الجنبي: 120 صحابياً ظهروا من عبدالقيس والقطيف والأحساء وأوال تاريخ بلاد البحرين يفتقر إلى المصادر .. ونعتمد على الروايات
القديح : علي آل رمضان
أكد الباحث في التاريخ والجغرافيا، عبدالخالق عبدالجليل الجنبي عدم وجود مصدر قطيفي أو بحريني أو أحسائي، يتحدث عن تاريخ هذه المناطق، ووعد بجائزة كبيرة، لمن يدله على مصدر تاريخي واحد، من أهل هذه المناطق.
وقال الجنبي، في المحاضرة، التي ألقاها في القديح مؤخراً، أن “البحث التاريخي، ليس كالعلم الشرعي في تتبع المصادر”، موضحاً أن “هناك نصوصاً تاريخية، ترتبط بروايات، ويستطيع الشخص (علمياً) طرح رأي، حتى وإن لم يكن صحيحاً 100%، ولكن يُعتمد على هذا الرأي، إذا وجد له ربط منطقي مع روايات أخرى”.
وركز الجنبي في محاضرته، على الحديث عن جغرافية منطقة الخليج، وكيف كانت، وكيف أصبحت، كما تحدث عن بعض القبائل التي سكنت المكان سابقاً. وقال: “ما كانت تُسمى بلاد البحرين سابقًا، كانت تشمل الأحساء والقطيف وأوال، وهي الجزيرة التي تُدعى البحرين اليوم، وكانت تمتد حدودها حتى عمان، وهي ما تُعرف بالإمارات اليوم، حيث لم يكن اسم الإمارات موجودا آنذاك، وإنما كانت عمان، التي تمتد حتى بلاد البحرين”.
انتقل الجنبي بالحديث بعد ذلك عن قبيلة عبدالقيس قبل مجيئها إلى البحرين. وقال: “كانت تقطن بصحراء السي عند بئر سجى، وفق ما وجد في مخطوطة حجرية، اكتشفت عام 355م، وكانت هذه القبيلة من أقوى القبائل آنذاك، ثم بدأت بالتحرك عبر اليمامة حتى وصلت إلى البحرين”.
وتحدث الجنبي عن إسلام عبد القيس، وذكر أنهم ممن أسلموا طوعاً، هم والأنصار، وذكر روايات للرسول صلى الله عليه وسلم، حول ذلك، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام: “يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم، فإنهم أشباهكم في الإسلام، أشبه شيئا بكم أشعارًا وأبشارًا، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذ أبى قوم ان يسلموا حتى قتلوا”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “خير أهل المشرق عبد القيس، أسلم الناس كرها وأسلموا طائعين”. وتحدث الجنبي عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، من عبدالقيس، وذكر أنهم أكثر من 120 صحابيًا، ثم فصل أعدادهم حسب مناطقهم وبطونهم في بلاد البحرين.
وانتقل الجنبي للحديث عن النساء العبديات، ومنهن 40 امرأة، اللاتي عدن مع السيد عائشة عند عودتها للمدينة، وعد بعدها تسعة من العبديين، نصروا الإمام الحسين. وفي سؤال عن “هل توجد عوائل عبدية في المنطقة؟، ذكر الجنبي عائلة الحاجي في البطالية ثابت إنهم من آل بطال من العيونيين، وهم “عبديين” وآل عمران من القطيف.
يشار إلى أن الجنبي ولد في القديح عام 1964م والتحق بالكتّاب صغيراً، ثم التحق بابتدائية الفلاح، وانتقل في الصف السادس، إلى الشاطئ الابتدائية، ثم القطيف المتوسطة النموذجية، وبعدها بثانوية القطيف، وتخرج عام 1409 من القسم الأدبي، والتحق بجامعة الملك عبدالعزيز لمدة سنتين ونصف السنة، إلا أنه وبسبب بعض الظروف، لم يُكمل دراسته الأكاديمية، وانهمك في عمل الأبحاث، لا سيما في الأدب والجغرافيا والتاريخ، وعكف على كتابة البحوث التاريخية لاحقاً. ومسيرة الجنبي العملية بدأت بالالتحاق بدار التوجيه الاجتماعي بالدمام، ثم انتقل للعمل بالمديرية الصحية بالمنطقة الشرقية حيث لا زال يعمل فيها. وله نتاج علمي وأدبي وأبحاث ومقالات.
يعني ٤٩ فقط