الإعلام يهوّل كورونا…!
حبيب محمود
حسناً؛ العالم كلّه مُستنفَر للتعامل مع تنّين صينيّ مخيف اسمه “كورونا”. وفيضان الميديا الدولية تقول لسكان الكوكب إنكم تواجهون يوم فزعٍ أكبر “دنيوي”، بحيث إنكم تشاهدون الصينيين ينبحون في الشوارع، ويزحفون في ممرات الأسواق، ويتصارخون في حواجز المطارات..!
إنها المرة الثانية التي ترتفع فيها حرارة وزارات الصحة باسم “كورونا”. ولعلّها المرة السادسة ـ أو السابعة ـ بعد “سارس”، و”إيبولا” و “أنفلونزا الطيور” و “أنفلونزا الخنازير”، خلال عقدين من الزمان. وبائيات تتعولَم وتنتشر أخبارها انتشار النار في الغاز ـ لا في الهشيم ـ وتتفنجل ـ بسببها ـ عيون الناس حول العالم أمام شاشات التلفاز، وأجهزة الجوال..!
كورونا في الصين.. 212 وفاة حتى الآن، من أصل مليار و 368 مليون إنسان. الدول تُجلي رعاياها من الصين.. بعض الدول تمنعهم من السفر إليها. أي إصابة، في أي دولة، تُسجّل وتتحوّل إلى معلومة خبرية تتسابق في الحصول عليها وكالات الأنباء ووسائط النشر المهيمنة على عقول سكان الأرض..!
نكات وطرائف تُولد من زحام الأخبار والصور ومقاطع الفيديو..!
الصين التي غزت العالم بسياراتها وأجهزتها وأقمشتها وملايين السلع سهلة التسويق والانتشار؛ باتت “تسوّق” ـ رغماً عنها ـ سمعة دولية موبوءة..!
لم يقل أحدٌ إن هناك مؤامرة حيكت لتهديد كُبرى دول العالم تعداداً واقتصاداً.. إلا أن الواضح أن ثمة فوائد من هذا الوباء، فوائد لا يفوّتها من يرى أن في المصائب فوائد. التنّين الصينيّ “الجديد” سوف يملأ جيوب دول وشركات كثيرة، كما سوف يكلّف خزائن دولية كثيرة أيضاً.
حسناً؛ المرض ينتشر، ويجب أن ينتشر، لأنّ هناك من يجد في هذا الانتشار عوائد هائلة، مثل عوائد الإيدز والسرطان وسارس.. والصداع النصفي..!
والإعلام هو أسهل مطايا التسويق الدوليّ..!
كل شيء وارد في السياسة. لكن العالم لا يزال يتذكر الإنفلونزا الأسبانية ١٩١٨/١٩١٩ والتي حصدت الملايين من بني البشر، يقال ٤٠ مليون نسمة جلهم من الشباب.