ليلة ساخنة في صفوى.. الجمعية تحت المناقشة.. والتساؤلات تحيط بالوضع المالي 5 خيارات لإنقاذ المجمع الطبي.. و دعم "أجيال".. وزيادة الاشتراكات.. وتقليص الصرف

صفوى: أمل سعيد

عنوان واحد وإشكالات كثيرة، آمال كبيرة معقودة بجمعية الصفا الخيرية، وصخور من الواقع والوضع العام تتكسر عليها أمنيات لتولد أخرى، وبين آمال الناس وحدود الممكن، تكبر علامات الاستفهام، ويسيء بعضهم الظن، ومع قلة المشتركين ترتفع أصوات لتسأل: أين؟

ومع كثرة المستفيدين: تتردد أصداء الـ: متى؟

وفي الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأربعاء، وُضعت أوراق كثيرة على الطاولة، كل ورقة تحمل إشكالاً بحجم سنوات، فمن مشروع “أجيال” إلى برج “التكافل” مرورا بالمجمع الطبي؛ تزدحم المطالب، ويكثر السعي، ولا يهم الناس إلا النتائج التي يرونها بأعينهم، ويلمسونها بأيديهم.

ومن هنا يدخل المسؤولون تحت ضغط المساءلة المستمرة، التي بها فقط، يعرف المكلف مدى صلاحيته للعمل المنوط به.

البداية شكر

بدأ الاجتماع بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، للقارئ حسن علي آل ليث، وبعدها كلمة لرئيس مجلس الجمعية علي العالي شكر فيها “المسؤولين في الوزارة والمحافظة الداعمين للجمعية، والجهات الرسمية في مدينة صفوى الذين وقعوا شراكات مجتمعية مع الجمعية، أدت إلى خدمة الوطن والمجتمع بشكل أكثر فاعلية”. الشكر شمل “الداعمين والمتبرعين من أبناء المملكة عموماً وأهالي صفوى خصوصا، والأخوة والأخوت المخلصين من الموظفين والمتطوعين، الذين بذلوا الكثير لخدمة المجتمع والجمعية، والشكر موصول لمجالس الإدارات المتعاقبة على الجمعية”. وترحم العالي على الأموات منهم، مقدراً لهم ما قدموه للجمعية ومابذلوه من جهد.

تحديات الجمعية

العالي تحدث عما عمله مجلس الإدارة خلال العامين الماضيين.. إنها أعمال كثيرة، من أهمها:

* تحدي تنفيذ قرار الجمعية العمومية الخاص باستثمار المجمع الطبي، الذي اصطدم بعزوف المستثمرين بسبب تغير الوضع في الخدمات الصحية في المملكة، بفرض نظامه المالي وضريبة القيمة المضافة، مما اضطر اللجنة إلى تشغيل المجمع ذاتيا هذه المدة الطويلة، مع وجود خسائر وضغوط مالية وتشغيلية كبيرة.

ومع ذلك تمكنت اللجنة من تقليص خسائر المجمع الطبي في نهاية 2018 إلى حوالي 600 ألف ريال.

*التحديات المالية التي نتجت عن أسباب متعددة، منها العام ومنها ما نتج عن خسائر بعض الأنشطة التجارية الاستثمارية، وقلة تدفق السيولة، بعد سحب عقد أرامكو السنوي البالغة قيمته 12 مليون في السنة، وذلك نهاية عام 2016.

لذلك كان لزاما على مجلس الإدارة التركيز على الموقف المالي وتحديد المصروفات وتقليصها، وقد تمكن المجلس خلال هذه الفترة من اختيار وشراء نظام عالمي تقني حديث “رافد”، وهو نظام إلكتروني متكامل يتكون من عدة أنظمة عالمية لإدارة المنظمات التي تعمل سوية لأتمتة العمليات الخاصة بالجمعية وربطها بشكل موحد ومتكامل، وإن شاء الله يتم تفعيله بأسرع وقت ممكن.

* تقليل المصروفات التشغيلية في الجمعية لحوالي 900 ألف ريال، مع استمرار الخدمات والمساعدات للمستفيدين والمحتاجين كما هي.

* التخلص من العديد من المصروفات السنوية غير المبررة، كمصروفات الصيدلية الثانية التي قاربت على 150 ألف ريال، بعد أن اتضح أنها غير مجزية، و70 ألف ريال مصروفات المبنى المستأجر النسائي، وسيبقى المجلس يعمل على تقليص المصروفات التشغيلية والاجتهاد في زيادة الدعم للجمعية، حتى يتحقق التوازن المالي.

الاستدامة المالية

ولتحقيق الاستدامة المالية للجمعية التي تحث عليها رؤية المملكة 2030، عمل المجلس في هذه الفترة على صعيدين..

*الصعيد الاجتماعي وتمثلت في:

أولاً: العمل بجد على بناء جسور التواصل والعلاقات الإيجابية مع المجتمع، الذي كان له دور إيجابي، أعاد روح التضامن والتآخي لأبناء وبنات صفوى.

ثانيا: تعزيز الشراكة المجتمعية لتوقيع 18 اتفاقية مع جهات رسمية تعليمية أهلية، في مدينة صفوى لحد الآن، وتسعى الجمعية لعقد المزيد منها.

ثالثاً: استقطاب المتطوعين والمتطوعات لأهمية دورهم في التنمية، ويقارب عددهم الآن حوالي 160 في شتى لجان الجمعية.

*على صعيد الاستثمار والمشاريع، نتيجة للدعم الاجتماعي الكبير وزيادة عدد المتطوعين، تم تشكيل 3 فرق عمل، للعمل على مشاريع الجمعية الاستثمارية والمتعثرة.

وفي ختام كلمته دعا العالي مجالس الإدارات والجمعية العمومية في الحاضر والمستقبل للإلتفات والاهتمام بالأمرين التاليين:

  • الاستفادة القصوى من توجه الدولة لزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع، ودعم القطاع الغير ربحي ليصبح قطاعا متطوعا يعتمد على ذاته، وهذا واضح في رؤية المملكة 2030، وتوجه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتمكين قطاع الغير ربحي للارتقاء به للمساهمة في التنمية.
  • تشكيل مجالس المؤسسات الأهلية الداعمة ومجالس الجمعيات الأهلية في مناطق المملكة، وتفخر الجمعية الصفا الخيرية بأنها عضو في مجلس الجمعيات الأهلية بالمنطقة الشرقية والمشكل حديثا.

التقرير الإداري

استعرض فيه الأمين العام أحمد شرف السادة الكادر الإداري والوظيفي للجمعية خلال هذه الدورة، كما استعرض أنشطة الجمعية ولجانها وعدد المتطوعين، وعدد ساعات التطوع.

كما تحدث عن موارد الجمعية، وبين أن هناك خللا في اعتماد الجمعية على الاشتراكات بينما يجب أن يكون اعتمادها الأول على الاستثمار، وأشار إلى أن انخفاض قيمة الاشتراكات كان بسبب انخفاض عدد المشتركين، وخاصة من الروضات.

تصويت

وفي اللقاء تمّ التصويت على اقتراحين:

  • أن يرفع سعر الاشتراك من 200 ريال إلى 360 ريال، بمعدل ريال واحد في اليوم من المشتركين، وبهذا نصل إلى زيادة الاشتراكات في الجمعية إلى مبلغ يفوق النصف مليون ريال سنويا، للحفاظ على التوازن والضغط المالي، حيث تعتبر قيمة الاشتراك في جمعية الصفا منخفضة مقارنة بمثيلاتها في المحافظة.
  • بيع أرض تابعة للجمعية، بمساحة 300 متر تقريبا، للاستفادة من سعرها، أو شراء أرض أخرى عوضا عنها في مكان أفضل.

التقرير المالي

من جهته سرد المحاسب القانوني محمد صلاح التقرير المالي للعامين 2017 و2018، وموضحا فيه الإيرادات والمكاسب للجمعية في مقابل المصروفات والخسائر، حيث بلغت إجمالي الإيرادات للعام 2017م، 19685545 فيما بلغت إيرادات 2018م، 21259942

وأما المصروفات فبلغت 20885700 للعام 2017م، بينما بلغت 20018259 للعام 2018م.

المجمع الطبي

وفي الحديث عن تطورات العروض الاستثمارية لمجمع عيادات جمعية الصفا الخيرية قال العضو المتعاون سعيد الصفواني “في مجال استثمار المجمع الطبي، هناك 5 خيارات..

الخيار الأول تشغيل المجمع الطبي وإدارته عن طريق طرف ذو خبرة في المجال الطبي ولايحتاج إلى موافقة مجلس الإدارة على العقود التوظيفية والتجهيزية، ويكون المستثمر مسؤول عن الكتلة التشغيلية كاملة، ويمتلك المستثمر حصة من رأس المال، يمكن بموجبها دفع نسبة من المصروفات وتقاضي نسبة من الأرباح تتفق من مقدار نسبة رأس المال.

الخيار الثاني استثمار كامل للمجمع، ويشمل المبنى ومايحويه بالإضافة للموارد البشرية مقابل مبلغ مقطوع يتفق عليه المستثمر والجمعية، ولا تتحمل الجمعية أي مصاريف خلال فترة الاستثمار.

 الخيار الثالث تشغيل المجمع الطبي وإدارته عن طريق طرف ذوخبرة في تشغيل المراكز الطبية، ولايحتاج إلى موافقة مجلس الإدارة على العقود التوظيفية والتجهيزية، ويكون المستثمر مسؤول عن الكتلة التشغيلية كاملة دون التجهيزية، وتمثل الجمعية بعضو إداري مرافق في إدارة المجمع، وتقسم الأرباح بالنسب المتفق عليها بين الطرفين.

الخيار الرابع هو بيع المجمع بالكامل بما في ذلك المستوصف والصيدلية، جميع الأدوات الطبية وغير الطبية، والتي تعتبر جزء أساسي من المجمع.

الخيار الخامس التشغيل الذاتي، عن طريق عضو أو أكثر من أعضاء مجلس إدارة الجمعية، والاستعانة بذوي الخبرة من أبناء المجتمع، وتشترط موافقة مجلس الإدارة على العقود”

كانت تطمح اللجنة إلى مشاركة مؤسسات صحية كبيرة في المنطقة، لنقل خبرتها وقدرتها المالية أيضا، ولكن للأسف تم الحديث معهم، لعدة أسابيع لكن المستثمر كان متردد في البداية ثم لم يوافق ولم نوفق في هذا الاستثمار”.

وواصل الصفواني حديثه عن عدم نجاح باقي الخيارات، ويرجعه إما إلى أن المبلغ المعروض لشراء المجمع مثلا، كان زهيدا بما يكفي لعدم النظر إليه، وإما إلى أن الوضع الاقتصادي الراهن هو أكثر مايؤثر على نفسية المستثمرين، واحجامهم.

واستمر المجمع إلى اليوم يعمل بالتشغيل الذاتي، وبعد أن كاد المجمع أن يقفل بسبب نقص في عناصر التمريض، اليوم بدأ يتغلب على هذا الوضع.

ويضيف الصفواني “هناك عرض استثماري جاءنا في الفترة الأخيرة، ومازالت اللجنة الاستثمارية تدرس العرض”

مشروع أجيال

ابتدأ مشروع أجيال كفكرة سنة 1421، وتم شراء الأرض سنة 1424 واستغرق تخطيط الأرض وإنهاء الإجراءات الرسمية أكثر من 11 سنة، ففي سنة 1435 تم تقسيم الأرض إلى 4 قطع، خصصت كل قطعة لمشروع معين، وإلى الآن لم ير أي منها النور بعد، وذلك بسبب قلة الموارد المالية.

أما مستجدات المشروع فيجملها عضو لجنة أجيال1 محمد الهاشم بقوله “لدى لجنة أجيال 1 الحالية حول مشروع الأجيال رؤية واستراتيجية، فرؤيتها في تعزيز التنمية المستدامة لجمعية الصفا الخيرية من خلال الاستثمار الأمثل، أما الاستراتيجية فهي من خلال العمل على الشراكة المجتمعية وفق رؤية 2030”

ويكمل ” لقد وضعنا خارطة الطريق للمشروع وسنبدأ من حجر الأساس الذي قامت به اللجنة السابقة، لقد قمنا بزيارة بعض الشركات والمؤسسات الكبيرة لمساعدتنا في إنشاء هذا المشروع، كما قمنا بعقد ورشة عصف ذهني، اشترك فيها رجال أعمال ونخب اجتماعية، وكان الهدف منها استقراء ومعرفة المقترحات لأهم المشاريع المثلى، وتواصلت اللجنة بمكاتب وشركات استشارية تخصصية لعمل دراسة جدوى لهذه المشاريع، وأيضا عمل استبيان يوزع على أفراد المجتمع، حول المشاريع المقترحة”

تخلل الاجتماع العديد من الأسئلة، وأجاب أعضاء مجلس الإدارة عنها، واختتم الاجتماع بدعوة الناس إلى الانخراط في الجمعية وخاصة أصحاب الكفاءات التي يحتاجها أي مجتمع للنهوض به.

نائب رئيس الجمعية أحمد الملا
عضو اللجنة الاستشارية سعيد الصفواني

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×