مؤلّفون لا يفقهون.. وقُرّاء لا يُراجعون

حبيب محمود

وما لا يُدركه كثيرٌ من المعمّمين، وحاشيتهم، أن زمن احتكار الرأي والمعرفة قد ولّى إلى غير عودة. زمن التبعية المعرفية القاطعة انتهى. زمن حشر رجل الدين أنفه في كلّ شيء لم يعد موجوداً، ليس لأن الناس تخلّوا عن الدين، بل لأنهم يحتاجون إلى الاقتناع..!

نعم، هناك معمّمون ما زالوا في مناخات القرن الثامن عشر. يعمد بعضهم إلى “بحار الأنوار” فيستلّ منه ما يوافقُ عنوان موضوعه، ثم يُعيد تبويبه، ثم ينشرهُ كتاباً، وهو يظنّ أنه جاء بما لم تستطعه الأوائل..!

لا يا سيدي، “بحار الأنوار” ليس قرآناً. ولا أحد من علماء الرواية والدراية عدّه “صحيحاً”. هو كتابٌ كبير، يجمعُ كتباً كثيرة، أعدّه عالمٌ مرموق. أعدّه عالمٌ مرموق موثوق، ولم يُنزله إلهٌ..!

وأنت تسألني: من أنت حتى تخوض في غير تخصّصك..؟!

وأنا أسألك السؤال ذاته: من أنتَ حتى تستسهل النقلَ غير محترمٍ معايير الرواية والدراية والفحص والتمحيص التي أمضى العلماءُ أعمارهم في احترامها..؟

يا مولانا.. أنتَ الذي أخللتَ بالقواعد، واكتفيتَ بوضع أسماء مصادرك في هوامش كتابك. وهذا لا يكفي لإثبات ما يمكن أن يتعبّد الناسُ به، ويرتّبون عليه قناعاتهم وأفكارهم. إذا كان ذلك جائزاً في التاريخ والآداب؛ فإنه غير جائز في علوم الأديان..!

أنت الذي مرّرت على الناس عبارة “العهدة على الناقل” متكاسلاً عن إعمال الآلية العلمية الحريصة على الحقيقة. وربما متكاسلاً حتى عن تعلّم الآلية ذاتها.

تسألني: من أنت..؟

فأُجيب: أنا مجرّد إنسان يسألك عن تخلّيك عن القواعد..!

‫4 تعليقات

  1. يا استاذ حبيب ارجو عدم الخوض في امور لست مؤهلا علميا وعلى حسب علمي لم اتأكد بعد انك حصلت على الثانوية العامة او لا فدراسة النحو والادب والتحقيقات الصحفية لا تكفي يا استاذ حبيب فالكثير من المعممين كما اسميتهم درسو العلوم الدينية وتخصصو فيها قد لا تكون بصفه اكاديمية ولكن ربما نفس التدرج العلمي مع اختلاف المسميات ، لذا ارجو من الكاتب الكريم المحافظه على تميزه في التحقيقات الصحفية والشعر والادب

  2. لم نفهم شيئا إلا استعراض العضلات اللغوية منك ، طرح أسئلة افتراضية نطرحها على نفسك ثم تجيب عنها!!!
    فلا يوجد اسم من تناقشه و لا إشارة إلى منتجه الديني؛ حتى نشارك في التقويم و التقييم.. عموما :عهدناك كاتبا شجاعا حصيفا. فاذكر و لا تنكّر..

  3. مقال كبير استاذ حبيب ، وهذا ينطبق على علماء السُنة والشيعة
    فقد ولى زمن التقليد وجاء زمن العقل والبحث ولن نعود واياكم
    الا لقول الله وقول رسوله الكريم وما عدا ذلك فيؤخذ ويرد..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×