قناة القطيف البحرية تستغيث

حسن حسين العوامي

هناك ارتجال في التخطيط وانشاء الطرق والجسور، بشكل لا يتناسب أبداً مع المخصصات المالية السخية، التي رُصدت من قبل الدولة، والسرعة في التنفيذ دون دراسة بيئية وافية وميدانية دقيقة، أدت وتؤدي الى تشويه هذه المشاريع الحضارية، وتخلق تكاليف صيانة دورية مكلفة.

وأعرض هنا الخطر الداهم الذي يهدد بزوال الواجهة البحرية الوحيدة لمدينة القطيف ـ المتمثلة بالقناة البحرية واستمرارها كقناة مائية.

أولاً جسر شارع الرياض، المؤدي الى حي الشاطئ المدفون باستثناء مسافة قصيرة منه، حيث ان تصميمه الهندسي، تشوبه أخطاء لا تخطئها عين المواطن العادي، حيث أمسى عائقاً امام حركة المد والجزر الطبيعية في الخليج العربي، وزاد الطين بِلّة مواسير جسر شارع أحد الصغيرة الفوهات، مما ادى الى تراكم رمال القاع الضحل، وما يشوبها من ملوثات ناعمة وصلبة، حتى ظهورها كجزر غريبة من قاع القناة الضيقة، وهي ما تبقى من خليج تاروت الطبيعي المدفون.

الجسر الجميل الرابط بين مخطط الشبيلي والتركية الصناعية والسكنية، لم يُمد بما فيه الكفاية حيث أصبحت زاويته الشمالية الغربية مصيدة لترسب الرمال والأتربة التي يجلبه المد، هذه الأخطاء في التصميم والتنفيذ، تهدد بزوال القناة الضيقة، التي لولا ضحالة عمقها واخطاء تصميم الجسور وقلة الصيانة، لأصبحت معلماً تنموياً مبهجاً في محافظة القطيف التاريخية.

وقد رفع المواطن الدكتور المهندس عبد الله احمد ابو السعود – وفقه الله – واستاذ الهندسة سابقا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خطاباً مركزاً للمجلس البلدي الموقر برقم ١٤٣٩-٢٢٦٨٠ وتاريخ  ١٧ – ١١ – ١٤٣٩ هـ  وعرض مناقشة هذا الأمر الحيوي المهم مع المجلس البلدي.

 

ولكن مع الأسف لم يتم الاتصال به لمناقشة هذا الموضوع حتى تاريخ نشر هذا المقال، ويتضمن الخطاب كذلك، كارثة الجسر الضيق الرابط بين سوق السمك الجديد ودوار المنطقة الخامسة، وكأن التصميم أنشئ لخلق مشاكل مرورية مستقبلاً ودفن المنطقة المائية المحصورة بينه وبين رصيف شارع الخليج بأتربة ما يجلبه المد.

الحاجة ماسة الى تحويل الجسور الى قطعة جسر واحد،  لفتح المسار الطبيعي للقناة الفاصلة، وتعميقها بطريقة هندسية علمية مدروسة قبل ان تختفي هذه القناة في العشر سنوات القادمة، وإعادة تصميم مدخل سوق السمك بمراعاة الحركة المرورية، واستيعاب الدوار، لمواجهة زيادة عديد السكان، والاختناق المروري الذي اصبح ظاهرة مزعجة ومؤلمة في هذا الوقت،  فما بالنا في السنوات المقبلة.

نتمنّى من المجلس البلدي الموقر، وقبل ذلك المؤسسات الحكومية المختصة، التفضل بدراسة الموضوع، وبذل الجهد بما يحقق رؤية الوطن، وتوجيهات ولاة الأمر – ايدهم الله.

‫2 تعليقات

  1. شكرا جزيلا لطرح هذا الموضوع. للأسف اصبحت مدينة القطيف تشرف على مضيق ضيق وضحل للغاية ممتد من دوار عنك حتى جسر مخطط الزهراء حتى ان جزيرة تاروت لم تعد جزيرة وخصوصا أثناء الجزر في خليج تاروت وهذا بالطبع كما تفضلت بسبب التخطيط العشوائي

  2. احسنت ولا حرم الله الوطن اهتمامك لرفعته ورقيه
    نعم ملاحظات جديرة بالاهتمام علماً بانه توجد كثير من الأغلاط الهندسية تصمياً وتنفيذاً تعد حقيقتاً تشوه وخللاً بصرياً قبل ان تكون هندسياً ومفتقرة لمقاييس السلامة العامة للطرق ونضم صوتنا لكم للعمل بحل ومعالجة وتفادي ما يمكن تفاديه

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×