المعلم يتعامل مع رخام “عشوائي”.. وينحت فرسه من الخشب
سيهات: شذى المرزوق
“لم استطع مقاومة إغراء التجربة الجديدة في العمل على رخام عشوائي المقاسات، وبدأت أتعامل مع قطعة الرخام، التي بين يدي، بتصاميم مختلفة عما اعددته سابقًا”. بهذا استهل الفنان التشكيلي “كمال المعلم” حديثه عن المشاركة في سمبيوزيوم مسك الدولي للنحت بالرياض.
ويعتبر “سمبيوزيوم مسك”، الأكبر من نوعه في المملكة من ناحية التجهيزات وحجم الأعمال، إذ يحتوي على كتل وقواعد سعودية، نحتت بأيدي 21 نحاتاً مشاركاً: 7 من نحاتي السعودية، ومثلهم من الدول العربية، مثل الأردن ولبنان، والعدد نفسه من دول أجنبية مثل الصين وإيطاليا، واستمر 20 يوماً، انتهت الاربعاء الماضي.
ويذكر المعلم أن “هذه المشاركة اضافة جديدة، وتجربة مغرية لي على وجه الخصوص، فبينما كان بعض الفنانين مستاءً من العمل على رخام عشوائي المقاسات، كنت أرى في ذلك تحديًا لي، حيث اعتبر هذا العمل العشوائي مثل كلمة ارتجالية على الرخام، بعد أن ضاعت الكلمة المكتوبة على الورق”. وفي سابقة من نوعها، يلغي المعلم التصميم المحضر له بقياسات محددة، ويبدأ العمل على قطعة من الرخام السعودي، والخشب، انتهت بمقاس 240×220×100 cm،
وأضاف المعلم: “تعاملت مع الرخام وفق خصائصه، وطبيعته، وتركته على ماهو عليه، مع حذف بعض اجزائه، واستحضار الزخرفة الجبسية، التي كانت تزخر بها بيوتنا القديمة، بعفوية”.
ويشرح المعلم: “الزخرفة الجبسية المعروفة في الخليج بـ”الجبس أو الجص”، هي ذات الكلمة الإغريقية gypsum التي تعني صنع الشيء عن طريق خلطة أو طبخه، بينما في اللهجة الخليجية، معنى الجص هو الفصل الجزئي للماء، عن الحجر الجيري، وهي الزخرفة الدائرية، وتسمى عالميًا بـ”زهرة الحياة”
وفي لمسة خاصة منه، يذكر المعلم أنه أضاف ورق الذهب إلى بعض أجزاء المجسم، إشارة منه إلى احتواء الحجر على المعادن النفسية، مهما كان اختلاف درجة القسوة فيه”.
ولأن للمعلم فرسه الذي يعتبر بصمة ثابتة في أعماله الفنية، قال: “أضفت قطعة من الخشب على شكل رأس حصان مبسط، بلا حواس، مكتفيًا بمنخر واحد للتنفس، مشيدًا بفخر “إنها فرسي التي لا تشبه بقية الأفراس”.