محقق جنائي يكشف خبايا ابتزاز النساء وسرقة أسرارهن الإلكترونية "العباس" ينصح الحاضرات بتقدم بلاغات عاجلة في "أبشر".. وتأمين الأدلة

سيهات: شذى المرزوق

كشفت ورشة عمل نسائية، تناولت أمن المعلومات الإلكترونية، عن مشكلات ومواقف لنساء، تعرضن للابتزاز المباشر بشكل أو بآخر، بعد سرقة معلوماتهن وبياناتهن من أجهزتهن الالكترونية، ومن هنا، لم يكن غريباً أن تركز محاور الورشة، والأسئلة فيها، على آلية حماية المعلومات الالكترونية من السطو والسرقة والتخريب، بشرح طرق الحماية وأنواعها.

وأكدت الورشة أن المرأة تستطيع تنفيذ هذه الآلية بسهولة، شريطة أن تتوخى الحذر مع الآخرين. أقيمت الورشة، مساء أمس (الأربعاء)، ونظمها المركز النسائي، التابع لجمعية سيهات للخدمات الإجتماعية، تحت عنوان “أمن المعلومات”، وقدمها “حسين إبراهيم عباس”، المحقق الجنائي المعتمد للجرائم المعلوماتية  حضرت الورشة 30 سيدة، من مختلف الأعمار، كن في حالة إنصات تام للنصائح والإرشادات، التي أسداها العباس، على مدى 3 ساعات.

وتناول العباس تفاصيل الابتزاز الإلكتروني، وكيفية القيام بذلك، وما هي الطرق التي يجب العمل بها عند التعرض لمثل هذه الجرائم الالكترونية، موجهاً نصيحته إلى الحاضرات بضرورة “تسجيل بلاغ في بوابة وزارة الداخلية “أبشر”، والدخول لخدمات الأمن العام، ومن ثم اختيار بلاغ الجرائم الالكترونية  والإحتفاظ، بأي دليل إدانة، سيسهل الوصول لمرتكبي مثل هذه الجرائم”.

وأوضح العباس الفرق بين “أمن المعلومات” و”الأمن السيبراني”. وقال: “بينما يعمل أمن المعلومات على حماية نظام الحاسوب، وبياناته من العبث أثناء التخزين، أو المعالجة، أو حتى أثناء نقل المعلومات الموجودة فيه، فإن الأمن السيبراني هو أقل شمولية منه، إذ أنه يهتم بوسائل الحماية لكل الأنظمة الحاسوبية والشبكات، ويركز على هذه الوسائل في الدفاع الرقمي، ولكنه لا يركز على الوسائل التأسيسية كالتشفير”.

وبين العباس أن “الأمن السيبراني يلقى اهتماماً كبيرًا من الحكومات والأفراد، على اعتبار أنه سلاح استراتيجي، يستخدم في التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول، وهذا عزز أهمية تطوير البنية التحتية الرقمية، التي سعت لها المملكة، ضمن الرؤية الجديدة، عبر السعي لتعزيز حماية الشبكات وأنظمة المعلومات وحمايتها، بالإضافة لحماية مكونات الأجهزة والبرمجيات”.

الأمن السيبراني

وعن الاهتمام المتزايد في تسليط الضوء على الأمن السيبراني، ذكر العباس أن “ذلك يرجع لارتفاع الهجمات والفيروسات، ففي عام 2017م ارتفعت نسبة فيروسات الهواتف إلى 54% عن العام الذي يسبقه، ومازالت النسبة في ارتفاع مستمر حتى الآن”. وأرجع العباس الاهتمام بالأمن السيبراني إلى “ارتفاع تكلفة اصلاح الثغرات الأمنية الالكترونية الناتجة عنه، معتبراً متاجرالأندرويد غير الرسمية، المستخدمة بشكل كبير مؤخرًا “مصدراً للفيروسات المؤثرة في الهواتف  بنسبة 99.9 %”.

ويرى العباس أهمية قصوى لحماية كل جهاز شخصي خاص بقوله “من الضروري تركيب نظام حماية أصلي معتمد، وتحديث النظام باستمرار، بالإضافة إلى شراء رخصة جديدة فور انتهاء الرخصة السابقة”. وحذر من الدخول لروابط غير موثوقة، حتى لو كان مصدرها أشخاص ثقة، وفتح الملفات المرفقة في الرسائل المشبوهة، التي قد تحوي عدداً من الفيروسات”، مشدداً على “عدم السماح لغرباء باستخدام الجهاز في الإتصال لأي جهة كانت، لأن ذلك يمكنه من اختراق الجهاز في ثوان معدودة، مع الحرص على وضع كلمات مرور معقدة، ويفضل ادراج مسافة في كلمة المرور، لأنها غير متوقعة أبدًا”.

بصمة الوجه

وعن شاشة القفل، أشار العباس إلى أن “من الأفضل اقفال الشاشة في حالة عدم استخدام الجهاز، وألا يتم استخدام تقنية فتح الجهاز بالوجه في الأجهزة التي تعتمد على الكاميرا الأمامية، واستخدامها فقط في الأجهزة التي تحتوي على حساسات خاصة لقراءة الوجه”.  ونوه العباس بأن  “استخدام البصمة، لا تعد مصدر أمان وحماية للجهاز، وذلك لأن أي اختراق قد يحدث بالجهاز، سيتسبب في كشف هويتك للسارق، بعد تمكنه من الوصول لقاعدة البيانات الخاصة بالبصمة ذاتها، مما قد يعرضك لخطر السماح للسارق بالولوج للحسابات البنكية، وإدخال البصمة وحتى الدخول لمكتب العمل والمنزل”.

الثغرات الأمنية

وتابع العباس: “الفيروسات أشد خطرًا من الثغرات التي قد تعيب التطبيق أو النظام، فالفيروسات تستخدم بشكل مباشر لفعل التدمير اللازم لمحتوى الجهاز، ومع ذلك، فقد تسببت بعض الثغرات الأمنية في خسائر كبيرة لوزارات وشركات حكومية، كما حدث في ديسمبر 2018 لعدد من الشركات السعودية”.

من جانب، آخر لفت العباس الانتباه إلى رسائل التصيد، التي يتعرض لها الكثيرون، وعرفها بأنها “محاولة الحصول على المعلومات الشخصية أو المالية عن طريق البريد الإلكتروني، أو الإنترنت”. وقال “مؤخراً كثرت الروابط، التي ترسل لأجهزة الهواتف لهذا الغرض،  وأنصح بتجاهلها والتنبيه عنها، والإمتناع عن التواصل مع المرسل لها”.  وأضاف: “بالإمكان معرفة رسائل التصيد عند الإنتباه لوجود أخطاء إملائية وأخطاء تركيب الجمل، والسؤال عن المعلومات الشخصية، أو احتواء مثل هذه الرسائل على تهديدات واتهامات غير منطقية، وفي بعض الأحيان، تجد أن مثل هذه الرسائل تصل من بريد مختلف عن البريد المسجل به”.

وعدّد العباس أمثلة على برامج حماية أجهزة الهواتف من الفيروسات، ودعا إلى تشفير الشبكات اللاسلكية، وذلك لحمايتها من انتقال معلومات الجهاز الى الراوتر اللاسلكي، وبالتالي جعلها عرضة للسرقة عن طريق المتسللين، واعتبر العباس شبكة الـ WEP هو أضعف أنواع الشبكات اللاسلكية ، وأقلها أماناً، في حين أن نظام الـWPA  الأفضل حالاً، إلا أن عيبه الوحيد هو دعمه لسرعة نقل  تصل لـ 54 ميغا بايت / ثانية”. وقال: “أفضل أنواع التشفير هوWPA2 “.

وشرح العباس أساسيات الدخول للانترنت، وتأمين الإيميل، معتبراً أن “ربط رقم الهاتف بالإيميل، من الضروريات، وكذا ربطه بإيميل آخر من مقدم آخر، ولاسترجاع الإيميل من الأفضل وضع تاريخ الميلاد الحقيقي،  وحفظ الإجابات الشخصية، التي تضعها مع تفعيل ميزة Two step Authentication “.

وشهدت ورشة العمل، أنشطة واختباراً في التصيد الالكتروني، شاركت فيه السيدات، لتختتم الفعالية بتقديم شهادة شكر من قبل إدارة المركز النسائي لحسين العباس نظير تعاونه  معهم”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×