[شعر] أمجد المحسن: على بير زمزم نصبنا الخيام

أمجد المحسن

 

سلامٌ سلامٌ، وغنِّيْنَ غنِّيْنَ حتَّى تسيلَ السّماواتُ ولتتمهرَجْ بليلِ المعاريسِ ألوانُها.

بلى، أعلنوها الدّفوفَ فما هُنَّ إلا النِّكايةُ ضدَّ وحوشِ الفلاةِ، وإبطالُ مائدةِ الوحشِ إعلانُها.

وردُّوا السَّلامَ، اقرعوا بالطّبولِ هذي القلوبَ الشقيَّةَ، ولْتَتَفَرْعنْ على حكمةِ الليلِ طِيرانُها.

نصبنا الخيامَ، فغنِّيْنَ ليلَ الرّتابةِ، أطْرِبْنَهُ، فهو من فرطِ ما قولبُوهُ استحالَ ثقيلاً كما لو مياهٌ توحَّلْنَ في سَيبةٍ، ولْتُضِئْنَ العناقيدَ، إنَّ الأغاني سديمُ النّجومِ اللذيذُ وبُستانُها.

رِجالٌ كِرامٌ، وغنِّينَ غنِّينَ حتى تُفنَّدَ أرضُ الرّخامِ وتسرَحَ غزلانُها.

وإنَّ الذي يُبهِجُ النَّاسَ حقٌّ، فغنِّيْنَ غنِّينَ..

رقِّصْنهنَّ بما موسقَتْهُ الكفوفُ بتلكَ الدّفوفِ،

ليَنهضَ ميدانُها.

سلامٌ سلامٌ، هو الطَّارُ يسْخنُ بالطّرْقِ، لكنَّ حاملةَ الطَّارِ لم يتطرَّقْ إلى بابها طارِقٌ، ربَّما غيَّرَتْ وتغيَّرَ عنوانُها.

أعدَّتْ لحفلِ الزِّفافِ الطُّقوسَ، ولم تنسَ غُصَّتها، فهي زادُ التجلِّي، وقد تصقُلُ الرّوحَ أشجانُها فيُفتِّحُ مرجانُها.

وإنَّ الذي غربلتْه الرِّياحُ أدرى بما استبطنَتْهُ الدواخلُ، من فرط ما دورانُ الرَّحى نالَهُ،

جمرةُ المتعَبين وسُلوانُها.

– “سأحفُنُ حفنَ نجومٍ خُرافيَّةٍ، ثمَّ ألقِي به في يقينِ العروسِ لتأخُذَ حصَّتها ألَقَاً كاملاً، مذهبي هو أسْعِدْ لتَسعَدْ، وخيرُ سُقاةِ المباهِجِ نشوانُها..”

وهل فاقدُ الشيءِ يُعطيهِ ؟، يُعطيه إذ أنَّه أعرفُ النّاسِ فيه،

وإنَّ ثقيلَ الرّحى هو ملآنُها….

هنا تبدأُ القاعةُ الإزدهارَ النَّهارَ الجِهَارَ الذي ينكِتُ الّليلَ، ينسى الحزانى بأنّ عليهمْ مواصلةَ الكرْبِ.. يُؤذونهُ بالتناسي، كأنْ يستقلّون عنهُ إلى كَوْرَسِ الرّقصِ،

ينسونَ ؟،… أنَّى لِمَنْ يحملُ الأرضَ نسيانُها ؟.

“سلامٌ سلامٌ فردُّوا السّلامَ

نصبنا الخيامَ

وتحتَ الخيامِ رجالٌ كرامٌ

وفيهمْ غُلامٌ جميلُ اللثامِ

مليحُ الخصامِ “،

فنونٌ جنونٌ فغنِّيْنَ غنِّينَ، يا جوقةَ الطّارِ، يحتاجُ أن يهبِطَ الأرضَ من جنّة الإشتراطاتِ إنسانُها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×