أوقفوا النهايات الحزينة بتطعيمات ما قبل الولادة.. وأثناءها المغيزل: الفحص الشامل لحديثي الولادة يبحث عن 18 مرضاً استقلابياً

القطيف : ليلى العوامي

حدد اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الجبيل العام، الدكتور إسحاق المغيزل، طرق الحمل الآمن الخالي من الأمراض والمشكلات الصحية، مشدداً على أهمية استعداد المرأة للحمل بفترة كافية، ليكون حملها سليماً وصحياً، مطالباً بالفحص الشامل للأطفال حديثي الولادة، وقال إن هذا الفحص “يبحث عن ١٨ مرضاً استقلابياً”. جاء ذلك في لقاء نظمته ديوانية سنابس، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس أمس (الأربعاء)، وأداره المهندس سعيد الحداد.

وركز المغيزل في اللقاء على أهمية التطعيمات والأدوية التي يجب أن تتناولها السيدة قبل وأثناء الحمل، ذاكراً منها ثلاثة أدوية مهمة، وهي “حمض الفوليك أسيد، والكالسيوم، والحديد”. وأضاف أن “فيتامين B12  للنباتيات مهم جداً”، مشيراً  إلى أن التطعيمات قبل وأثناء الحمل تحمي الأطفال من النهاية الحزينة.

خمسة أضعاف

نصح المغيزل المرأة  التي ترغب في الحمل، بأن عليها “الإهتمام بصحتها قبل الحمل بشهر إلى ثلاثة أشهر، ومن الضروري تناول حمض الفوليك أسيد”. وقال: “الجرعة المعتادة 1 ملغم لأي شخص سليم، أما من لديه مرض دم وراثي أو سكري، فعليه أن  يتناول خمسة أضعاف الجرعة العادية، ولا خوف من زيادة الجرعة، لأنه من  الفيتامينات السائلة في الماء، الذي يخرج الزائد منها مع البول، وإذا علمت المرأة بالحمل، دونما أن تكون مخططه له، عليها تناول حمض الفوليك بمجرد معرفتها بذلك”.

وأضاف “يجب تناول الكالسيوم، لأن الطفل في آخر ثلاثة أشهر من الحمل، يأخذ ما يحتاجه من الكالسيوم من الأم، وأغلب الأحيان يأخذ الكالسيوم من أسنانها، لذا يجب أن تعوضها بالكالسيوم، بالإضافة الى تناول فيتامين د مع الكالسيوم”. وبشأن الحديد، قال الدكتور المغيزل: “ليس كل امرأة حامل تحتاج إلى حديد، ويعتمد هذا الأمر على تقييم الطبيب حسب نتيجة تحاليل الدم ما إذا كان هناك فقر دم أم لا”.

القراءة العامة

وجه المغيزل، الحامل إلى التثقيف وقراءة المجلات، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، وقراءة الكتب، مؤكداً على أهمية “أن يكون الحمل تحت اشراف طبيب”. وقال: “4 زيارات للطبيب كافية إذا كان الحمل سليماً، الزيارة الأولى في الثلث الأول من الحمل، والثانية في الثلث الثاني، والثالثة في الاسبوع الـ35، وزيارة رابعة قبل الولادة، فقد أجريت أبحاث كثيرة تمت فيها المقارنة بين الزيارات المتكررة للطبيب، والأربع زيارات، وكانت النتيجة أنها متشابهة، فالطبيب لن ينصح بأكثر من 4 زيارات، إلا إذا وجد الحاجة الضرورية لتكرار الزيارة”

أهمية التطعيمات

وأوضح المغيزل أهمية التطعيمات للمرأة الحامل، وقال: “يجب أن تكون تطعيمات ما قبل الحمل للمرأة، كاملة، وعليها إعداد جدول بالتطعيمات الناقصة”. وأضاف: “هناك تطعيم الحصبة الألمانية والنكاف والجديري المائي، تأخدهما الحامل قبل الحمل بثلاث أشهر، وأثناء الحمل تأخد تطعيم الأنفلونزا الموسمية في شهري اكتوبر ونوفمبر، وتطعيم الكزاز والسعال الديكي، وهذه التطعيمات يكتسب مناعتها الجنين من الأم، وتنتقل له المناعة خلال أول ستة أشهر من العمر”.

تحليل ما قبل الزواج

وعن سؤال “صُبرة” له، عن تحليل ما قبل الزواج، قال المغيزل: “تحليل ما قبل الزواج لا يكشف جميع الأمراض الوراثية، وإنما يكشف بعضها، كأمراض الدم الوراثية كالسنكسل، وفقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وهناك تحليل اختياري، وهو الأنيميا الفولية، ولكنه ليس مانعاً للزواج، ولو كان أحد الزوجين حاملاً لفقر الدم المنجلي، والزوج الثاني حاملاً للثلاسيميا، فقد  ينتج منه ما يسمى بـ”السيكل ثال”، وهي من تكون لديها أعراض من الثلاسيميا والسكنسال، وهناك الامراض الفيروسية، كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي من النوع بي وسي”.

استشارة الطبيب

وفي سؤال آخر لـ”صُبرة” عن الفرق بين الفحص ماقبل الزواج، والفحص الجيني قال المغيزل: “فحص ما قبل الزواج يبحث عن بعض أمراض الدم الوراثية والأمراض الڤيروسية” أما الفحص الجيني، فيبحث عن العديد من الأمراض الاستقلابية، ويبحث أيضاً عن أي خلل في المورثات الجينية، وهو فحص ديناميكي، يتجدد العلم فيه باستمرار، بحيث يضاف له سنوياً العديد من الأمراض، كلما تم اكتشاف جينات مرض ما”، مبيناً أن “الفحص الجيني يجريه الأطباء على العوائل التي يكون فيها طفل أو شخص  لديه مرض استقلابي أو مرض  جيني، بينما الأشخاص العاديين الذين لا يوجد لديهم أي مرض، فيستطيعون إجراءه على حسابهم الخاص، فتكلفته عالية جداً، تتراوح بين 3 و آلاف  دولار بحسب المختبر”.

وحذر المغيزل من تناول أي دواء دون استشارة الطبيب،  خصوصاً أثناء فترة الحمل، كأدوية العناية بالبشرة، الذي تسبب تشوهات في الأجنة، ومشكلات في الأطراف والدماغ، وبعض أدوية مرضى السكري من النوع الثاني، الذي يأخدون أدويتهم عن طريق الفم”.