[لهجة القطيف] صدّق أو لا تصدّق.. كلمة “فشغدة” أصلها فصيح…! خرافة: الضفدع أطفأ النار عن النبي إبراهيم وخيام الإمام الحسين
القطيف: صُبرة
يسمّي بعض سكان القطيف “الضفدع” باسمين مختلفين عن هذا الاسم الشائع. فهناك: فشغدة، وفشدغة. وفي منطقة جازان، جنوب المملكة، تُسمى “شفندغة”..!
وهذا التسميات الثلاث لها أصلٌ في فصيح اللغة العربية.
شُفْدُغ هو الاسم الأقدم استخداماً لدى أسلافنا العرب، حسب “العباب الزاخر” الذي ينقل عن ابن دريد قوله “الشُّفْدُغ بالضم-: الضُّفْدِع الصغيرة”.
وما حدث هو أن الكلمة تعرضت لعوامل تُشبه عوامل التعرية عبر الزمن. هذه العوامل لعبت بحسابات الكلمة، وأعادت ترتيبها، وأضافت وحذفت، لتستقر تسميات مختلفة عند مجموعات سكّانية ذات نُظم لهجيّة مختلفة نسبياً.
تحوّلت كلمة شُفدُغ إلى كلمات أخرى، ودخلتها حروف ليست موجودة في أصل الكلمة.
- شُ + فْ + دُ + غ : الكلمة الأصل.
- ش + ف (+ ن) + غ (+ ة) : جازان
- فَ + شْ + غَ + د (+ة) : القطيف.
- ف + شْ + د + غ (+ة) : سيهات.
ويبدو أن الاستخدام الجازاني هو الأقرب إلى الاستخدام الفصيح. ففي جازان؛ لم يفعلوا شيئاً سوى زيادة حرف النون والتاء المربوطة على الكلمة فتحولت “شُفْدُغ” إلى “شفندغة”.
في حين أعاد القطيفيون ترتيب الحروف لتتحول “شُفدغ” إلى “فشغدة” وزادوها تاءً مربوطة. وكذلك فعل السيهاتيون.
هذه إجراءات صوتية “ألوفونية”، أي دخول واختلاف أصوات لا يحدث معه تغيير في المعنى. وهو ما يُثير تساؤلاً حول العلاقة بين الاستخدام الجازاني والاستخدام القطيفي لمادة لغوية واحدة بدلالة واحدة مع وجود تغييرات شكلية في ترتيب أصوات الكلمة.
فهل للموضوع علاقة بالنظام اللغويّ الذي يرى بعض الباحثين اللسانيين المحدثين أنه يمتدّ من الشريط الساحلي اليمني حتى حدود البصرة؟
أم له علاقة بالموجة البشرية التي جاءت من جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام (قبيلة عبدالقيس) وأفرغت لغتها بين سكان الجزء الشرقي من الجزيرة العربية الموجودة من قبل..؟
خرافة
الضفدع.. كائن ينصر أهل الخير ضدّ الأشرار
في موروث شيعة الخليج الميثولوجيّ يُعامَل الضفدع ككائنٍ خيّر. فهو ليس مجرد جزءٍ من نظام الحياة الطبيعية ودورتها البيولوجية فحسب.
الضفدع ـ حسب الخرافة ـ من الحيوانات التي نادت بإطفاء النار عن خيام الحسين في كربلاء..!
والسلحفاة من المنادين بإشعال النار..!!
بالطبع؛ لم تعد الخرافة موجودة. لكنّها وصلت إلى أبناء جيلي في مرحلة الطفولة.
منشأ الخرافة عراقيٌّ، وسابقٌ حتى لظهور الإسلام. إنها من الزمن الذي تلا زمن النبي إبراهيم، عليه السلام. فقد كان الضفدع من الحيوانات التي شاركت في تبريد النار التي أشعلها النمرود وألقى بالنبيّ إبراهيم فيها.
في الموروث الإسلامي؛ رُويتْ أحاديث تربط الضفدع بإطفاء النيران عني النبيّ إبراهيم. في حين كانت الوزغ تنفخ في النيران. وخلصت بعض الفتاوى إلى عدم جواز قتل الضفدع ضمن خمسة كائنات هي: النملة والنحلة والضفدع والصُّرد والهدهد. [الصُّرد كائن أكبر من العصفور].
وعلى الأرجح؛ فإن القصة انتقلت من النبي إبراهيم إلى الحسين، وبقي الضفدعُ ذلك الكائن الذي وقف مع الخير ضدّ الشرّ في التصور الجمعي عند العراقيين، ثم انتقلت الخرافة، بكامل حسّها وكينونتها، إلى الحواضر التي يقطنها شيعة.