“أبو حسين” آل سماح.. رحيلٌ مُرٌ ويوم حزين

جمال أبو الرحي

برحيل “أبو حسين” فجر هذا اليوم الثلاثاء فقدت القطيف عبق الماضي الجميل وطيبة أب حنون ينجذب إليه الكبير والصغير فحينما نذهب أنا وأولادي للمطحنة كان يقبلهم ويلاطفهم ويخرج من جيبه بعض النقود ويقدمها لهم كهدية تُبهج قلوبهم وتجعل وجوههم فرحة مُبتسمة، هكذا كان خلقه وحسن تعامله مع الأطفال.

 فخبر وفاته فجر اليوم أفجع قلوبنا وآلمها وشعرنا اليوم بأن القطيف تبكيه بحرقة لأنها فقدت جزء من روحها وعبقها وبركتها وامتداد تراثها الجميل.

رحل الرجل الذي كنا نذهب لمطحنته لرؤيته والسلام عليه وتقبيل رأسه واحتضان طيبة روحه ونقاء قلبه وبشاشة وجهه، فحينما نراه نشم رائحة عبق القطيف مع رائحة البهارات التي تنفذ إلى أفئدتنا قبل أنوفنا.

كان صوت “أبو حسين” يؤنس أسماعنا بصوته الهادئ الحاني،

كان لنا أب وكان لنا طيب وكان لنا أنس وكان لنفوسنا سكون وراحة.

حينما كنا نقبل على مطحنته نلتفت في كل الاتجاهات نبحث عنه نتصفح الوجوه حتى نراه لنقبل جبينه ونحتضن روحه، فحينما نراه نشعر بأن الصباح مشرق مزهر جميل، وحينما لا نراه نشعر بضيق في الصدر وثقل في القلب.

برحيل “أبو حسين” تيتم الكثير ممن كانوا يقصدون مطحنة السماح لسماحة وجهه الطيب المبتسم قبل مقصدهم التبضع من منتجات ومحتويات المطحنة من البهارات والقهوة والطحين و ..

توفي ورحل “أبو حسين” في شهر رمضان الكريم، الذي جل مائدتنا عند الإفطار في كل عام من مطحنته من الساقو والعصيدة والهريس واللقيمات وغيرها من الأطباق الرمضانية التراثية.

الصورة من حسينية مياس

مطحنة السماح التي يقصدها الناس من جميع مناطق القطيف من تاروت إلى الأوجام ومن صفوى إلى سيهات، وبعد رحيل “أبو حسين” سيفتقدون تلك الروح الجميلة التي كانت تستقبلهم بكل بشاشة ومحبة واحترام كبيرين، ولكنهم حتماً لن ينقطعوا عن ارتيادهم لتلك المطحنة لأن روح “أبو حسين” ستبقى عبقاً طيباً خالداً في ذلك المكان.

رحمك الله يا أبا حسين وأسكنك الجنة ووهبك السكينة والجمال وأفرح الله قلبك كما كنت تُفرح قلوب كل من يلتقي بك في داخل المطحنة وخارجها، والخير إن شاء الله في أولادك الذين هم امتداد لك ولطيبة قلبك و بشاشة وجهك و جمال أخلاقك.

قبل أيام من شهر رمضان فقدت أبي العزيز  رحمه الله و اليوم فقدت أباً عزيزاً آخر على قلبي رحمهما الله تعالى و آنسهما بلطفه و حنانه و رحمته

و إنا لله و إنا إليه راجعون

ــــــــــــــــــــ

*تصوير فتحي عاشور

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×