د. آل زايد لـ “صُبرة”: أكثر من 25 ألف مريض في القطيف ينتظرون دواء السكلسل الجديد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على علاج "كريزنلزوماب"
القطيف: ليلى العوامي
وصف رئيس مركز أمراض الدم الوراثية في مستشفى القطيف المركزي اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية دواءً جديداً لمرضى فقر المنجلي بأنه “بارقة أمل لعشرات الألوف من المرضى السعوديين”. وقال الدكتور عبدالله آل زايد لـ “صُبرة” إن هؤلاء المرضى في حاجة إلى الدواء، ونتمنّى أن يكون مُتاحاً في المملكة في أقرب وقت وفسح دخوله عبر هيئة الغذاء والدواء السعودية.
الدكتور آل زايد هو استشاري أمراض الدم الوراثية أيضاً، وقال إن عدد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي المعروف بـ “السكلسل” يُقدَّر بـ 25 ألفاً في محافظة القطيف فقط، عدا المصابين في محافظة الأحساء ومنطقة جازان، وغيرها. وأوضح أن هناك سلالات من هذا المرض، بينها السلالة الهندية والسلالة الأفريقية، مضيفاً أن أغلب المصابين بهذا المرض في القطيف يحملون السلالة الهندية.
نوبات الألم
ويترقب كثيرٌ من السعوديين إفساح الجهات المعنية في المملكة لأول علاج مُوجه، يستخدمه مرضى فقر الدم المنجلي، أثبتت التجارب العملية أنه يقلل من عدد النوبات الانسدادية (نوبات الألم وما شابهها) من 2 إلى 10 مرات، إلى 1.63 مرة في السنة، بحسب الدكتور آل زايد، الذي قال إن 36% من المرضى الذين تلقوا العلاج الجديد لم يتعرضوا لنوبات انسداد الأوعية الدموية أثناء فترة تجربة الدواء للتأكد من جدواه.
الغذاء والدواء
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قبل يومين، على العلاج الذي يحمل اسم “كريزنلزوماب” Crizanluzomab وأنتجته شركة “نوفارتس”، للمرضى الذين تتجاوز أعمارهم 16 سنة.
وقال الدكتور آل زايد إن “الدراسة التي أجريت على العلاج الجديد، كانت عشوائية لمرضى تتراوح نوبات الألم عندهم بين 2-10 مرات في السنة، وتلقى هؤلاء المرضى إما علاج “كريزنلزوماب” (واسمه التجاري Adakveo ) أو علاجاً وهمياً، وبعد انتهاء الدراسة لوحظ أن عدد المرضى الذين عولجوا بعلاج “كريزنلزوماب” عانوا من عدد أقل من النوبات الانسدادية في المعدل السنوي؛ حيث أن متوسط المعدل سنوي كان 1.63 مرة في السنة، مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا علاجًا وهميًا، حيث كان متوسط المعدل السنوي يبلغ 2.98 مرة في السنة.
دراسات
وتابع آل زايد أن “اعتماد إدارة الغذاء الأمريكية للعلاج الجديد، جاء بناء على دراسات سابقة كان آخرها في فبراير 2107 وأجريت على 198 مريضاً مصاباً بفقر الدم المنجلي في 60 مركزاً طبياً، وقد تم إعطاؤهم العلاج على شكل حقن وريدية شهرية لمدة 52 أسبوعاً، وقد أثبت الدواء فعاليته في منع نوبات الألم التي كانت تصيب هؤلاء المرضى”.
وأوضح الدكتور آل زايد طريقة عمل الدواء؛ وقال: “هو علاج موجه يمنع جزيء التصاقي اسمه بي سيليكتين (P-Selectin) ويشل حركته، وهذا الجزيء يلعب دوراً مهماً في عملية انسداد الأوعية الدموية، مما ينتج عنه التصاق الخلايا الدموية بعضها ببعض مع جدران الأوعية الدموية، والتي تؤدي في آخر الأمر لانسداد الأوعية الدموية وحدوث نوبة الألم ومضاعفاتها”.
سعر عالٍ
أما بخصوص تكلفته وسعره، فقال آل زايد “حتى الآن لم يفصح عن السعر من قبل الشركة المصنعة، ولكن من المتوقع أن يكون عالي التكلفة، لكونه من الأدوية الحديثة”. وقال “نتمنّى ألّا يكون غالياً”.
وأضاف أن “العلاج الجديد يحتاج إلى إفساح من قبل إدارة الغذاء والدواء السعودية حتى يتم إدراجه ضمن قائمة الأدوية المستخدمة في المملكة، وتتفاوت مدة الإفساح هذه من دواء لآخر لاعتبارات تنظر لها إدارة الغذاء والدواء السعودية”.
وينضم علاج “كريزنلزوماب” إلى مجموعة علاجات أخرى لمرض فقر الدم، ما زالت تحت الدراسة والتجربة وإجراءات الاعتماد محلياً، وينتظرها الذين يعانون من هذا المرض؛ وقال آل زايد: “بالموافقة التي حصل عليها العلاج الجديد من هيئة الغذاء الأمريكية، فإن الأمل يملأ الأفق لمرضى فقر الدم المنجلي، وكل محبيهم، ويبقى التفاؤل يحدو الجميع بالموافقة المحلية لهذا الدواء الجديد، لإنهاء معاناة هؤلاء المرضى ومعاناة أسرهم.
معدّلات عالية
يشار إلى أنه رغم انتشار أمراض الدم الوراثية وهي فقر الدم المنجلي، وأمراض الثلاسيميا في مناطق مختلفة في المملكة، إلا أنه توجد معدلاته إصابة أعلى في المناطق الشرقية والجنوبية، إذ تتراوح نسبة انتشار فقر الدم المنجلي حسب الدراسات المنشورة بين 2% إلى 27% في بعض المناطق الجغرافية، ويعد انتشارها في المملكة واحدة من أعلى المعدلات مقارنة بالدول المجاورة في الشرق الأوسط.