طالب في “التهذيب”.. عبدالله جبارة يُمثل المملكة في الأولمبياد الدولي في الفيزياء "آينشتاين" يعد برفع اسم الوطن عالياً في المحافل العالمية
سيهات: شذى المرزوق
بخطوات واثقة، وسجل حافل بحزمة من الإنجازات المحلية والدولية، تقرر اختيار “عبدالله عيسى الجبارة”، طالب الصف الثاني بمدرسة التهذيب الثانوية بسيهات، ممثلاً للمدرسة والمملكة في الأولمبياد الدولي لمادة الفيزياء القادمة.
ووعد الطالب، الذي لُقب بـ”آينشتاين” برفع اسم المملكة عالياً في المحافل العلمية، التي يشارك فيها. وجاء اختيار “عبدالله” بعد حصوله على المركز الخامس في الاختبار الدوري لمادة الفيزياء، لطلبة المملكة، الذي عُقد في فندق الريتز كارلتون أمس الأول (الجمعة).
وبحسب ما ذكره عبدالله الجبارة، فإن أهمية هذا الاختبار، الذي نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومنظمة الأولمبياد الدولي العلمي، بالتعاون مع مؤسسة موهبة، “تكمن في تهيئة البيئة المناسبة، لرفع حدة التنافس العلمي بين طلبة الدول الأعضاء في مختلف مجالات المسابقة”.
وأضاف “الاختبار يُحاكي مادة اختبار الأولمبياد الدولية، (نظري وعملي)، في فروع الفيزياء كافة، وهي: الميكانيكا، ميكانيكا الأجسام الصلبة، ميكانيكا الهيدروليكية، الديناميكا الحرارية والفيزياء الجزيئية، الاهتزازات والموجات، الشحنة الكهربائية والمجال الكهربائي، التيار والمجال المغناطيسي، الموجات الكهرومغناطيسية، الفيزياء الكمية والنسبية، وخواص المادة”.
وعن الجانب العملي، الذي تُعد مفردات الجزئ النظري أساسًا له، يقول الجبارة إن “التركيز فيه يتم حول الاستخدام الأمثل للأجهزة التقنية، والأدوات المتطورة المربوطة بالحاسب، في القياسات الفيزيائية المختلفة، للوصول إلى نتائج عالية الدقة”.
عبدالله يتحدث
ويصف الجبارة هذا الإنجاز بأنه “إضافة جميلة في سجل إنجازاتي”. ويضيف “مثل هذه الاختبارات، تساعد الطلبة على التعرف على توجهاتهم العلمية، وتحديد أهدافهم المستقبلية، في وقت مبكر، بالإضافة إلى إذكاء روح التنافس في العلوم، والمعرفة، وجودة التحصيل، في أوساط الطلبة والمجتمع التربوي بوجه عام، لتوسيع دائرة اهتمامهم وطموحاتهم، وتعزيز الثقة بقدراتهم، وذلك لتحقيق نتائج مشرفة على المستوى الدولي، ما يساعد في تعزيز التواصل بين مبدعي الفيزياء”.
تاريخ مشرف
ويحتفظ عبدالله الجبارة في سجله المشرف، بلقب “ألبريت”، أي ألبريت آينشتاين”، بعد حصوله على المركز العاشر عالمياً، في المسابقة الدولية الـ20 للفيزياء للعام الحالي (2019)، ومنحته الجمعية الفيزيائية الأمريكية والمعهد الأمريكي للفيزياء شهادة تميز.
ويفسر “عبدالله” أسباب تعلقه بالفيزياء، قائلاً: “حب الاطلاع، التجارب، وتفكيري المستمر في الطيران، وتأملي لرياضة الخيول، كلّ هذه المغامرات الحركية، لها علاقة بالفيزياء، و بالهندسة الميكانيكية، وفيها قوانين غامضة، وكلما اكتشفت شيئاً، وجدتَ نفسي أمام شيء آخر غامض، وعلى أن أحلّ غموضه”.
ويتابع “أغلب المسائل التي أحلّها، أربطها بالطيران، وأتأمل هبوط الطائرة، وقانون حفظ الزخم، قصص التأمل، وقصص الأسئلة، وقصص محاولات البحث عن الحلول، كلّ ذلك طوّر قدراتي في معرفة أسرار الفيزياء”.
البداية من الأحساء
ويرجع ولع الجبارة بالفيزياء منذ أن كان في الصفّ الأول المتوسط، بمدرسة التهذيب الاهلية ولعل ما حرّك الموهبة أكثر لديه، تلك الدورة التدريبية التي قدمها الدكتور محمد الفقيه في محافظة الأحساء، وفي هذه الدورة؛ أظهر الفتى اليافع نبوغاً لفت نظر الدكتور الفقيه، فما كان منه إلا مفاتحة والده، المهندس عيسى، بما اكتشفه في “عبدالله”، وما يمكن أن يتطوّر عنده من مهارات لو التحق بدورة متطورة مجّانية في أكاديمية CMAS.
ولم يتردد الوالد؛ فطار الصغير إلى جدة، وسجّل في الدورة، وعاش 8 أيام “فيزيائية” فتحت له آفاقاً جديدة في اهتمامه. كانت دورة جدة الخطوة الثانية في الطريق، وقد تُوّج فيها “عبدالله” بلقب “نجم الفيزياء”، لينتقل إلى مرحلة أكثر تحدّياً، هي خوض مسابقة الفيزياء الدولية في الرياض، وخرج منها حاصلاً على المركز الثاني.
وهنّأت إدارة المدرسة الطالب وأسرته على هذا الإنجاز والتفوق. وقال قائد المدرسة مؤيد الشبركة ان توجة شركة التهذيب نحو استقطاب ورعاية الطلاب الموهوبين وتهيئة بيئة المدارس بكل السبل لتحقيق هذا الهدف ساهم في اكتشاف العديد من المواهب والقدرات المتميزة بالمنطقة.
عبدالله في مراحل طفولته
اقرأ أيضاً عن عبدالله
بعد الأمم المتحدة.. APS و AIP تُكرمان آينشتاين السعودية عبدالله الجبارة
[حصري] ابن المهندس الميكانيكي.. يعيش قصص الطيران في معادلات الفيزياء
جامعتان تحتفيان بإنجاز “آينشتاين” السعودية.. ودعوته لإلقاء محاضرة