الحمود تُخاطب 35 سيدة بسيهات: “من لا تحدثه نفسه وضعه مريب” 5 وسائل للاتصال بالذات وتحذر من انفجار "الطنجرة"
سيهات: شذى المرزوق
خلال ساعتين من الحوار المفتوح مع 35 سيدة، عرفت الكاتبة سوزان الحمود معنى “الذات” وأنواعها صورها، وبينت أهمية أن يتصل الشخص مع ذاته، ويخاطبها من فترة إلى أخرى، ثم يفكر ويخطط، وأخيراً ينفذ. حديث “الحمود” جاء في الأمسية التي حملت عنوان “أحب ذاتي”، وأقيمت أمس (السبت)، بتنظيم من لجنة “نساندكم النسائية” بسيهات.
عرفت الحمود مفهوم الذات، قائلة: “انها الكيفية التي أدرك بها نفسي، معتمدة على الأفكار والمعتقدات التي نشأت عليها”. وشددت على أن “ضعف المعتقد هو عامل أساسي في التغيير”، مستشهدة بـ”التغير الحاصل على مستوى الدين، وقد يصل بالبعض إلى الإلحاد، عكس ما جبلت النفس عليه من الفطرة الإسلامية الصحيحة”.
استنكرت الحمود مقولة “أعرفها أكثر من نفسها”، التي تقال عادة بين الأصدقاء، للدلالة على عمق العلاقة، والمعرفة بالذات، مصورة الذات بـ3 أنواع: ذات عامة، وهي الذات التي نسمح للآخرين بمعرفتها، والذات الحقيقية، التي لا يعرفها غير الشخص ذاته، فهو أعلم بذاته، والذات المثالية الطموحة، التي تسعى لتحقيق الأهداف”.
طنجرة الضغط
أضافت الحمود أن “من القضايا المستمرة التي تواجهها المربيات، والمعلمات، وجود الطفلة الناقلة لتفاصيل المنزل وأسرار البيت، معللة ذلك بـ”عدم وجود متنفس لها للتعبير عن ذاتها وعما يدور حولها، بما في ذلك أذن صاغية لها من الوالدين، فهي بذلك كطنجرة الضغط، ان ارتفعت الحرارة، انضغطت أكثر، وإذا فتحت فجأة انفجرت، ولذا هي بحاجة للتخفيف عنها، حتى يتسنى لها تفريغ ما بداخلها”. وأكدت الحمود أن “هذا ينطبق على الذات الحقيقية، التي يرانا بها الآخرون”.
الحديث مع النفس
وعددت الحمود طرق الإتصال مع الذات، وذكرت أن “حديث النفس سواء إيجابياً أو سلبياً، هو أهم وسيلة اتصال مع الذات، ومن لا تحدثه نفسه وضعه مريب، أو يعاني من خلل ما”. ومن وسائل الإتصال مع الذات، مراجعة الذات، وتكمن أهمية الإتصال الذاتي ـ بحسب ما ذكرت الحمود ـ بمدى تأثيره على شخصية الفرد، وأدائه، وكذا تأثيره في اتصاله بالآخرين، بالإضافة لأهميته في عمليات الاختيار، واتخاذ القرار”.
الخطوات الخمس
خمس خطوات للإتصال الذاتي الفعال، فصلتهم الحمود في حديثها، بدءاً باكتشاف الذات، التقدير، التوجيه، الإدارة، والتطوير، وبحسب المعرفة الشخصية للذات، ومعرفة الآخرين لها، تنوعت الذات من ذات مكشوفة للجميع، إلى ذات مخفية، لا يعرفها إلا الشخص نفسه، وأيضاً الذات العمياء، التي لا يراها الشخص في ذاته، بينما يحيط بمعرفتها من حوله، منتهية بالذات المجهولة، التي تظهر عند اكتشاف شخص ما لها، أو اكتشافها مع الوقت”.
هل النفس هي الذات؟
أكدت الحمود أن الذات جزء من النفس، التي يقصد بها طبيعة وشخصية الفرد، فيما تعني الذات حصيلة تجربة المرء، التي تشكل إدراكه، وعواطفه، وأفكاره. واختمت الحمود أمسيتها بومضة اختصرتها بمقولة: “دع الخلق للخالق”، مبينة أنه “ينبغي أن نحرر الآخرين من توقعاتنا، وأفكارنا، وأحكامنا، فلكل شخص ذات تحكمه، وحبنا لأنفسنا، لا يعني التسليم بعيوبها، فالمحب لذاته هو من يسعى لتطويرها، وتعويض جوانب القصور فيها”. وفي نهاية الأمسية، كرمت اللجنة النسائية نساندكم، الحمود، التي تعمل قائدة تربوية للمدرسة الأولى الثانوية للبنات بسيهات.