الباحثة الفلّة تكشفها بصراحة: البنات يتفوّقن على الأولاد في تنمُّر المدارس حذرت من "تطييب الخاطر" في التعامل مع الحالات المختلفة

75% من المُتنمرين يُعانون التهميش وانعدام الثقة

القطيف: فاطمة المحسن

فتحت الاختصاصية الاجتماعية رقية الفلة، ملف “التنمر” في المدارس؛ كاشفةً عن أن حالات التتمر في مدارس البنات، أكبر منه في مدارس الأولاد، مُحذرة من “لملمة” حالات التنمر دون عقاب وتوعية، وقالت إن سلبيات هذه الظاهرة تبعث على القلق والخوف إذا لم تُواجه في حينها.

وقالت رقية، في المحاضرة التي ألقتها أمس، في المدرسة المتوسطة الثانية بالقطيف، إن 75% من المتنمرين، هم مُتنمر عليهم، ومهمشون في منازلهم، ويفقدون الثقة في أنفسهم، ما يؤدي بهم لممارسة دور المتنمر للتنفيس عما يمرون به من معاناة اجتماعية في بيئتهم.

معنى التنمر

وقالت رقية: “يتحقق التنمر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص”. واستهدفت رقية في خطتها العلاجية، التي تعمل عليها، الأطفال من عمر 9 سنوات في المرحلة الابتدائية، وصولاً للمرحلة الثانوية في عمر 18سنة، وهي المرحلة الأشد أهمية، والأخطر في تكوين الشخصية للفرد.

وأكدت رقية أن “التنمر بكل أشكاله النفسي واللفظي والاجتماعي والجسدي، هو مشكلة قائمة منذ القدم، ولكن بطريقة طرح جديدة، مختلفة المفاهيم والمصطلحات، تبعاً لتغير الحياة”، مؤكدة أن “مشكلة التنمر تتفاقم بسبب قلة الوعي في المجتمع”.

وقالت: “تنعكس ظاهرة التنمر بشكل سلبي على الطلاب في المدارس، فيعيشون حالة من القلق والخوف والعزلة والوحدة، والتي قد تصل إلى مراحل متقدمة من الاكتئاب وبالتالي الانتحار”.

التربية المفتوحة

وأشارت رقية إلى أن “التنمر في الوقت الحالي، قد يكون أصعب ما كان عليه في السابق، وذلك لأن التربية لم تعد محصورة في السلطة الأبوية فقط، وتتعدى لكل ما يحيط بالطفل من أسرة ومدرسة وأجهزة إلكترونية والشارع أيضاً”. وقالت: “ما يُثير القلق أن المجتمع لم يأخذ الأمر بجدية كبيرة، ما جعل مشكلة التنمر متفاقمة في النشء، وهو ما يؤدي إلى مشكلات نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل، مثل الاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق”.

تطييب خاطر

وشددت رقية على أهمية وجود التربويين المؤهلين للتعامل مع حالات التنمر في المدارس، وعدم “لملمة” الأمر بين تطييب خاطر المتنمر عليه، وانزال العقاب بالمتنمر دون توعية كافية. وقالت إن هناك طرقاً للعلاج يجب اتباعها”.

وقسمت رقية المتفرجين على حالات التنمر، بين راض عما يحدث، أو  غير راض، أو مُحايد، وتقول: “يرجع ذلك لئلا يخسروا أصدقاءهم أو من جرّاء خوفهم، أن يقعوا في ذات الموقف ويظهر ذلك في طالبات المدارس المتوسطة والثانوية”.

تنمر الفتيات

ولم تعلن رقية عن إحصاءات تبين نسبة التنمر في مدارس البنات والأولاد. وقالت: “لكل منهم حالات تنمر مختلفة الأشكال، ولكن يمكن القول إن بعض الدراسات والمشاهدات، تؤكد أن التنمر لدى الفتيات أكبر منه لدى الأولاد، ولكن التحرش الجنسي في مدارس الأولاد أكبر منه في مدارس الفتيات”.

خطة علاجية

لفتت رقية بأنها وضعت خطة علاجية سلوكية للفتيات من خلال توعية الأسر والتربويين وتأهيل الإرشاد الاجتماعي في المدارس بكيفية التعامل مع حالات التنمر، ونشر الوعي لأكبر قدر ممكن من الفتيات، وتوصيتهن بمراجعة المراكز المتخصصة، وعدم مقاومة التنمر دون طلب المساعدة، لتتم عملية التجاوز دون وقوع أضرار نفسية على المُتنمر عليها”.

 وقالت رقية: “السبب الذي دفعني لأن أضع الخطة العلاجية لكافة مدارس المملكة، هو مواجهة إحدى قريباتي للتنمر، جرّاء تفوقها وذكائها، واستطعت مساعدتها واحتوائها مع أسرتها، وتجاوز الأمر دون وقوع الأذى النفسي عليها”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×