من أذان الفجر إلى أذان الظهر.. هلع بقيق يعود إلى طمأنينة
القطيف: صُبرة
من أذان الفجر إلى أذان الظهر؛ عبرت محافظة بقيق ساعاتٍ تسارعت فيها وتيرة الحياة، بدءاً من ذروة الهلع وانتهاءً إلى حالة الهدوء والطمأنينة. هذا ما كانت عليه المدينة المتاخمة لواحدٍ من أهمّ معامل النفط السعودية، وأقدمها تاريخياً. إذ استيقظ الناس على أصوات انفجارات من المعامل، ومشاهدَ نيران تُرى لأول مرة في هذا المكان الحساس.
وسرعان ما تحوّلت المشاهد إلى مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صوّرها سعوديون ومقيمون، من زوايا مختلفة، مُخبِرة عمّا يجري قرباً من الأحياء المسكونة بموظفي شركة أرامكو السعودية وموظفي الشركات المتعاقدين معها، وسكّان آخرين في مدينة تأسّست ـ أصلاً ـ من أجل صناعة النفط في أربعينيات القرن الماضي.
ساعات مربكة
مرّت الساعات الأولى من الصباح محيّرة مُربكة، وسط تناثر معلومات غير واضحة عن سبب ما يجري، وزاد الطين بلّةً انتشار تغريدات مشبوهة حاولت وصف ما يجري وكأنه القيامة. صحت المدينة الصناعية على مفاجأة غير سارّة، وشاهد السكان ألسنة الحرائق وأعمدة الدخان.
لكنّ السكان القريبين من الحدث ليسوا الوحيدين في الحالة. فإلى جانب التغريدات المشبوهة؛ انتشرت تغريدات التفاؤل والدعاء بأن يحفظ الله البلاد والعباد، إلى جانب تغريدات التحذير من خدمة العدو بنشر مقاطع الفيديو التي يُمكن أن تزيد حالة الذعر.
في أخبار العالم
ومن التغريدات والمقاطع؛ تحوّل الحدث إلى خبرٍ عالميٍّ تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات والمواقع الإلكترونية. وعلى اتجاهات مختلفة؛ تضاربت الأنباء حول سبب ما حدث. وما إن طلعت الشمس؛ حتى طلعت معها الحقيقة على لسان المسؤولين في المملكة.
وصرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأهمّ التفاصيل، وهو نجاح فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو بالسيطرة على حريقين اثنين في معملين تابعين للشركة، أحدهما في محافظة بقيق والآخر هجرة في خريص.
وأوضح المتحدث أن ما حدث كان نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار “درون”. وأكد تمام السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك.
مدنيون لا أكثر
وقبل صدور نتائج التحقيقات؛ كشف الحوثيون عن مسؤوليتهم في استهداف المرفق المدني، دون مبالاة بما يعنيه الاعتداء على مواقع بهذه الخطورة وبهذا القرب من المدنيين الأبرياء. وتحرّك إعلامهم والإعلام المناصر لهم؛ لتصوير ما جرى وكأنه عملٌ من أعمال البطولة العسكرية.
بقيق منطقة مدنية بحتة، مثلها مثل مطار أبها، ليس في أي منهما إلا السكان العاديون الذين لا يحملون أسلحة، ولا يركبون دبابات.