علويّ.. أسطورة السباحة السعودية يتذكّر: صلّيت في كل الاتجاهات استناداً إلى فتوى لم أندم على ترك الدراسة في جامعة البترول.. لأنني حقّقت ما كنت أريده
القطيف: ليلى العوامي
لأنه كان يخوض منافسات سباحة تستمر لساعات طويلة دون توقف؛ وجد إشكالاً في أداء الصلاة حين يدخل وقتها. كيف يُصلّي وسط الماء..؟ وفي أيّ اتجاه تكون القبلة، وما العمل في مسألة الوضوء..؟ أسئلة فقهية شائكة. لكنّه استفتى بعض العلماء، فأفتى له بجواز أداء الصلاة في كل الاتجاهات، شريطة إعادتها لاحقاً.
هذا ما قاله أسطورة السباحة السعودية علوي مكي الإبراهيم، أمام حضور ديوانية سنابس صباح أمس الجمعة، حين جلس إلى منصّة الديوانية متحدثاً عن سيرته الرياضية التي وصل فيها إلى عبور بحر “المانش” 9 مرات، فضلاً عن مشاركاته في 23 سباقاً دولياً و6 سباقات خليجية، و4 عربية و 7 أوروبية.
ناقد السباحين
بعد أكثر من 40 عاماً في السباحة والتدريب، صار علوي مكي ناقداً للسباحين على حدّ قوله. مدربه الأول مصري اسمه كمال محروس، اكتشفه بعد ممارسته هواية السباحة العشوائية في قنوات المياه بعيون صفوى، وفي عمر 16 سنة كانت بدايته التنافسية للسباحة مع نادي الصفا.
وفي سنوات ليست كثيرة من شبابه؛ صنع تاريخاً لا يُنسى في الرياضة السعودية، فهو السعود الوحيد الذي عبر بحر “المانش” بهذا العدد، واعتزل وهو في أوج عطائه، في سن الـ 27 عاماً.
من مواليد عام 1374هـ، وبعد الثانوية العامة؛ اتجه إلى جامعة البترول والمعادن (جامعة الملك فهد حالياً)، لكن السباحة أغوته؛ فغيّر مسار دراسته إلى مصر، ليدرس على حسابه الخاص، ثم تحوّل إلى البعثات، وتخرج سنة 1980، وعاد إلى وطنه، حاملاً البكالوريوس في التربية الرياضية.
أثناء دراسته في مصر؛ واصل التدريب على السباحة في منطقة “أبوبير”، من خلال نادي “سبورتنك”، مقابل 70 جنيهاً مصرياً في السنة.
بعد تخرجه في مصر سنة 1980م عمل في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالدمام (هيئة الرياضة حالياً)، ثم أصبح مديراً لمكتب الرئاسة في القطيف مدة خمس سنوات.
من عيون صفوى
وتحدث علوي مكي عن بداياته؛ فبعد السباحة المتواصلة في عيون صفوى؛ خاض أول سباق رسمي في الجبيل، استمرّ السباق أربع ساعات “سباق ضد الزمن” وقطع 15 كيلومتر.
ومن المواقف الطريفة التي عاشها يقول “كان في بيتنا حيوانات، والمطلوب مني أن آتي لهم بالعلف.. كنت اخرج من المدرسة أنهي عملي وأجلبه وأضعه عند العين، وانزل التمرين، وبعد التمرين آخذ العلف للبيت”.
ويذكر أبناء جيله “أنا من الجيل الأول الذي يضم المعلم سعيد شاكر وهاشم السيد علي وعلي بادي وعلي عباس الزاير ومحمد عباس الزاير وعيسى عباس الزاير.. نحن من شاركنا في المهرجان الأول للسباحة”.
صعوبات وتحديات
وعن صعوبات حياته قال “لم تكن لدي صعوبات.. وإنما كنت أفكركيف سيكون مستقبلي دخلت جامعة البترول وتركتها واتجهت للسباحة…؟
انتقلت للدراسة في مصر.. ووالدي لم ينتقدني. في داخلي كنت أريد أن أكمل الدراسة في البترول.. لكني لم أستطع”. أضاف “تزامنت الدراسة مع بطولة الخليج.. فاتخذت قرار ترك جامعة البترول والإنضمام لتخصص أنا أريد أن أدرسه.. وأنا لست نادماً على قرار اتخذته بسبب غوايتي للسباحة”.
وعن اعتزاله المبكر قال “خروجي في عمر 27 سنة من التنافس شيء كان بإرادتي.. لدي متطلبات عمل ومسؤوليات عائلية وجدول العمل مزدحم وكثرة الأعمال كانت أهم اسباب تركي للسباحة”.
وعن مقارنة الرياضة بين الأمس واليوم قال “الرياضة اليوم مختلفة عن السابق.. سابقاً كان اللاعب يحرم نفسه من كل كماليات الحياة.. اليوم اختلف الوضع تقريباً.. رغم ما توفره الملاعب للرياضيين إلا أنهم قد يتغيبون يوم البطولة لأنهم في رحلة ترفيهية.. ترى اللاعب شعلة أيام التمرين ولكنه يوم البطولة يتغيب”.
اقرأ أيضاً