صنعة في اليد أمان من الفقر
عبدالله عمر خياط* |
.. لوزارة الصحة خطوات طيبة لإحلال الأطباء السعوديين محل الأطباء الأجانب الذين سيتم إنهاء عقودهم كما جاء فيما نشرته «عكاظ» بتاريخ 7/3/1439هـ ونصه:
«أكد المتحدث باسم وزارة الصحة مشعل الربيعان لـ(عكاظ) أنه لن يتم تجديد العقود الوظيفية المنتهية التي يشغلها غير السعوديين، وذلك في حال وجود مواطن يمكنه العمل وشغل ذلك المسمى الوظيفي».
ومع ذلك فإن ثمة مشكلة يواجهها الخريجون من الأطباء وهي عدم توفر وظائف لهم لا في وزارة الصحة ولا في المستشفيات الخاصة إذ ما زال معظم الخريجين عاطلين.
وفي تقرير نشرته «عكاظ» بتاريخ 2/3/1439هـ ذكرت «أن مئات من خريجي وخريجات طب الأسنان أصيبوا بما وصفوه بـ(خيبة الأمل) بسبب تعثرهم في الحصول على وظائف في المستشفيات العامة أو الخاصة والمراكز الصحية في أعقاب قرار وزارة الصحة القاضي بإنهاء التعاقد مع أطباء الأسنان غير السعوديين.
ويقول التقرير الذي نشرته «عكاظ»: «أن عدداً من أطباء الأسنان سارعوا بإنشاء وسم على «تويتر» بعنوان «أطباء الأسنان بلا وظائف»، عبَّروا فيه عن قلقهم لما وصل إليه الحال، رغم العجز الذي تعانيه وزارة الصحة في تخصصات الأسنان وسيطرة الوافدين على وظائفها. وأشار أحد المواطنين إلى أن زوجته التي تخرجت بمرتبة الشرف الأولى وحصلت على درجة عالية في اختبارات الهيئة لا تزال على قائمة العاطلات».
وقد روى لي بعض الأصدقاء أنهم يعرفون مجموعة من الأطباء المتخرجين خلال العامين الأخيرين لا يزالون يسعون في الأرض بحثاً عن الوظيفة التي تؤمن لهم لقمة العيش وبذلك أصبحت الشهادة الجامعية وفي تخصصات مختلفة لوحة معلقة على الحائط..
وقد ذكرتني هذه المعضلة بقصة مواطن سعودي حصل على الدكتوراه وقد قابلته بـ «فرزنو» في كاليفورنيا وقال لي إنه بعد جهد مرير للحصول على وظيفة عقب حصوله على شهادة الدكتوراه في الإدارة عام 1402هـ حاول الحصول على وظيفة بكل ما يستطيع ولكنه عجز فاضطر لفتح محل لبيع الخضراوات في مدينته بلجرشي وعلق على محله لوحة «دكتور يبيع الفاكهة» وقد نجح نجاحاً مشهوداً. وفتح أكثر من فرع في المدن المجاورة لبلجرشي.
وبهذا يبدو أن المشكلة مزمنة وليست وليدة اليوم.. فهل يا ترى سنجد من يحل هذه المعضلة؟
السطر الأخير:
صنعة في اليد أمان من الفقر.
____________
*صحيفة عكاظ، الأحد / 25 / جمادى الأولى / 1439 هـالاحد 11 فبراير 2018