نجلاء السالم وضعها الأطباء بين خيارين.. الصرع أو الشلل فقدت جنينها أولاً ثم قدرتها على القراءة والكتابة

سيهات: معصومة المقرقش

“قصتي هي شهادة على أن الإصرار والإيمان بالله والتفاؤل يمكنها أن تحول الألم إلى أمل، والمعاناة إلى نجاح. فالحياة ليست بما نخسره، بل بما نستطيع تحقيقه رغم التحديات”… بهذه الكلمات بدأت نجلاء السالم حديثاً ملهماً عن قصة معاناتها مع مرض الصرع أولاً ثم الإعاقة الحركية ثانياً وعدم قدرتها على الكتابة ثالثاً… والأشد ألماً خسارة حملها في الأشهر الأخيرة..

ونجلاء من مواليد العاصمة الرياض لعام 1405هـ، ولدت بصحةٍ جيدة، وكانت البكر لأمها. عاشت طفولة مليئة بالحياة والفرح، وكانت دائمًا ما تحقق درجات مرتفعة في المدرسة، ما جعلها تشعر بالفخر والتميز. لكن الحياة كانت تخبئ لها تحديات مؤلمة وقاسية لم تتوقعها.

نوبات صرع

وعن تلك التحديات، تقول نجلاء لـ”صُبرة”: مع بداية المرحلة المتوسطة، بدأت معاناتي مع مرض الصرع. كانت النوبات تداهمني عند التعرض للضغط النفسي أو في الأماكن المزدحمة بالضجيج، مما أعاق قدرتي على استكمال دراستي الثانوية، حيث اشتد عليّ المرض بشكلٍ كبير.

صعوبات وخسارة

لم تكن الصعوبات مقتصرة على الدراسة فقط كما تضيف نجلاء؛ بل امتدت إلى حياتها الاجتماعية والشخصية. حتى أنها خضت تجربتها لزواج مرتين، وكادت أن تصبح أمًّا لولا خسارتها إياه في الأشهر الأخيرة من الحمل بسبب المرض؛ حيث كانت تلك اللحظة من أصعب لحظات حياتها، لكنها لم تكسر نجلاء.

خياران لا ثالث لهما

وتتابع نجلاء: سنوات طويلة قضيتها بين المستشفيات والرحلات العلاجية بحثًا عن تشخيص دقيق وعلاج فعّال لحالتي. إلى أن جاء اليوم الحاسم، حين وضعني الأطباء أمام خيارين: إما الخضوع لعمليةٍ جراحية مع نسبة نجاح ضئيلة، ومخاطر عالية قد تؤدي إلى فقدان البصر أو الشلل الكامل، أو البقاء رهينة المرض والعزلة.

لحظة فارقة

وبعد تفكير عميق، قررت نجلاء المخاطرة؛ ودخلت غرفة العمليات بقلب ممتلئ بين الخوف والأمل، وأثناء الجراحة اضطر الأطباء إلى استئصال جزء من الفص الأيمن من دماغها لوجود التصاقات من تجلطات قديمة.

المعركة الجديدة

انتهت معاناة نجلاء مع نوبات الصرع، لكنها كانت بداية معركة جديدة بدأت تخوضها، وذلك بإعادة تأهيلها مجدداً بعد أن فقدت قدرتها على الحركة تمامًا بعد العملية الجراحية، وبدأت رحلتها في العلاج الطبيعي الطويلة.

لكن نجلاء وعلى الرغم من تبدل حياتها بعد العملية أصرت على مواصلة ما اختارته بإصرار ودعم من والدتها التي لم تفقد الأمل بها يوماً، وفعلاً بدأت تستعيد خطواتها شيئًا فشيئًا حتى تمكنت من المشي مجددًا.

دراسة من الصفر

وعن التحديات الجديدة التي واجهتها نجلاء غير فقد القدرة على المشي تشير إلى أنها كذلك فقدت قدرتها على القراءة والكتابة. لكنها، بمثابرتها وبتفاني والدتها التي أحضرت لها معلمة خاصة، تعلمت القراءة والكتابة من جديد.

العودة للحياة

بعد سنوات من العزلة والمعاناة، تواصل نجلاء سرد حكايتها: عدت إلى المجتمع بروح جديدةٍ، وانضممت لجمعية حركية للكبار، وكنتُ مستفيدة من جميع خدماتهم الاجتماعية والصحية، وبدأت بمشروعي الخاص بالعطور. وبعد ذلك، أخذت العديد من الدورات الخاصة في مجال التصميم، وأصبح لدي صفحتي الخاصة بالتصاميم، وانضممت إلى مجموعة خاصة بالمصممين.

مديرة مؤسسة

وتضيف: بعد ذلك رشحت إلى منصب مديرة في “مؤسسة تمكين الهمم” التابعة لمؤسسة بصمة خير، لدعم ذوي الهمم بمشاريعهم الصغيرة، وكذلك البحث لهم عن وظائف مناسبة، ومن ضمن المبادرات التي نفتخر بها: منصة تحفيظ القرآن، وتنظيم العديد من المبادرات الاجتماعية مثل الرحلات الترفيهية، وكان أعظم إنجازاتنا ترتيب رحلة عمرة لمنسوبي المؤسسة. بالإضافة إلى مبادرة “الكسوة الشتوية” لدعم الأسر المحتاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×