سعودي يُطعم الكنديين “محموص” القطيف على الطريقة الفرنسية ما يُضرَب بـ "الخمسة" في الجارودية؛ يُؤكل بالسكين والشوكة في سانت جون
الجارودية: فاطمة المحسن، صُبرة
من المقبّلات إلى التحلية، مروراً بالوجبة الرئيسية.. وضع الشاب السعودي أمان العيد قائمة الطعام القطيفية على مائدة المجتمع الكندي، بوصفها جزءاً من ثقافة الطبخ السعودية والخليجية. ومساء الجمعة الماضية (23 فبراير)؛ وقف العيد امام مجموعة من الكنديين في مطعم Five &Dime، بمدينة سانت جون، متحدّثاً عن وجبات الأمهات القطيفيات: المحموص، الكرورو، الكبسه، الهريس، صالونة الخضار، الشوربة بالعدس والشوفان والحَب.. وصولاً إلى حلوَيات اللقيمات والعصيدة وكيكة التمر.
وكان “المحموص” محوراً أساسياً للحديث، لأن العيد أعدّه، وتناوله الكنديون في المساء نفسه. جلسوا عند طاولات الطعام، وأمامهم أطباقهم.. في كل طبقٌ قليلٌ من المحموص، وقطعةٌ من دجاج، وعودُ بصل أخضر.. رُتّبت الأطباق على الطريقة التي تعوّدها الفرنسيون تماماً. الوجبة التي يعرفها السعوديون بـ “الصيّادية” والقطيفيون بـ “المحموص”؛ وتُؤكل بـ “الخمسة”؛ تناولها الكنديون على طريقتهم المهذّبة الأنيقة…!
المناسبة مرتّبة مسبّقاً، ضمن نشاط مشروع الأكل الدولي، وهو تجمّع لمجموعة من الطبّاخين، يقدّمون أمسياتٍ على هذه الشاكلة للمجتمع الكندي. والعيد هو السعودي بين 9 طبّاخين من دول أخرى، يمثلون ثقافات متعددة. ويعملون تحت إشراف مجلس مدينة سانت جون، وترعاهم شركة اسمها سنكارا كوزين. هدف التجمع؛ هو تعريف المجتمع الكندي بثقافات الشعوب، من خلال مطبخ كل شعب. ولدى العيد خبرة في الطبخ منذ عام 1990م، وخضع لدورات في الطبخ. وهو يُقيم بكندا مرافقاً لعائلته.
وحين انضمّ إلى التجمّع قرّر عرض تجربة الأمّهات القطيفيات في الطبخ، واختار وجباتٍ محسوبة على الأنواع القديمة جداً. وقال العيد لـ “صُبرة” إن المجتمع الكندي يتسم بالود في تعاملاته، ويمكن وصفه بأنه ألطف الشعوب”.. مع ذلك “يُعرف عن هذا الشعب أنه شديد التحفظ في مسائل الأكل والخصوصية”.. لكن الذين خضعوا لتجربة “تذوق المحموص أعربوا عن استحسانهم له”.
اختلاف الذائقة
يُضيف “هناك تباين بين المطبخين، الكندي والخليجي. الكندي يغلب عليه استعمال السكر في كل طبخه، ويُفضلون الشواء، وهو ما يتعارض وأشهر الشتاء الطويلة والباردة جداً، و يعتمدون على الطعام المعلب، وبذلك يقل الطلب على المطاعم ذات سمة توصيل الطلبات. بينما المطبخ الخليجي متنوع ومتعدد، ولا يقتصر على نوع أو صنف محدد، ولا توجد فيه مشكلة معقدة كما شتاء كندا والبرودة الشديدة. ولا يعتمد على البهارات (الحارة) بقدر اعتماده على البهارات (المنكهة) المطيبة للأكل”.
بداية نشاط التجمع في مدينة سانت جون، تبنّاه مجلس المدينة والاستثمار الخاص، ومن المقرر أن يتم تخصيص مطبخ خاص للطبخات الخاصة، بكل مجتمع ونشرها في المدينة بشكل أولي، ثم يتسع المشروع ليشمل المدن الكندية.