المحكّم عمران يشحن حفل “شاعر الحسين” بلذع الشاعر أحمد الرويعي آل قرين يطالب بـ "احترام الضيف الفائز".. وعساكر: تقبّلوا نقد النقد
البلاد القديم، البحرين: جمال أبو الرحي
تحوّل حفل ختام مسابقة “شاعر الحسين” البحرينية إلى جوّ مشحون بالتوتُّر على أثر تعليقٍ أدلى به أحد محكّمي المسابقة، وتوجيهه نقداً لاذعاً لأحد الفائزين فيها. الحفل أقيم مساء البارحة في البلاد القديم، وفاز فيه 5 شعراء، 3 بحريين، وسعوديان اثنان، من أصل 115 شاعراً و24 شاعرة من 10 دول.
وفي مأتم الحاج علي بن خميس، أعلنت لجنة الجائزة فوز أحمد العلوي بالمركز الأول عن قصيدة “قيامة هاربة إلى الظل”، وفوز ناصر زين بالمركز الثاني عن قصيدة “التل بوصفه شاهد عيان”، وفاز بالمركز الثالث علي المؤلف عن قصيدة “سادن في حضرة الغيب”، وكلهم من البحرين.
فيما فاز السعودي علي مكي الشيخ بالمركز الرابع عن قصيدة “صمت خارج النص”، ومواطنه أحمد الرويعي بالمركز الخامس عن قصيدة “لا تُرهب الحوت بالبحر”.
الشاعر الرويعي أثناء تلقّيه نقد المحكم عمران
تحكيم
وتولّى تحكيم المسابقة عبدالجبار علي حسن والدكتور علي عمران. وفي حفل البارحة أُلقيت القصائد الفائزة، وعُرض فلم و ثائقي عن الشاعر غازي حداد بصفته أحد الأعمدة الرئيسة المؤسسة للمسابقة.
وأثناء تعليقه على النصوص وجه المحكم الدكتور علي عمران نقداً عنيفاً للفائز بالمركز الخامس الشاعر أحمد الرويعي، وفاجأ الجمهور بقائمة وصفها بعضهم بـ “القاسية”، سائقاً سيلاً من السلبيات والمؤاخذات على النص، دون هوادة. وأصدر الدكتور عمران توصيفاً خطّـأهُ فيه بعض الحضور، بوصف وزن قصيدة الشاعر الرويعي بأنها من البحر “الكامل”، في حين إنها من البحر المعروف بـ “المتقارب”، وهو أثار تساؤلاتٍ بين الشعراء الموجودين في الحفل عن ضعف معرفة المحكّم بمسألة عروضية سهلة.
وعلى الرغم من أن الشاعر الرويعي فاز بالمركز الخامس، ضمن 139 متنافساً من الجنسين؛ وتخطّى 134 منهم، لم يذكر عمران شيئاً عن إيجابيات النص، مكتفياً بالتشديد على النقد اللاذع.
أبو قرين: أكرموا ضيفكم الفائز
عضو منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف وعضو أمانة مسابقة رئة الوحي الشاعر عبر محمد آل قرين، عبّر عن رأيه في المسابقة، واصفاً إياها بأنها “تظاهرة إبداعية”، وأشاد بالجهد الضخم الذي يقوم به المنظمون، ومنه “إصدار الكتاب شاعر الحسين ١٢ الذي ضم الإحصاءات، والنصوص في المراكز العشرة الأولى وسيرة لجنة التحكيم”.
وهنأ آل قرين الفائزين والمنظمين بهذا المحفل. وفيما عدا ذلك أبدى انزعاجه من طريقة أداء أعضاء لجنة التحكيم، وناشد اللجنة المنظمة أن تتحمل المسؤولية في توجيه محكميها لطريقة إضاءة النصوص والتعليق عليها، حيث إن أحد أعضاء لجنة التحكيم لم يذكر أي شيء يُحمد للنص الفائز الذي تولى نقده.
وقال آل قرين متأسفا ومخاطبا اللجنة المنظمة “هذا ضيف فائز جيء به من أجل تكريمه؛ بسبب تقدم وفوز نصه على 134 نصا كلها محترمة ومن عدة دول، كان جديرا أن يحتفي القائمون بهذا الضيف و بالأربعة المكرمين معه”.
جاسم عساكر: انقدوا.. وتقبّلوا نقد النقد
المسابقات بمقدار ما صنعت نجوما في الإعلام مقدار ما حطّمت نفسيات كانت ترى أنها الأجدى والأجدر.
حين يبدي الناس آراءهم حول نتائج مسابقة ما فأظن أن ذلك أمر إيجابي، ويصنع حراكا ثقافيا وأدبيا ونقديا، خاصة المسابقات المرئية التي تبث عبر الشاشة التلفزيونية لأنها تدخل جميع البيوت والمجالس، وعليه فإن ردود الفعل لابد منها وإلا لكانت تلك الفعالية تبث على مسمع ومنظر أضرحة وأموات، إذ ما الفائدة من مسابقة إعلامية لا يعقبها ردود فعل وكأن لا صدى لها ولا صوت، والناس المتابعون بالمجمل هم لجنة تحكيم ولهم حق إبداء الرأي ونقد النقد ما المانع!
وعلى لجان التحكيم الفعلية في المسابقة أن تخضع لهذا النقد كما هي جعلت المتسابقين يخضعون لرأيها، وعلى اللجنة أن تتقبل بصدر رحب ما يثار إن لم يكن به سوء أدب بل وعليها أن تتابع هي أيضا ما يثار وما أثير نحوها لا أن تنتظر آراء الناس تصل إلى حضنها
حبيب حيدر: اهتمّوا بالقصائد غير الفائزة
في البداية نبارك لمسابقة شاعر الحسين تدشينها النسخة الثانية عشرة كما نبارك للشعراء الفائزين بجدارتهم وإحرازهم قصب السبق وحظا أكثر وفرة للباقين في الأعوام القادمة، وأمنياتنا بخالص الدعاء لرائد المسابقة الشاعر غازي الحداد أن يمن الله عليه بالصحة والشفاء ويعوده لمحبيه ومريديه ليصدح بصوته الأخاذ وقصائده العصماء كعادته غداة كل مسابقة ..
لقد استطاعت مسابقة شاعر الحسين أن تجذر نفسها كمسابقة لها حضورها الأدبي بين الشعراء وجمهور بيئة الشعر الحسيني، وقد تكرّس هذا الجهد باهتمام اللجنة المنظمة وسعيها لتقديم الحفل الختامي في أحسن صورة كما هو دأبها في كل عام ..
وقد بدت المسابقة متألقة هذا العام برصانة لجنة التحكيم في منح العشرة الفائزين المراكز التي تليق بقصائدهم، وإن كان هناك ما بدا من شدة ورخاوة واختلاف في تركيز كل حكم على منحى من مناحي النقد، ففي الوقت الذي بدى واضحا التركيز على المنحى المضموني ومناقشة المعاني وسبر أغوارها عند شاعر من قبل المحكم، بدى واضحا التركيز على المنحى الأسلوبي وجمالياته من قبل محكم آخر بينما مال ثالث إلى التركيز على الجانب التصويري وتجانسه ومدى عمقه وقدرته على الدلالة، وهو ما ولد إحساسا بالتمايز والاختلاف بين مداخل التقييم عند كل محكم، ولذا من المقترح العمل على السعي لتوحيد المنهجية النقدية لدى النقاد قدر الإمكان حين عرض نقدهم للقصائد حتى يتبين لدى المتلقين من الجمهور والشعراء الآلية المشتركة التي تم عرض القصائد عليها وكيف يتم النظر إليهم بعين واحدة على اختلاف مشاربهم وتمايز إبداعاتهم ..
والأمر الآخر هو أهمية توثيق هذا النقد الذي يقدم للقصائد الفائزة والمتنامي عاما بعد عام بإصداره ضمن الكتيب إن لم يكن في هذه السنة على الأقل في كتيب السنة القادمة كتقرير عن المهرجان الماضي بما يكرس الحالة النقدية ويجذرها ويقدم صورة متسلسلة للمهرجان في نسخه المتواصلة والمستمرة سنة بعد سنة.
والمقترح الآخر أن تحصل القصائد التي لم تتأهل للفوز بالمسابقة على حقها من النقد والقراءة أمام لجنة التحكيم ولو في ليالي مخصصة لها قبل الحفل الختامي ..
وأن يكون المتوج بجائزة المسابقة والحاصل على المركز الأول ضيف شرف في العام القادم فلا يحق له المشاركة كمتسابق بل يتم الاحتفاء به ويشارك في اللجنة المنظمة في تكريم الشعراء الفائزين في السنة التالية .. وكأنه يحتفي بفوزه عاما كاملا .. ويفسح المجال لغيره من الشعراء للفوز بالمسابقة .
مع مقترح أن يتم التوسع في الاحتفاء بالقصائد الفائزة وشعرائها زمنيا ومكانيا فلا يتم تكريمهم والاحتفاء بهم في ليلة المسابقة وفي مقرها فقط بل يتم الترتيب لهم لإلقاء القصائد الفائزة بشاعر الحسين في الحرم الحسيني في كربلاء المقدسة تكريما وتقديرا لهم..
الفائزون
المركز | الفائز | الجنسية | النص |
1 | أحمد العلوي | البحرين | قيامة هاربة إلى الظل |
2 | ناصر زين | البحرين | التل بوصفه “شاهد عيان |
3 | علي المؤلف | البحرين | سادن في حضرة الغيب |
4 | علي مكي الشيخ | السعودية | صمت خارج النص |
5 | أحمد الرويعي | السعودية | لا ترهب الحوت بالبحر |