعد السائق ـ الطائف.
رحم الله أرواحهم وتقبلهم شهداء عنده ورزقهم الجنة وحشرهم مع محمد وآله
المصابون:
1ـ الحاج أحمد بن علي الربح. (أبو الملّاية شوّاخ بنت أحمد الربح) ـ العوامية.
2ـ الحاج علي بن حسين بن محمد الربح.(أبو محمد) ـ العوامية.
3 سلامة بنت عبدالحسن بن عبدالهادي آل ربح (أم محمد علي حسين الربح) ـ العوامية.
4ـ فاطمة بنت مهدي جواد الربح (أم محمد بن سلمان آل سالم وعلي بن سلمان العوامي) ـ العوامية.
5ـ فاطمة بنت عبدالله محمد الحايك (أم إبراهيم مهدي البدن) ـ العوامية.
6ـ عاتكة محمد سلمان آل مكي (أم عبدالله بن صالح أبو فور) ـ العوامية.
7ـ مريم بنت علي الشيخ أحمد (أم أحمد عبدالله الحاجي) ـ العوامية.
8ـ علي بن حسين الزاهر (أبو حسين) ـ العوامية.
9ـ زهرا عبدالله محمد كاظم البراكي (أم حسين علي حسين الزاهر) ـ العوامية.
10ـ حسين علي بن حسين الزاهر ـ العوامية.
11ـ جعفر علي بن حسين الزاهر ـ العوامية.
12ـ محمد سلمان آل خميس (محمد سليم) ـ العوامية.
13ـ خديجة بنت أحمد بن حسن الزاهر.(أم محمد سليم) ـ العوامية.
14ـ فاطمة بنت أحمد بن علي الربح، (زوجة محمد سلمان آل خميس) ـ العوامية.
15ـ درة بنت أحمد بن حسن الزاهر (زوجة رضي البحارنة ) ـ العوامية.
16ـ فايز علي سلمان الخميس ـ العوامية.
17ـ فاطمة إبراهيم العرادي (أم عبدالله محمد آل عبدالنبي) ـ العوامية.
18ـ مهدي حسن علي تحيفة (أبو علي) ـ العوامية.
19ـ زهرا حسين علي تحيفة (أم علي مهدي حسن تحيفة) ـ العوامية.
20 ـ فاطمة محمد الغضاير (أم عبدالله أحمد سلمان العوامي) ـ من أهل السويچة ومتزوجة في العوامية.
21ـ يوسف علي مال الله (أبو يعقوب) ـ عنك.
22ـ محمد يوسف علي مال الله ـ عنك.
23ـ هدى سعود سلمان آل قنبر (أم معين يعقوب يوسف اليوسف) ـ عنك.
24ـ حبيب شعبان الخميس (أبو عبد علي) ـ عنك.
25ـ السيدة نجيبة علوي الجرّاش (أم عبدعلي حبيب شعبان الخميس) ـ عنك.
26ـ حسين منصور صالح آل عيد (أبو محمد) ـ عنك.
27ـ أسماء يوسف عيسى الفضل (أم محمد حسين منصور العيد) ـ عنك.
رحم الله المتوفين منهم وأطال عمر الباقين، وجعل ما لاقوه في ميزان أعمالهم
________________
1) في الماضي كان يطلق مسمى ” حجاج” على الذاهبين إلى الحج والعمرة على حد سواء، وهذا الحادث عرف في العوامية بحادث الحجاج رغم عودتهم من رحلة عمرة رجبية.
2) منطقة تقع إلى الشمال من مدينة بقيق الحالية، هذه المنطقة عبارة عن منبع ماء، وسميت بقّة لأن الماء فيه يبق؛ أي ينبع، وهذه المنطقة موجودة إلى الآن، وكانت قبل اكتشاف النفط تسمى “بعلاة أبا القعدان”ـ (سعوديبيديا).
3) قبره يقع في وسط مقبرة العوامية، وهوالقبرالوحيد تقريباً المتبقي من قبور شهداء الحادث، كُتب على شاهد قبره تاريخ وفاته 16 / 8/ 1396هـ، وهذا خطأ، والصحيح هو 5 شعبان 1396هـ.
4) تعد والدته شواخ بنت عبدالله محمد الشيخ صاحبة المصاب الأعظم في هذه الفاجعة، فهي فقدت في يوم واحد والدها ووالدتها “فاطمة بنت الشيخ علي” وابنها البكر “زكي” وأختها “مليكة” إضافة لبقية أفراد الأسرة.
5) اسم الشهرة ” ثامر” أما في الأوراق الرسمية فاسمه “مهدي”.
6) كانت حاملاً عند وفاتها بجنينها في شهره الخامس.