أين اختفى محمد عبدالباقي…؟

حبيب محمود

قبل إطلاق “صُبرة”؛ كنت أظنّه مراسلاً في صحيفة إليكترونية زميلة. كان اسمه يتكرّر يوميّاً في أخبار تعليم القطيف حصراً. وبعد أسابيع من بداية “صُبرة”؛ بدأت أخباره وتقاريره تصل إلينا عبر “واتسآب”. مواد محرّرة مصوَّرة، متكاملة، سليمة اللغة، مُعدّة على أفضل ما يكون عليه الخبر التعليمي.

لم نكن نحتاج في إعداد مواده للنشر إلا إلى قليل من تدخُّل ما يُعرف بـ “الديسك”، وهو تدخل معمولٌ به في كل صحف العالم، وغالباً ما يكون تدخلنا طفيفاً في العنوان، وربما في مقدّمة الخبر، واستبعاد الألقاب الأدبية، ثم ننشر المادة “المدسكة” بطريقة نضمن فيها حقه الأدبي، بصيغة مختلفة عن أسماء المراسلين العاملين في “صُبرة”.

المهمّ كان محمد عبدالباقي صحافيَّ علاقات عامة من الطراز الممتاز. يُحيط علماً بما يكتب عنه، يُجيد الصياغة الصحافية ببراعة، يحرص على احترام اللغة العربية بقواعدها الأصيلة، يستخدم مفاتيح الإخبار بدقة. فوق كل ذلك يعود إلى أرشيفه ويُثري المادة بمعلومات سابقة، فلا يدع في خبره شيئاً يخصّه إلا وجاء به.

أخبار المتفوقين، أحداث مكتب التعليم، فعّاليات التربويين.. يُلاحق كل ذلك ويوفّره لوسائط الإعلام في القطيف تطوّعاً واستمتاعاً. وعلى نحو يوميّ يضخُّ أخباراً يُعادل عددها إنتاج مكتب صحيفة فرعي.

بعد قرابة 20 شهراً من العمل في “صُبرة” تكوّنت ـ ثم تأكدت لي ـ حقيقة عن إنجاز هذا الرجل الفرد، هي أن صورة القطيف المشرقة تعليمياً، وتوثيق منجزات أبنائها ومعلّميها.. هذه الصورة صُنِعَت أجزاء مهمّة منها بجهد هذا الرجل الدؤوب الباحث يوميّاً في مكتب تعليم المحافظة وفي مدارسيها عمّا أنجزه المبدعون ليُبرزه ويزوّد إدارته وقنوات النشر به أولاً بأول.

أغلب ما عرفناه عن أبنائنا الطلاب في القطيف من تفوّق وإنجاز كان لهذا الرجل دورٌ في إبرازه، وهو دورٌ لا يقلُّ عن دور إدارة المكتب، وأدوار المعلمين وقائدي المدارس، والتربويين العاملين في المحافظة. إنه صانعُ صورةٍ إعلامية، وليس مجرد محرر صحافي نمطي.

محمد آل عبدالباقي يؤدي دور “محرك” إعلاميّ لا يكلّ ولا يملّ.

أكتب هذه اللافتة؛ لأني لم أعد أجد محمد آل عبدالباقي كما كان، وأرجو أن يكون هدوؤه مجرد استراحة عاشق.

‫9 تعليقات

  1. لابد أنه الاختفاء الهادئ الذي يسبق عاصفة ماسيكتبه

    حيث من الواضح أن مقالاته تركز على النوع لا الكم . بالإضافة لأسلوبه الجذاب المتمثل في البلاغة التي تزين مايكتبه وهذه هي الجودة في الكتابة .

    كل التوفيق والسداد لأسطورة المقالات التعليمية الاستاذ محمد عبدالباقي.

  2. بالتأكيد يستحق أبو مصطفى الإشادة
    وأيضا الظاهر أن الأستاذ حبيب محمود لا يقرأ إلا صحيفة صبرة
    يا سيدي الكريم عندما تريد أن تغازل صحفيا ليرسل أخبارا نوعية لصحيفتك لا يعني إضفاء طابع أنه الوحيد في الساحة وإغفال دور الآخرين
    جميع صحفنا تراقب وتبحث لإبراز الطلاب وبها محررين لهم باع كبير في إبراز مبدعي الطلاب في القطيف
    ربما تعلم أن أبو مصطفى منسق إعلامي تابع لمكتب تعليم القطيف لذلك مسؤولياته إبراز إنجازات المكتب والتي تعتبر إنجازات الطلاب من إنجازاته

    وربما لا تعلم أن أخبار المكتب هي أخبار النتائج فقط أما المتابعات من بداية البرنامج الذي أبدع فيه الطلاب سواء في موهبة فمحرري الصحف الأخرى هم من يبذلون الجهد في البحث عنها
    وكل العذر لأستاذنا العزيز أبو مصطفى فأنت بالتأكيد من يشار له البنان في نشر أخبار المكتب ونشر أخبار إبداعات طلابنا

  3. الله يعطيه العافية الاستاذ الشاعر والبليغ المفوه محمد ال عبد الباقي ( ابو مصطفى) ، ثقافته وخبرته وصدقه و أخلاقه كفيلين باعتباره مدرسة يتم التعلم منها .

  4. فعلاً أدق الأخبار الخاصة بإنجازات مدارس القطيف سواء للطلاب أو المعلمين نقرأها بقلم محمد آل عبدالباقي . أستاذ اللغة العربية و المتحري والكاتب الناجح الخلوق ذو البصمة العميقة والمميزة في الأخبار التعليمية .مهما تشابهت الأخبار إلا ان مايكتبه يكون دائما الأدق و الأشمل .

    وإن أخذ استراحة باشق ?
    إلا إنه يستحق بجدارة لقب ( ملك القلم ) ،

    تحياتي
    أبو محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×