شَمّة.. تعيش بـ 4 كُلى.. وفي أحشائها كُليتان من رضيعة "أصدقاء الكلى" بالشرقية.. وراء كل عضو قصة مؤلمة تنتهي بابتسامة

القطيف: ليلى العوامي

تبدو قصة شمة سلطان الدوسري التي تعيش بـ 4 كُلى في أحشائها، متواكبة تماماً، مع الرسالة التوعوية، التي سعت إلى إيصالها فعالية “المضادات الحيوية وتأثيرها على الكلى”. فعالية اختُتمت أمس وشارك فريق أصدقاء الكلى التطوعي، واللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية، في تنظيمها.  وكشف أعضاء الفريق عن مواقف إنسانية، وقصص اجتماعية، تُظهر رغبتهم الصادقة في مساعدة مرضى الفشل الكلوي. ويعد أصدقاء الكلى التطوعي، أول فريق تطوعي على مستوى مناطق المملكه، ويضم المتطوعين والزارعين والمتبرعين ومرضى وأطفال الفشل الكلوي.

قصة فشل

شمة التي غابت عن المناسبة، كانت حاضرة بمعاناتها وآلامها مع الفشل الكلوي، ورأت أن قصتها، فيها من العبر والنصائح والإرشادات، الشيء الكثير الذي يفيد الجميع، ويدفعهم إلى المحافظة على كُلاهم قوية وصامدة على مدى العمر.

وتقول شمة لـ”صبرة”: “كنت إنسانة طبيعية، ولكنني كنت مفرطة في تناول بعض الأدوية وشرب الأعشاب الساخنة، التي أثرت عليّ، فضلاً عن الضغوط العائلية والاجتماعية والنفسية، التي كنت أعيشها، وهي ما سبب لي مجتمعة، فشلاً كلوياً حاداً”.

السبب الحقيقي

‏‎ وتكشف شمة عن سبب وصولها إلى هذه الحالة قائلة: “لفترة طويلة، لم أكن مقتنعة بأنني مصابة بالفشل الكلوي، وهو ما سبب لي إصابتي بارتفاع ضغط الدم، ومن ثم إصابتي بمرض “الصرع”، وفي إحدى المرات، توقف قلبي، ولولا إسعافي بسرعة، لكنت انتهيت”. وتابعت: “‏استسلامي للألم، ورفضي العلاج، أديا إلى تراكم السموم في جسمي، التي سببت لي التهاباً حاداً في قرنية عيني اليمنى، ما استدعى إلى استئصالها، وأصبحت لا أرى إلا بعين واحدة فقط،  وقمت بتركيب عين صناعية، لا أرى بها”.

الأبحاث والدراسات

وأضافت شمة: “بعد أن فقدت عيني، اقتنعت أنني مريضة بالفشل الكلوي، وقررت أن أبدأ رحلة العلاج، وصادقت مرضي ورضيت به، وبدأت أثقف نفسي، وأقرأ الدراسات والأبحاث، لأعرف كيف أتعامل مع المرض، وكنت أسأل وأبحث وأدرس أيضاً،  حتى استطيع التعايش معه، والتعامل مع السموم الموجودة في جسمي، وقمت بعمل “كنترول” على نفسي،  ونزعت من قلبي كل المشاكل النفسية، والهموم، حتى لا تتطور حالتي، لأنني خفت أن أفقد عيني الثانية، والحمد لله، استقر ضغط الدم لدي، وعالجت نفسي من الصرع، من خلال إهمال كل المشكلات النفسية، ومحاولتي التكيف مع ظروفي الصحية الجديدة”.

رحلة العلاج

وتؤكد شمة أن رحلة العلاج لم تكن سهلة، وتقول: “بدأت اتخاذ جميع الإجراءات لزراعة الكلى، وتوجهت إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وأجريت التحاليل اللازمة، وقدمت طلباً للهيئه الطبيه للزراعة في الخارج على حساب الدولة، وأخبروني أنني سأكون على لائحة الانتظار، ويوجد أمامي ٢٠٠ مريض، ما جعلني ألجأ إلى الهيئة الطبية، وأطلب العلاج خارج البلاد في أسرع وقت، ثم تقدمت بعدها بخطاب إلى أمير المنطقة الشرقية، وشرحت له معاناتي مع المرض، وأنني احتاج إلى زراعة كلى سريعاً”.

وتضيف “أجريت لي أكثر من عملية، لوضع القسطرة، وهذا شكل خطراً على حياتي، وكانت أوردتي كانت لا تساعد على زراعة الجهاز الآمن، وحياتي كانت مهددة بالخطر، بسبب كثرة المشاكل التي خلفتها عملية القسطرة، في هذه الأثناء تمت مخاطبة مستشفى الملك فهد التخصصي للإسراع في زراعة الكلى، كنت أصلي كثيراً وأدعو الله أن ييسر طريقي، ويمن علي بالشفاء، وقد تقبل الله الدعاء، وزُرعت لي كلى، لأكون ثامن حالة نادرة بكليتي رضيعة في عمر 6 أشهر، متوفاة دماغياً وتكللت عملية الزراعة بنجاح بنسبة 100%”.

أهداف الفريق

مؤسس الفريق عبدالله السبيعي، وهو من زارعي الكلى، ذكر لـ”صُبرة” أن الفريق “يقوم بالعديد من برامج التثقيف والوقاية لتوعية المجتمع، والحث على الكشف المبكر والتبرع، فضلاً عن نقل تجارب الفريق للمدارس والجامعات والمراكز التجارية والمنتزهات ومراكز الغسيل، وإقامة المعارض لمساعدة مرضى الكلى، إما بالتبرع بالأعضاء أو بغيره من المساعدات”. ويريد الفريق من خلال تأسيسه، دعم وإعادة الأمل لمرضى الفشل الكلوي، وزيادة العمل التطوعي من خلال المبادرات القائمة على جهود الأفراد، بالشراكة مع الجهات والمؤسسات المختلفة.

وتندرج أهداف الفريق تحت عدة نقاط أهمها، تفعيل وتنشيط التبرع بالأعضاء لدى فئات المجتمع، وتثقيف وتوعية المجتمع مع وحثه على المتابعة المستمرة والكشف على الكلى، وإقامة الفعاليات والزيارات، ونقل تجارب المتبرعين والزارعين، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لمرضى الفشل الكلوي، وتغيير المفاهيم والمخاوف الخاطئة الدارجة في المجتمع التي تحد من التبرع بالاعضاء، وتفعيل برامج توعوية وتثقيفية للمجتمع على نطاق واسع، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

ويقدم الفريق الدعم المعنوي والنفسي، وينقل تجارب الزارعين والمتبرعين، ويحث أقارب المرضى على التبرع من خلال  هذه الفعالية والفعاليات والأنشطة الأخرى التوعوية والتثقيفية.

مواقف إنسانية

وشهدت الفعالية أيضاً الكثير من المواقف الإنسانية الصحية، التي كانت الكُلى حاضرة فيها. أحد هذه المواقف، ظهر فيها وفاء الزوج أحمد المبارك من الأحساء تجاه زوجته، التي تبرع لها بإحدى كليته قبل عامين ونصف العام، وانتهت معاناتها بنسبة نجاح 99%. وذكرت الزوجة أمل لـ”صبرة” أنها أصيبت بقصور في الكلى، إذ كانت تعاني من احتباس في البول، وهي في عمر الـ13 ربيعاً، ولم تظهر عليها أعراض المرض، إلا في عام 2017، وكانت عبارة عن ارتفاع في الضغط وانتفاخ في القدمين، فلجأت إلى الفحوصات المخبرية في مستشفى الملك فهد التخصصي، وكانت النتيجة “الفشل الكلوي”، فما كان منها إلا أن أجرت غسيل كلى لمدة ستة أشهر، بعدها أضطرت لإجراء عملية زرع كلى، فتقدم زوجها ليتبرع لها بكليته.

الخال يتبرع

قصة أخرى، بطلها مشرف فريق أصدقاء الكلى التطوعي عبدالله المسقلب من القديح، الذي تبرع لابنة أخيه البالغة من العمر 8 سنوات بكليته، لينهي معاناة ثلاث سنوات، قضتها مع الغسيل البروتيني.

أما زهير فقيه، وهو من فريق أصدقاءء الكلى، الذي أنضم له قبل 4 أشهر، كان يتمنى أن يتبرع بكليته لخالته التي كانت تعاني من فشل كلوى، ولكن شاءت الأقدار أن يكون لديها ظرف صحي يمنع عملية التبرع، ولكن رغبته في إيجاد شخص يتبرع له مازال مستمراً، ويقول: “قرأت إعلاناً من أحد المشاهير، يطلب فيه متبرعاً بالكلى لسيدة، فبادرت بذلك، وبعد عدة فحوصات دقيقه، تم التبرع، ونجحت العملية، وكانت لسيدة عمرها 27 سنة، وكنت أبلغ من العمر 24 سنة، واليوم أشعر بموقف بطولي مشرف بعد التبرع”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×