الربح في محاضرة كندية: عُقم النقاشات في مواقع التواصل سببه الإدعاء.. فتجنبوه نصح بمعرفة أوصاف الجدال قبل التعمق فيه

القطيف: فاطمة المحسن

دعا الدكتور عبدالله فيصل الربح الجميع إلى معرفة أوصاف الموضوعات التي يناقشونها في مواقع التواصل الاجتماعي قبل التعمق فيها. وقال: “على الانسان معرفة ما يُناقش فيه، من رأي أو معلومة أو انه يواجه ادعاءً محضاً. وأضاف “إن كان رأياً فعليه مناقشة حيثياته، وإن كان معلومة، فعليه البحث عن مصدرها، أما إذا كان يواجه ادعاءً، فعليه الابتعاد عنه، فهو عقيم لا فائدة منه”.

 وطرح الربح في صالون “وُرق الثقافي” بولاية “أونتيريو” بكندا تساؤله قبل الشروع في محاضرته التي ركزت على آليات تشكيل الرأي، وكان السؤال حول مَن من حقه احتكار المصطلح في النقاشات؟ . مؤكداً أن أكثر مشكلات النقاشات، سببها مبني على اختلاف المصطلحات في نظر كل المتناقشين، وحدد ثلاثة مفاهيم رئيسة يتم الخلط بينها، في مثل هذه الإشكالية، وهي الرأي والمعلومة والادعاء.

وضرب مثالاً في هذا الجانب حول مصطلح “كرة القدم”. وقال: “في كل دول العالم تقريباً، المصطلح هو عبارة عن شكل مدور يلعب به 22 لاعباً في الملعب، يحاولون السيطرة عليه بأقدمهم، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية بجحمها وعدد سكانها، فإن مصطلح “كرة القدم”  هو الشكل البيضاوي، الذي يلعب به 22 لاعباً أيضاً، ولكن يتعاملون معه بواسطة أيديهم. فمن من حقه احتكار مصطلح “كرة القدم” ومن هو من المُصيب ومن هو المخطئ؟ وهل هناك حدود لهذه التسمية أو لا؟

بيان الرأي

وقال الربح إن “الرأي هو بيان له مقدماته وأسسه التي أفضت إليه، وأن المعلومة عبارة عن بيان يحتمل الصواب والخطأ لذاتها ولا نقاش فيه وأن الادعاء هو زعم ليس له أساس يُستند إليه”.

وتابع أن “الرأي يخضع للمقدمة عندما يقدم شخص رأياً يقدم معه الحيثيات التي أوصلت لهذا الرأي، ويناقض في هذه الحيثيات، ويرى أن نقطة الاختلاف تكمن في المقدمات والحيثيات، وعلى المرء أن يصل لقناعة تامة بأن الاختلاف في ذلك وارد”.

الصواب والخطأ

ويرى الربح أن “المعلومة مسألة سهل التعامل معها، لأنها تحتمل الصواب والخطأ، وتتطلب فقد الرجوع للمصدر، في حين أن القسم الثالث الذي أشار له، هو الادعاء، ووصفه بأنه مسألة يُمارس فيها صاحبها الفوقية بطرح كلامه دون فتح إمكانية للنقاش، وقد يدعي بأنه يقبل النقاش، في حين لا يمكنه توفير أدواته من مقدمات أو مما يدعيه بأنه وجهة نظر، ولا يقبل البحث عن مصادر في حال ادعائه، بأن ما يقدمه هو معلومة وهو ما يجعل النقاش فيه عقيماً ولا فائدة منه.