[ذاكرة] العادي واجه الموت بين السماء والأرض.. وعاد إلى أم الحمام.. حيّاً
القطيف: فاطمة المحسن
قد تبدو قصة الرقيب “سلمان محمد العادي” ضرباً من الخيال، أو أحد مشاهد الأكشن، في فيلم كرتوني يجذب الأطفال، ولكن تفاصيل القصة حتى نهايتها، تلغي كل هذه الأمور، ويتأكد أنها الحقيقة والواقع بشحمه ولحمه. فـ”العادي” قفز من طائرة.. وواجه الموت بين السماء والأرض، ولكنّها نجا، وعاد إلى مسقط رأسه.. حياً.
واليوم، تبقى ابتسامة “العادي” شاهدة على طي ملف الحادثة، بكل ما حملته من ألم وخوف، مُتخطياً بذلك كل تفاصيلها، لتبقى الذكرى فيها.
بداية القصة
تقول تفاصيل القصة، إن الرجل كان في العشرين من عمره، وفي مدينة تبوك تحديداً، قفز من الطائرة، وفتح المظلة، لكنّ هبوطه كان خطيراً، ليشعر العادي بأنه يواجه الموت بين السماء والأرض، وفي تلك اللحظات الحاسمة، طرق ذهنه إحساس ما، بأن المعجزة قد تقع، وينقذه الله من الموت المحقق، راجياً أن يتلقى أقل الأضرار، فكأن أبواب السماء كانت مفتوحة، واستجاب الله دعاءه، بأن سقط على أرض غير منبسطة، مليئة بالصخور، ليكون “كسر قدمه اليمنى” فداءً لروحه.
طائرة الإخلاء
نُقل “العادي” إلى “مستشفى القوات المسلحة” بتبوك، كانت هذه تسميته قبل أن يتغير إلى “مستشفى الملك سلمان”، حيث بقي فيه لمدة أسبوع، قبل أن يُنقل إلى مجمع الملك فهد الطبي بالظهران، بواسطة طائرة الإخلاء الطبي، وقد أجريت له عملية على يد طبيب العظام عبد اللطيف الصالح، الذي لم ينس فضله.
وبعد العملية أُعطي إجازة من عمله لمدة عام، ولم يحصل على تعويضات خاصة بالإصابة، التي تعتبر إصابة عمل، بالرغم من أن لديه توصية من اللجنة الطبية العليا بالرياض.
نشأة وبداية
سلمان محمد العادي من مواليد بلدة أم الحمام، بمحافظة القطيف، وتحديداً في 12 ربيع الأول من العام 1390هـ، وهو أب لسبعة أبناء، التحق بالسلك العسكري في نهاية شوال من عام 1411هـ بداية بتعيينه، كان “عريفاً”، ليترقى إلى رتبة “وكيل رقيب”، ومن ثم “رقيب”، وواصل ترقياته إلى “رقيب أول” قبل تقاعده في 12 ربيع الأول1440هـ، ولمفارقات الزمان، أن يكون تاريخ ميلاده متوافقاً مع تاريخ تقاعده.
حصل “العادي” على دورات عديدة في تخصصه، منها الفرد الأساسي، والتخصص في مجال الرادارات دورة خاصة بالمظلات، ودورة خاصة بالصاعقة، وأخرى بالكاميرات الحرارية (الصوفي)، ودورة متقدمة في الاختصاص، ودورات في الإسعافات الأولية، ودورة عمليات وإسناد النيران، ودورة في قراءة الخرائط.