الحسين قُتِل عطشان.. وبعض أتباعه يرمون علب الماء.. نصف ممتلئة هدر النعمة يتضاعف أيام عاشوراء.. والأطعمة المنوعة تجد طريقها إلى حاويات النفايات
القطيف: صُبرة، ليلى العوامي، معصومة الزاهر
منذ الأيام الأخيرة من شهر ذي الحجة؛ تنافست مؤسسات بيع المياه المعبّاة في نشر عروضها الخاصّة في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الصحف الإلكترونية، ترويجاً لسلعة مطلوبة جداً في أيام عاشوراء. وحرصت المؤسسات على تقديم عروض أكثر خصوصية لأصحاب المجالس الحسينية والحسينيات، تلبيةً لطلبات مكثّفة في أماكن تجمع الناس وحضورهم مجالس الخطباء، خاصة في صيف سبتمبر..!
نداء مُعاكس..!
وما إن دخلت أيام عاشوراء؛ حتى جاء نداء مُعاكس من القائمين على المجالس الحسينية، ومن الناس أنفسهم، تدعو حضور المجلس الذين يحصلون على علب الماء إلى أن يستهلكوا العلب كاملة، لا أن يرموها في حاويات القمامة، أو يتركوها حيث كانوا جالسين.
ظاهرة سنوية
مشكلة استهلاك أجزاء من علب المياه المعبّأة في أيام عاشوراء؛ هي جزءٌ من ظاهرة سنوية تتكرر في مناسبة عاشوراء، والمناسبات المشابهة. وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي، في القطيف، جدليات متضاربة حول الهدر الذي يبلغ مستويات لا تليق باحترام الهدف الذي تُوزَّع لأجله الأطعمة والمشروبات.
عادة الإطعام
نشأت عادة الإطعام في أيام عاشوراء في أزمنة كان الطعام شحيحاً وأغلب الناس من طبقة الفقراء. تصدّى أغنياء الناس إلى ترتيب مجالس العزاء، وتأمين الطعام والمشروبات الساخنة والماء لجمهور المستمعين. وحتى عهدٍ قريبٍ؛ كانت هناك نوعيات محددة من الأطعمة تُطبَخ في الساحات وإلى جوار الحسينيات، ثُمّ تُوزّع أطباقها في الأحياء المجاورة. كان الرز واللحم طعاماً أساسياً. يوزّع صباحاً وظهراً وليلاً، حسب مواعيد القراءة الحسينية.
بركة مُهدَرة..!
لكن الحياة تغيّرت وانتقل أكثر الناس إلى طبقة اقتصادية أعلى، ولم يعد الإطعام ملحّاً بسبب الجوع والفقر كما كان. بل تحوّل إلى “بركة” تُوزَّع على الناس حباً في أهل البيت، عليهم السلام.
إلا أن “البرَكة” تحوّلت، مع الكرم غير المُبرَّر، إلى وسيلة هدر شائعة. ثم جاءت “المضايف” لتُضيف كرماً على كرم، وهدرٍ على هدرٍ. وتنوّعت الأغذية التي تجد طريقها إلى حاويات النفايات وبراميلها على نحو يوميّ.
صورة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تختصر الكثير عن مشكلة هدر الطعام في أيام عاشوراء. المصور مجهول.
50 علبة
بشائر واحدة من الكوادر النشطة في بعض مآتم بالقطيف النسائية.. وتصف معاناتها اليومية، مع ترك علب المياه المشروب جزء منها.. تقول “منذ أول ليلة في شهر محرم بدأت المشكلة.. وجدت في “الحسينية” قرابة 20 علبة مشروب جزءٌ منها.. وما زلنا ليلياً نجد ما بين 50 و 70 علبة”.
تضيف “بعض النساء يتركن العلب في مكان جلوسهن، وبعضهن في براميل النفايات.. وقد وجدنا علباً في دورات المياه أيضاً”..
وتصف بشر ما تشاهده يومياً بأنه “امتهان للنعمة العظيمة التي أعطانا الله إياها أولاً، وثانياً نحن لا نملك الوقت لتجميع المياه المتروكة في العلب وسقي الزرع بها.. ولا أحد يقبل أن يشرب ما تبقى من ماء في علبة مستعملة”.
وتطالب بشاير بأن “يعي الجميع بأنفسهم أهمية الحفاظ على النعمة بشتى أنواعها.. لست مسؤولة أنا عن ذلك، بل الجميع مسؤول أمام الله.
وقالت كررنا الكلام للنساء “نحن غير مسؤولات.. المسؤولات أنتن اللاتي تتركن الماء.. خذنه معكن فاليوم لدينا ماء نشربه وغداً قد لا يكون”.
النعمة زوالة
سيدة أخرى صاحبة مأتم بحي الشاطي تقول “هذا العام أفضل من الأعوام السابقة.. كنت العام الماضي وقبله إذا نظفت الحسينية أقوم بجمع علب الماء المشروب جزء منها، وأسقي به الزرع بمساعدة أولادي. ولكن كنت أتضايق. ففي اليوم الواحد يكون لدي ما يقارب 20 إلى 30 علبة، نصفها مملوء فقط”.
تضيف “إحدى جاراتي اقترحت علي أن أصنع به الشاي والقهوة، فرفضت فأنا لا احبذ هذا أبداً. نحن حينما ننصح بأخذ الماء أو عدم تركه ليس بخلاً، وإنما هذه نعمة و “النعمة زواله”.. إذا كنت لست عطشانه أتركيها لغيرك”.
أمور كثيرة
وترى تقية عباس البدن، من العوامية، أن خدمة “الإمام الحسين وقضية عاشوراء يمكن خدمتها بشكل أفضل عندما نستغل الأموال في أمور كثيرة متنوعة عوضًا عن حصرها في الطعام”. تضيف “نستطيع عمل أنشطة توعوية متنوعة ونستطيع مساعدة الفقراء وقضاء حوائجهم وتسديد ديونهم وتغيير أحوالهم. للحسين عليه السلام مبادئ وقيم تخص نصرة المظلوم وأحقاق الحق والأولى بنا العمل بها”.
في البحرين انتشرت لوحات التوعية لتحضّ الناس على احترام نعمة الماء، واصفة المشكلة بأنها “ظاهرة مؤلمة“
هذا الموضوع نحو عدم الاسراف في الماء
تم اتخاذ عدة إجراءات في ذلك مثل اختيار قوارير ذات الإغلاق وعبوات صغيرة حجم 200ملي
وكذلك وضع كميات قليلة على الطاولات بدل التوزيع الفردي كذلك نهاية المجلس في التنظيف تجمع أو يقوم بعض الأفراد بجمعها في اكياس لسقي الزراعة أو استخدمها ماء للمساحات السيارة وغيرها نعم هناك عبث من بعض الأفراد أو صغار السن لكن كمية الماء المهدور قليلة بالمقارنة يسابق
وخصوصا أن في فصل الصيف
كما تم ايجاد بعض البراميل أو الحلويات لبعض الأماكن لترك العلب التي تم فتحها سابقا لكي يتم الاستفادة منها في بعض الجوانب التي لمنع انتشار العدوى أو انتقال الأمراض بتخلص منها في الزراعة وغيرها ..
الماء ضرورة للحياة وهو ثروة وطنية ليس في المأتم فقط بل أيضا المناسبات الاجتماعية عامة صالة الزواج والمساجد وفي الكورنيش وغيرها