“أبو لوزة”.. العائد من “حمّام” التأهيل

القطيف: صُبرة

بحسب المشهد الخارجي؛ يبدو أن أعمال إعادة تأهيل حمام “أبو لوزة” قد انتهت فعلاً. وبحسب المشهد الخارجي، أيضاً، فإن العمال الذين كانوا نشطين منذ أكثر من عامين؛ لم يعودوا موجودين، في الوقت الذي يظهر الحمام التاريخي أنيقاً من الناحية الشكلية والخارجية.

وحسب رصد “صُبرة” ومشاهداتها “الخارجية”، طيلة الأشهر الماضية، فإن أعمال الصيانة شاملة فيما يبدو، بما في ذلك بُنية الحمام بالكامل. ويُشير إلى ذلك؛ أعمال الهدم القائمة، وإعادة البناء في بعض أجزاء الحمام الذي يعود تاريخ إنشائه إلى قرابة 11 قرناً، طبقاً لبعض الروايات.

وسبق أن أغلق فرع هيئة التراث في المنطقة الشرقية الحمام في الـ 15 أغسطس من العام 2022، من أجل إجراء أعمال صيانة. كما أُغلق، أيضاً، موقع قلعة تاروت، التي تجري فيها أعمال صيانة، وتحوم حولها بعض المعلومات غير المؤكدة.

ولدى هيئة التراث مشاريع مهمة في محافظة القطيف، وأمس الاثنين، كانت مديرة فرع الهيئة في المنطقة الشرقية الدكتورة بدور العثمان، ضيفة لدى محافظ القطيف إبراهيم آل خريف، حيث قدمت له عرضاً عن المشاريع القائمة في القطيف.

رمزية خاصة

يمثّل حمّام أبو لوزة رمزية خاصة في محافظة القطيف، لغناه بالمياه المعدنية التي جعلت الكثيرين يقصدونه للاستشفاء قبل أن ينضب ماءُ عينه في منتصف التسعينيات الميلادية.

الشاعر عدنان العوامي

ويقول الشاعر والمؤرخ عدنان العوامي إن بناءه تتضارب الأقوال “في تاريخ تشييده، فهناك من يرجعه إلى ما بين القرن الثالث أو الرابع الهجري في عهد القرامطة، أو إلى عهد العيونيين، بين القرن الخامس إلى السادس الهجري، وقول آخر يرجعه إلى ما قبل 500 عام، وذلك ما يدل عليه نمط البناء، وقد أعاد تجديد بنائه أحمد مهدي آل نصر الله حاكم القطيف، وذلك في عهد الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله خلال حكم الدولة السعودية الثانية في القرن الثالث عشر”.

حمام المثقفين

وعلى الرغم من كثرة عيون القطيف؛ عُومِل الحمام والعين التي فيه بعناية من المثقفين، ويقول العوامي، أيضاً إن “أول من اهتم بهذا الحمام فكتب عنه هو الزعيم الوطني علي بن حسن أبو السعود (1324هـ، 1906م – 1373هـ، – 1954م) حيث جعله منطلَقًا لأحداث روايته شيخة”.

ثم هناك المؤرخ محمد سعيد المسلم، فقد كتب تحت عنوان: “حمام أبو لوزة ومياهه المعدنية” قائلاً “وقد أقيم عليه عدد من المباني التي تعتبر من المعالم الأثرية، ويقال إن بناءها يرجع إلى العهد العثماني، أو أبعد من ذلك بكثير، وأن بناءها جدد غير مرة، وهذه المباني المتلاصقة تتكون من قبة كبيرة تغطي النبع الخاص باستحمام الرجال، ولها مدخل لغرفة مستطيلة بنيت في جوانبها مصاطب لنزع الملابس، ثم في الجانب الشمالي مباشرة يقع حمام للنساء، وهو عبارة عن بركة متصلة بالنبع، ويتألف من غرفتين، وبجانبه من الشرق اصطبل للخيل والحمير التي كانت وسائط للنقل في ذلك العهد، وإلى جواره مبنى مستطيل أقيم على المجرى، مقسم إلى كبائن لاستعمال النورة(5)، وإلى جوار القبة من الغرب مسجد لأداء فريضة الصلاة”.

كما كتب عنه عديدٌ من المهتمين بالتراث والمعمار في القطيف.

مشكلة بناء

وتشير بعض التقارير القديمة المنشورة إلى أن الحمام يُعاني من التصدعات والانهيارات، وقد كان لضعف مياه النبع نتيجة الإهمال وعدم العناية دور في انصراف الناس عن الحمام، فلم يقتصر الأمر في الماضي على زيارة الحمام لراغبي العلاج فقط، بل كانت العين على غرار عيون المنطقة كلها مقصداً للراغبين بالسباحة والتسلية.

وعلى الرغم أن محاولات الترميم بدأت في سنة 1401 هـ/1981م إلا أنّ الحمام بقيَ في وضع غير آمن، بوصفه أحد المواقع الأثرية في القطيف.

اقرأ أيضاً

حمام أبو لوزة في القطيف.. حين ينهض الحظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×