ياسر آل غريب يكتب: احتياطي الكتابة
ياسر آل غريب
أي عمل أدبي ليس بإمكانه أن يقول كل شيء، أي أنه ليس مكتملا 100% ، لأسباب داخلية تتعلق بمستوى الإبداع الشخصي، وأخرى خارجية تكمن في الظروف المحيطة والوقت المتاح.
الشعراء هم أكثر عرضة للاستهلاك النصي عبر إعادة وتكرار الصور بنفس المفردات ونفس الآليات، مما يجعل الشاعر في العصر الحديث يواجه تحديا في اصطفاء رؤاه والزوايا التي ينطلق منها.
وهذا الهم الثقافي ليس وليد اللحظة الراهنة بل يمتد للعصور السالفة حينما تساءل عنترة العبسي في العصر الجاهلي : هل غادر الشعراء من متردم ؟ مشيرا في مطلع قصيدته إلى الرؤية الجديدة.
على الشاعر ألا يفرط في (احتياطي) الإبداع لديه، الذي اكتسبه من قراءاته المتنوعة ومن تجاربه الحياتية التي تكونت يوما بعد يوم . إن هذا الجزء اللا مرئي يجعل الشاعر يواصل الكتابة دون الوصول إلى نقطة النهاية ، ودون أن يشعر بالملل والرتابة . إن الصورة النهائية للشاعر هي تأطير لرؤاه وتعطيل لنموه الطبيعي.
إن قصائدنا هي ثمار شجرة الغيب ، علينا أن نقطفها في اللحظة المناسبة ، ومن المهم جدا أن ندرك كيفية قطفها ولمن نقدمها . إذن علينا أن نتركها تنضح بما يكفي، لا أن نتعجل للحصول عليها بين ليلة وضحاها.
حياك عزيزي أبا مهدي ..
ما أقصده بالاحتياطي ذلك الوقود الذي ينبغي آلا يفرط فيه الكاتب ، أو الشاعر ، في كل مناسبة ،، حتى لا ينتهي بسرعة .
من الضروري التزود بفائض من القراءات والتجارب المتنوعة .
تحية طيبة لشاعرنا الكبير.. ياسر…. ولكن ألا ترى شاعرنا ان المخزون الفني له عصر معين ولغة ربما تفقد قيمتها السوقية في مستقبلها القادم.. باعتبار تغير وتطور الذوق العام.