آل باقر.. حكمة أب وتواضع عالم
مصطفى الشعلة
أنا أحد المتعلمين علي يد سماحة الخطيب حسن آل باقر. ولم يكن الخطيب آل باقر إلا عميداً للمنبر في حلة محيش، وما يميزه هو تواضعه الجم، فتراه بين أهله وناسه في قريته الحلة بينهم لا يرى تميزاً بينهم وبينه، في كلامه في حديثه في بيانه وفي ملبسه.
كان من تواضعه أن رؤي في مطار البحرين في أحد أسفاره بعد أن أنهكه التعب وضع شنطته على الأرض ونام دون أي حرج من فعل بشري يوحي بتواضعه، كما أنه لا يأبه بأن يكون له حاشية أو جماعة ولا يطلب أمراً من أحد.
وما يميزه عن أقرانه أرباب المجالس وهي صفة وعادة تربينا عليها في الحلة، في ذكرى مناسبات أهل البيت عليهم السلام يجوب ويصول في بيوت الحلة، يقرأ فيه يُحيي فيها المناسبات، وإن كان البيت صغيراً فهو لا يأبه أن يقرأ في الصالة أو في ممرات البيت، ولذلك ساهم في احياء ذكرى المناسبات وتعزيزها في بيوتهم مهما كانت تواضعها، وهي ذكرى راسخة فينا أهل الحلة، نشد الهمة منذ الساعة السادسة من صباح اليوم حتى مساءه في تمام الساعة السادسة وربما تأخر الوقت لأكثر من ذلك، يقرأ مجالسه التي قد تبلغ 20 مجلساً حسينياً.
أما عن خصاله فكان حنانه الطيب ظاهراً على مجتمع قريته مهما حصلت من مواقف تسبب انشقاق المجتمع تراه يتصف بالحكمة والأبوية الحنونة على كل أبناء مجتمع لا يرضى بالتمزق والانشقاق والفُرقه وان كان الأمر على حسابه.