السلامة المرورية في السعودية.. من “كارثي” إلى نموذج عالمي

إكس: صبرة
“وضع السلامة المرورية في السعودية كارثي”.. عبارة قالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لوزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بعد توليه الوزارة بساعات، وكانت البداية لتحقيق إنجاز عالمي في خفض حالات الوفيات والحوادث الجسيمة في المملكة بنسبة 50%.
تفاصيل هذه المهمة التي تحمل في طياتها بعداً إنسانياً للحفاظ على حياة الإنسان، روى بعض ملامحها وزير الداخلية وعدد من المسؤولين، عبر برنامج حكاية وعد على قناة إم بي سي.
لجنة السلامة المرورية
وحول ذلك قال وزير الداخلية “من اليوم الأول لي في الوزارة وجهني ولي العهد وقال لي بموضوع السلامة المرورية، مشيراً إلى أن وضعنا كارثياً، وبالفعل كنا متذيلين الترتيب في دول العالم بالنسبة لعدد الوفيات والإصابات الدائمة من الحوادث المرورية، فشكلت لجنة برئاسة وزارة الصحة وهي لجنة السلامة المرورية”.
وأضاف وزير الداخلية “أعتقد في 2018م كان نسبة الوفيات من الحوادث المرورية 28.8 لكل 100 ألف، وآخر رقم عرض كان 13 وفاة لكل 100 ألف، والآن كسرنا الرقم 13 وسأترك الرقم بالتحديد للجهات المتخصصة لتعلن عنه”.
وأكمل وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر حديث وزير الداخلية قائلاً “لجنة السلامة المرورية جمعت كل الجهات ذات العلاقة، التي تنشئ الطرق، والجهات الضبطية مثل المرور وأمن الطرق، والجهات التعليمية، والتثقيفية، والإرشادية، والإعلامية، ووزارة الصحة التي تتلقى نتائج هذه الحوادث”.
المستهدف الجديد 5 لكل 100 ألف
وأضاف “المملكة حققت تطور كبير وانخفاض في أعداد الوفيات والحوادث الجسمية بأكثر من 50%، وهذا رقم ليس بسيطاً”.
فيما قال وزير الصحة فهد الجلال “نحن من أوائل الدول التي تحقق أكثر من 50% خفض في وفيات الحوادث المرورية، وكنا نزف البشرى لولي العهد لأن المستهدف كان 12 وفاة لكل 100 ألف، ثم أصبح 8، ثم قال ولي العهد أن المستهدف سيكون 5 لكل 100 الف كأفضل الدول”.
النقاط السوداء
من جهة أخرى أسهمت جهود المرور السعودي، التوعوية والضبطية، في خفض وفيات الحوادث المروية على الطرق السعودية بنسبة (50%)، وذلك بتتبع ورصد المواقع التي تتكرر فيها الحوادث وتصنيفها بـ “نقاط سوداء”، والشخوص عليها بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة واقتراح الحلول الضبطية والهندسية لها، وتفعيل الحلول الضبطية الأخرى، كالرصد الآلي للمواقع الخطرة، والحضور الأمني الميداني المكثّف للدوريات الأمنية الراجلة والمتحركة.
كما تضمنت الجهود والمتابعة استقبال المكالمات الواردة على رقم الطوارئ (911) للخدمات الأمنية والإنسانية في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية و(933) في بقية مناطق المملكة على مدار (24) ساعة، ما أثمر تحقيق زمن استجابة لمباشرة الحوادث المرورية والحالات الإنسانية لا يتجاوز (10) دقائق.
لجنة السلامة المرورية في الشرقية
وفي المنطقة الشرقية، تأسست لجنة السلامة المرورية عام 2012م، يترأس لجنتها العليا أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وينوب عنه، في اللجنة نائب أمير المنطقة.
تتشكل اللجنة العليا من أكثر من 16 جهة حكومية ذات علاقة بالسلامة المرورية، إضافة إلى شركة أرامكو السعودية، وشركة سابك، والهيئة الملكية بالجبيل، وشركة المجدوعي للسيارات، وعدد من أصحاب الخبرة.
إشادة منظمة الصحة
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أشادت في يونيو 2023م، بانخفاض وفيات الحوادث المرورية في المملكة بنسبة %35 خلال الـ5 سنوات الماضية.
وأوضحت المنظمة أن عدد الوفيات في عام 2016 بلغ 9311 شخصاً، وانخفض هذا الرقم إلى 6651 شخصاً عام 2021م، ليؤكد ذلك النقلة النوعية التي شهدتها المملكة في إطار مستهدفات رؤية 2030.