قصة من قصص.. فنّي جوالات يستولي على صور سيدة ويبتزّها آل مسيري: الثقة الزائدة والجهل يفتحان الباب أمام تنامي عمليات الابتزاز الإلكتروني
القطيف: ليلى العوامي
خلص الباحث في أمن المعلومات “نضال آل مسيري” إلى أن التوعية الجادة والمستمرة، كفيلة بحماية النساء والرجال والفتيات والشبان من أي عمليات نصب واحتيال وابتزاز إلكتروني، قد يتعرضون له، نتيجة الجهل بأمر ما في الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمونها على مدار الساعة، مُشدداً على الجميع أهمية التعلم من المواقف التي يتعرض لها الآخرون، ويتعرضون فيها للابتزاز، بهدف استخلاص العبر والدروس.
وساق المسيري عشرات النصائح والإرشادات المدعومة بالقصص الحقيقية، لحالات كان فيها الابتزاز الالكتروني العنوان الأبرز في تلك القصص، وقال في ورشة عمل، قدمها في جمعية البر الخيرية بسنابس أمس (الإثنين)، مُخاطباً الحضور، إن هناك من يتربص بكم ويتتبع خطواتكم، فاحذروا أن تكونوا فريسة لمثل هؤلاء.
رقم مجهول
وأكد آل المسيري أن الجميع عرضة للابتزاز الالكتروني، بسبب حُسن النية لدى البعض، أو الثقة الزائدة في الآخرين. وكشف عن قصص، تعرضت فيها نساء للابتزاز، وقال: “السيدة “س” ذهبت لإصلاح عطل في هاتفها المحمول لدى فني صيانة، وقبل ذلك، قامت بمسح كل المحادثات الموجودة على تطبيق “واتسآب”، وطلب منها الفني أن تترك جوالها عنده فترة، ولجهل المرأة بالكثير من البرامج الحديثة، نجح الفني في استعادة المحادثات في برنامج “الواتسآب” وحصل على كل الصور الموجودة في المجلد المخفي، ومن ثم قام بابتزازها”.
وقصة أخرى كشف عنها المسيري: قائلاً “هذه القصة لسيدة أخرى، قالت لي بمجرد ما إن تقوم بتصوير أي شخص من أفراد أسرتها، إلا وتأتيها الصور نفسها من رقم جهاز محمول غريب، على تطبيق الواتساب، واتضح في نهاية الأمر، ان فني صيانة، سبق أن أصلح جوالها، قام بإضافة برنامج “Dropbox” الذي يستخدم في الحواسيب على جوالها، ويمكن هذا البرنامج الفني من الحصول على نسخة من الصور التي يتم التقاطها على جوال السيدة”.
وقال آل مسيري مُخاطبا الحاضرين: “لا تظنوا أنكم حينما تقومون بمسح المعلومات على أجهزتكم الذكية، أنكم في آمان، بل هناك مجلدات مخفية قد تصل إليها الأيدي العابثة”. وأضاف: “هناك من يتابعكم ويتتبع أخباركم، فأنتم تضعون بياناتكم على طبق من ذهب لهؤلاء، فالمراقبة قد تكون حسنة، وقد تكون سيئة، ووضع المعلومات في وسائل التواصل المختلفة قد تكون مضرة”.
ماذا أفعل مع الابتزاز؟
وطرح آل مسيري سؤالاً لفت انتباه الجميع، وهو “ماذا لو تم إبتزازي؟”، ثم أجاب في عدة نقاط: “تحميل تطبيق “كلنا آمن”، والدخول إلى تطبيق “أبشر”، الذي بدوره سيقوم بتحويلك للشرطة، لتقديم شكوى، والإتصال بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الرقم 1909”.
وحذر آل مسيري مجدداً من الروابط الوهمية، ورسائل الإبتزاز التي تطلب رقم الهوية أو تحديث بيانات البنوك وغيرها من الرسائل المماثلة، وقال: “لا تثقوا بهذه الرسائل، وكونوا على علم أن البنوك لا ترسل رسائل SMS من رقم هاتف محمول”.
حماية الطفل
ونصح المسيري بحماية الطفل من سلبيات الانترنت، بتحميل تطبيقات المشاهدة الآمنة والمراقبة عن بُعد، وقال: “لا تنسوا التوجيه التربوي وتثقيف الأسرة بمخاطر الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، والإبلاغ عن أي حادثة، مهما كان نوعها للتشاور فيها وحلها قبل تفاقمها، وجميع الأعمار مُعرضة للابتزاز، ولكل نوع مراحله العمرية”.
قنابل موقوتة
ومن جانبها، شددت خبيرة مايكروسوفت ماستر ترينر المدربة “فادية الدحيم” على أهمية تنمية الوعي المجتمعي، فيما يخص بحماية الأفراد من الابتزاز الإلكتروني. وأوصت بحضور مثل هذه الورش والمحاضرات، لمعرفة أسرار الأجهزة الذكية، التي أصبحت بمثابة قنابل موقوتة، نتعامل معها بشكل دائم .
وتمنت الدحيم عبر حديثها مع “صُبرة” تفعيل مثل هذه البرامج مع الطلاب، في المراحل المبكرة، لتوعيتهم قبل الوقوع في الأخطاء”. وأضافت “بحكم عملي كمعلمة حاسب، ونشاطي في وسائل التواصل، تصلني قصص واستغاثات ممن حولي لحل قضايا من هذا النوع، كتهديد وابتزاز بصور أو اختراق هواتف أو غيره”.