[نخيل القطيف] المتشابهون الثلاثة: حلّاوْ أبيض.. بنت بقُّوص.. خركانة…!
صُبرة: خاص
في محافظة القطيف السعودية؛ 3 أصناف من النخيل تتشابه ثمارها إلى حدّ صعوبة التفريق بينها. الثمار تتشابه كثيراً، لكن النخلات تختلف كثيراً أيضاً. صُبرة تستعرض الأصناف الثلاثة: الحَلّاو الأبيض وهو الأشهر، ثم بنت بقُّوص، ثمّ الخركانة، والأخيرة صارت في حكم المنقرضة.
حلاو أبيض
صفة “الأبيض” تكاد تكون عامّةً للأصناف غير الحمراء من رطب القطيف. وما لم يكن أحمرَ؛ فهو أبيض، حتى وإن كان لونه من درجات الحُمرة. والحلّاوْ الأبيض لونه خليط من الورديٌّ والبرتقالي. لكنهم صنَّفوه “أبيض” ربما لمقابلة صنف آخر اسمه “حلّاوْ أحمر”..!
ظاهرياً على الأقلّ؛ لا يجمع بين “الحلّاوين” جامع، لا في الشكل، ولا اللون، ولا وقت النضوج، ولا الميزة:
1ـ شكلا: طول رطبة الحلاو الأبيض يقارب رطبة الغُرّهْ. وهي أنحف، بشكل واضح، من رطبة الحلاو الأحمر التي يزيد طولها عن رطبة الخنيزي، واستدارته الأسطوانية أعرض.
2 ـ لوناً: الأبيض خليط من الوردي والبرتقالي. والأحمر أحمرُ داكنٌ، وفيه خطوط قصيرة طولية، كأنه مشرّح*.
3 ـ وقت النضوج: الأبيض يسبق الأحمر بقليل.
4 ـ الميزة: سكّر الأبيض أقل من الأحمر. رطب الأول هو المفضل. أما الثاني فيفضّلُ تمراً.
بنت بقُّوص…!
سنة 1951 كان نادراً، وما زال نادراً. وصفه البكر فقال “أشقر قابض، بيضوي مستطيل”، وموعد نُضجه “متأخر”. وهو من رطب القطيف حصراً، وبعضهم يسمّيه “بقُّوص” من دون كلمة “بنت”. وقد توصف النخلات منه بـ “بنات بقُّوص”، كما يُقال عن صنف “بنات السيد”..!
بينه وبين “الحلّاوْ الأبيض” تشابه شديدٌ، إلا في اللون. الحلّاو فيه من درجات الورديّ. أما البقُّوص فأصفرُ مشقرٌّ. وهما متقاربان في موعدي النُّضج. والحلّاو سابقٌ.
الصور من بستان “الخبيبيگه”، حي “الخرّارة”، سيحة البحاري، غربيّ مدينة القطيف. الثلاثاء 18 يوليو تموز 2017.
خركانة..!
تُسمّى “خركانة” و “خرِّكانة” و “خرچانة”. ثمرها يُشبه “الحلّاو الأبيض” و “بنت بقُّوص”. وكأنّ الأصناف الثلاثة من أسرة واحدة، في تقارب الأشكال واللون الورديّ.
ومن فلّاحي القطيف من يصنّف “خركانة” ضمن ما يسمّونه “السّلوس”. عنايتهم بها آتية من غناها بالدبس. وكانوا يضعون قلات تمرها مع قلات “السايرْ”* لاستخلاص الدبس.
ولا مبالغة في القول إن “خركانة” من الأصناف التي دخلت طور الانقراض فعلاً، متأثّرة بمنافسة الأصناف الأكثر جودة وشهرة، وبتركيز تجّار الدبس على صيت “الخلاص” في تسويق أصناف من “الساير”.
وقبل أن نعثر عليه ـ في صدفة بحث سيراً على الأقدام ـ كانت شهادات الفلّاحين تتحدّث عنه وكأنه صنف لم يعد موجوداً. بل إن أكثر الشهادات ترجيحاً كانت تكرر “مو موجود الحين”.
صدّيق جسّاس الذي وجدنا النخلة عنده وخرف لنا عينة من ثمرها. نخل “المقيسم”، بين الخويلدية والجارودية، ألقطيف السعودية. 18 أغسطس آب 2017.
لمعرفة أكثر من 60 صنفاً من نخيل القطيف..
شاهد الفيديو