“الخطيب البغدادي” من الداخل.. مدرسة من كوكب آخر
القطيف: عبدالودود الزيداني
من يدخل مدرسة الخطيب البغدادي بالقطيف؛ يبطلُ عجبه بفوز هذه المدرسة بالمركز الأول في، فئة الإدارة والمدرسة المتميزة، على مستوى مدارس المملكة العربية السعودية. الأسباب واضحة وضوحاً تاماً.
وقبل أيام؛ نشرت “صُبرة” تقريراً حول الإدارة التي صنعها قائد المدرسة السابق أحمد الغامدي، وشاركه فيها فريق عمل تحمّل مسؤولياته التربوية بعمق واقتدار. واليوم؛ تدخل “صُبرة” المدرسة مستطلعة واقعها.
دليل إلكتروني
من يدخل بوابة المدرسة يباغته وجود جهاز كُتب عليه “الدليل الإلكتروني”، وهو جهاز أشبه ما يكون خاصاً بالمجمعات التجارية، يستطيع الزائر استخدام هذا الجهاز للتعرف على الهيكل التنظيمي وفعاليات المدرسة ولوحة الشرف وغيرها الكثير.
خزانات ذكية.
وبمجرد دخولك لبوابة المدرسة الداخلية، سيلفت انتباهك خزاناتٌ رقمية أُعدت للطلاب. تُفتح هذه الخزانة بواسطة ساعة ذكية مخصصة لكل خزينة، تكون عند الطالب نفسه، ليتمكن من حفظ أغراضه الثمينة بداخل الصندوق.
وقال معلم مادة الحاسب حسن الجامد، “في الأعوام السابقة كان الطالب يستطيع أن يكتب ورقة صغيرة في صباح كل يوم، فيها ما يريده من وجبة الإفطار ويضع المبلغ بجانب الورقة في الخزينة، ليأتي عامل المقصف ويضع الفطور في الخزنة بعد أخذ المفتاح الرئيسي من قائد المدرسة، ثم يأتي الطالب في فترة الفسحة ليأخذ وجبته من داخل خزينته.
مصادر التعلم
“مكتبة ومركز مصادر تعلم منفصلين عن بعضهما البعض، قاد إدارة المدرسة لتقديم طلب موافقة على فتحهما لتكون أوسع وأجمل” هذا ما صرّح به أمين مصادر التعلم يوسف الناصر، ثم أوضح رد قائلاً بأن البداية كانت بإعداد خطة وميزانية للتصميم الداخلي. نباتاتٌ طبيعية ومئات الكتب وديكور حضاري حديث وأثاثٌ من دولة الصين، ميّز مركز مصادر التعلم في مدرسة الخطيب البغدادي عن غيرها من المداس. افتتح المركز وكيل وزارة التعليم د. نياف الجابري، والذي أُعجب بالتصميم الداخلي للمركز، ليصرّح بأنه أجمل من مكتبه الشخصي.
مجلس شورى الطلاب
“على مداد أربع سنوات، يُنتخب مجلس شورى الطلاب ليكون حلقة وصل بين الطلاب والإدارة”، ابتدأ رائد النشاط بالمدرسة زكي الصدير حديثه مع -صبرة- بهذه الجملة، وفكرة المجلس (برنامج قراري) أن تكون هناك انتخابات في بداية كل عام، عشرة طلاب من التعليم العام وواحدٌ من التربية الخاصة يعملون في المجلس، يجتمعون بعد انتخابهم ليقيموا انتخاباتهم داخل المجلس ليُعيّن المهام الإدارية داخل المجلس (من رئيس ومقرر وغيرها).
“صبرة” سألت رائد النشاط عما يميّز المدرسة في نشاطاتها، فأجاب قائلاً: “مبادرات اجتماعية قادها وكيل المدرسة ماهر آل عاشور، كانت سببًا في إبراز قوة النشاط في المدرسة، والسر في الموضوع مبادرات خارجية خارج أسوار المدرسة.”
فالكم خير
“مجموعة تطوعية هدفت لزرع حب العمل التطوعي في نفوس الطلاب، لنتفاجأ باندفاع الطلاب في هذا الجانب”، صرح بذلك وكيل المدرسة ماهر آل عاشور عند سؤال -صبرة- عن نشاط (فالكم خير)، كانت تحتوي على عدة برامج ليلاقي استحسان المجتمع في خارج أسوار المدرسة.
وأضح آل عاشور بأن أول مباردةٍ كانت (بأخلاقي أتلوّن) وفكرته زرع بعض السلوكيات الإيجابية في الأطفال من خلال تلوين رسومات، وشارك فيها أكثر من 400 طفل في هذه الفعالية. (تنظيف ساحات اللعب في الكورنيش) كانت أيضًا أحد مبادرات (فالكم خير) حيث أوضح آل عاشور بأن ساحة اللعب كانت تحوي على الكثير من الأوساخ وبعضها على قطع غيار للسيارات، وكانت هناك مبادرات أخرى أيضًا مثل مكافحة التدخين و “أحمي جسدي” الخاصة بتوعية الأطفال بالتحرش الجنسي. وختم آل عاشور حديثه قائلاً: “بأن الطلاب متحمسون كثيرًا لمثل هذه الأنشطة، وبعضهم يحمل نشاط وحماس أكثر مني”.
التقنية الحديثة
لم تهمل إدارة المدرسة مواكبة التنقية الحديثة، من حيث تصحيح أوراق الاختبارات بالجهاز الآلي، وأيضًا تحضير الطلاب بواسطة جهاز عُلّق بجانب الباب، ليسهل بذلك عملية التحضير. بجانب الباب أيضًا يوجد جهاز صغير خُصص لأخذ أرقامٍ تسلسلية، حيث يستطيع الطالب عند قدومه صباحًا من أخذ رقم انتظار لتسهل عليه شراء وجبته في فترة الفسحة.
تنمية الموارد البشرية
في الدور العلوي، قاعة خصصت لاستضافة الدورات الخارجية و الاجتماعات.
ومن جانبه أكد معلم مادة الحاسب حسن الجامد بأن المدرسة متميزة من ناحية الإدارة وطاقم التدريس، فالإدارة وضعت كل جهدها في إخراج المدرسة بشكل متميز، وهذا ما حقق النجاح في الحصور على المركز الأول في جائزة الوزارة، تكاتف الجميع جعل المدرسة تظهر بمظهر حسن وهذا ما يجعل المعلم يشعر بالارتياح في العطاء داخل أروقة مدرسة الخطيب البغدادي.