رغم التوعية والفحص الطبي.. تزايد سنوي في أعداد مرضى الدم في القطيف د. درويش: فقر الدم ما زال الأول سعودياً بين الأمراض الوراثية
د. آل سعيد: ممثل عظيم يتقمص الجلطة الدماغية والأزمة الصدرية وتآكل العظام
الجش: فاطمة المحسن
أظهرت إحصاءات مستشفى القطيف المركزي تزايداً ملموساً في أعداد المراجعين من مرضى فقر الدم المنجلي، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وفي ندوة طبّية، نظمتها جمعية الجش الخيرية مساء البارحة، قدّم استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الدم الدكتور حسين حبيب آل سعيد إحصاءً لعدد المراجعين سنة 2015، موضحاً أن وصل إلى 40253 مراجعاً، مضيفاً أن هذا الرقم كان زائداً عن العام الذي سبقه بنسبة 73%، لكن النسبة ارتفعت إلى 82% في 2016م لتزداد في 2017م إلى 85%.
الدكتور آل سعيد كان ثالث ثلاثة من مستشفى القطيف المركزي، وأقيمت الندوة في صالة الملك عبدالله الوطنية بالقديح، وشارك فيها قبله استشاري أمراض الدم الوراثية والأورام لدى الأطفال الدكتور محمد درويش، كما شارك بعده مدير الخدمات الصيدلية في مستشفى القطيف المركزي هاني آل إسماعيل.
شارة البداية رفعها رئيس جمعية الجش الخيرية علي الدهان، مرحباً بالمشاركين والحضور، مارّاً بالحديث عن أهمية التوعية الحقيقية لأمراض الدم المنجلي التي تؤخذ على عاتق الجمعيات الخيرية لإيصال المعلومة من مصادر معتمدة موثوقة من أطباء لهم خبرة في هذا المجال لبلوغ جيل مثقف خالي من الأمراض.
الأول سعودياً
ثم بدأ دور الدكتور بالدكتور محمد درويش الذي قدّم شرحاً وافياً عن مرض فقر الدم المنجلي، موضحاً أن عمر كريات الدم الحمراء لدى الشخص السليم يصل عمرها إلى 120 يوماً، في حين تكون لدى الشخص المصاب على شكل المنجل ويتفاوت عمرها بين 10 و 20 يوماً، وهو ما يؤدي إلى حدوث انخفاض في مستوى الهيموجلوبين لدى المريض ويصاب بالإنيميا ومضاعفات أخرى.
وأشار إلى أن مرض فقر الدم المنجلي هو المرض الوراثي الأول والأكثر انتشاراً على مستوى المملكة، دون استثناء لأمراض الدم الوراثية الأخرى الناتجة من زواج حاملي هذا المرض الوراثي وآخرين مثلهم لينجبوا أطفالاً إما حاملين لهذا المرض أو مرض الثلاسيميا، شارحاً اكلينيكية الإصابة بهذه الأمراض وانتقالها للمريض.
ممثل عظيم
ثم تسلم الدكتور حسين حبيب آل سعيد دوره ليصف المرض بأنه من عظماء الممثلين، فقد يظهر بأشكال مختلفة على الإنسان كجلطات دماغية وأزمات صدرية أو أمراض في الأعضاء التناسلية وتآكل العظام. وهذا هو السائد في المنطقة ويصيب كافة أعضاء الجسم، كما أن له نموذجين، العربي الهندي المنتشر في المنطقة الشرقية والجنوبية من المملكة، وهناك النموذج الإفريقي، ويختلف في ظهوره وأعراضه من شخص لآخر، فلكل مريض خصوصية لا تنطبق كل العلاجات على كافة المرضى ولا يمكن مقارنتهم ببعضهم البعض وهذا الخطأ يقع على عاتق الطبيب وأيضاً المريض.
كما آل سعيد إلى تزايد أعداد المراجعين من مرضى فقر الدم المنجلي في مستشفى القطيف المركزي فقد وصل عدد زيارات المرضى في 2015م إلى 40253 زيارة بنسبة 73%، وارتفعت إلى 82% في 2016م لتزداد في 2017م إلى 85%.
وجدد آل سعيد تأكيدات أن أهم العلاج هو الوقاية بفحص حديثي الولادة، وهذا ما تقره وزارة الصحة في كافة مستشفياتها، وقبله فحص ما قبل الزواج على الرغم من عدم تكامليته لمنع وراثة هذا المرض من خلال الزيجات التي تقرها لجنة فحص ما قبل الزواج. وتمنى الدكتور آل سعيد تكوين لجنة خاصة لرعاية مرضى فقر الدم المنجلي لاحتضان هذه الفئة من المرضى من الناحية الطبية والنفسية.
الجرجير والبابونج
الضيف الأخير هو هاني آل إسماعيل، وقد تحدث عن المفيد من الأعشاب والغذاء الطبيعي لمريض فقر الدم المنجلي، وتساءل عما تحدثه استهتار المعلومات المتداولة في قنوات التواصل الاجتماعي والشائعات المنصبة فيها دون توثيقها من مصدر مختص في هذا المجال.
وقدم نصحه لمرضى الدم بتناول كمبيات كبيرة من الأعشاب الورقية المحتوية على الفيتامينات والحديد، كما وجههم لتناول الأعشاب والمستخلصات الطبيعية لتساهم في تحسين حالتهم وليس منع أو إناء هذا المرض كما تدعي بعض الوصفات الشائعة في قنوات التواصل الاجتماعي.
وقا إن هذه الأعشاب قد تكون متوفرة بهيئتها الطبيعية، وقد تتوفر في الصيدليات على شكل كبسولات جاهزة، فكان على قائمة الأعشاب المتداولة الجرجير والحلبة وخليط النعناع والزعتر والبابونج، منبها إلى أهمية عدم تتعارضها مع الأدوية المتناولة، وهذا ما يجب على المريض متابعته مع طبيبه وتأكيد تقييم الأعشاب المتناولة مخبرياً.
ختامها تكريم
وفي ختام الندوة كرّم رئيس جمعية الجش الخيرية علي الدهان الضيوف والداعمين للندوة والأطباء الذين لبوا دعوة الحضور الذي فاق 200شخص والمساهمين في انجاحها.
يُذكر بأن مستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم الوراثية بالقطيف بسعة 100سرير في مراحلة الأخيرة للإكتمال.