50 فكرة تستعرض نفسها بين 2000 زائر في “قطيف ميكر مينا” دعوات من المشاركين والزوار لتمديد فترة المعرض
القطيف: ليلى العوامي
تحت شعار “الحاجة أم الاختراع”، وقف 50 مشاركاً، أغلبهم من محافظة القطيف، وسط 2000 زائر لمعرض “قطيف ميكر مينا”، يشرحون أفكارهم العلمية وإبداعاتهم، وآليات تطويرها. وتنوعت الأفكار بين لعبة كهربائية تساهم في علاج ذوي الهمم ومرضى التشتت الذهني، ومزود للطاقة المختلفة، وسيارة تقف ذاتياً وآلة حاسبة ناطقة وغيرها، في المقابل شملت الإبداعات عدداً وافراً من الفنون، أبرزها النحت والرسم.
معرض “قطيف ميكر مينا”، الذي انطلق واختتم أمس عند كورنيش الناصرة بالقطيف، في مدة لا تتجاوز ست ساعات، لقي دعوات من المشاركين والحضور على حد سواء، لمد فترة إقامته، حتى يتسنى للمشاركين عرض كامل إبداعاتهم واختراعاتهم، وللحضور التعرف على تلك الأفكار مجتمعة.
سفيرة مستقبلي
إيمان فاخر علي غاشي من مدينة صفوى، تدرس في الصف الثالث الثانوي وسفيرة مستقبلي، قدمت ابتكاراً أطلقت عليه اسم EB-JUMP اختصار (Explore by jump) وهو عبارة عن لعبة حركية كهربائية، تساهم في الخطة العلاجيه لذوي الهمم من فئة التوحد والتشتت في الانتباه (ADHD). وتقول إيمان عن اختراعها: “هذا الابتكار سبق أن ترشحت فيه على مُستوى الشرقية مع موهبة (ابداع)، وقررت المشاركة فيه في معرض MAKER MENA QATIF حتى يرى الزوار إمكانات شباب وفتيات القطيف في الاختراعات والإبداعات”. ولا تنسى إيمان فضل والديها عليها في تطوير مهاراتها.
تفكيك الألعاب
وعلى جانب آخر، وقف مرتضى علي الناصر من الأحساء، ليشرح للزوار فكرة بعض المشاريع التي تقدم بها في المعرض. مرتضى خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتخصص هندسة تحكم وقياس. وتقدم مرتضى بفكرة مشروع مزود طاقة متغير، وسيارة تقف ذاتياً، وبعض المشاريع الصغيرة الأخرى.
ويقول مرتضى إنه كان محباً للألعاب الإلكترونية، وهو في المرحلة الإبتدائية، ومن شدة حبه لها، كان يفككها قطعاً، ليحصل على محتوياتها الداخلية ويعيد تجميعها مرة ثانية. ويضيف “في الثانوي كانت بداية الإحتراف، حيث تعلمت على متحكمات وأشياء كثيرة، وكلها بفضل الانترنت”. ويتابع “يعود الفضل في تطوير مهاراتي إلى أخي محمد بالاضافة إلى فريق روبو هجر في الأحساء”. ويقول: “أطمح أن أكون رجل أعمال في قطاع التكنولوجيا”.
صناديق خشبية
محمد أحمد عبدالمحسن السالم، من منطقه الرياض، يهوى النجارة والحرف اليدوية بشكل عام ومشارك بأعماله الخشبية. ويقول: “بدأت حكايتي مع الخشب حينما كنت أتمعن في تلك الصناديق الخشبية التي تحوي البضائع المستوردة من أمريكا، وكانت تُرمى وتُهدر، وكانت هذه الصناديق مصنوعة من خشب به عروق جميلة جداً وأشكال جذابة، وكنت استخسر إهدارها، من هذه النقطه بدأت في استخدامها وإعاده تدويرها، وأجمل حدث حصل لي، إني استطعت أن أصمم مقعداً خاصاً لوالدي ـ رحمه الله ـ استخدمه لأكثر من 10 سنوات، ساعده في التغلب على آلام الظهر”. وأضاف “من المميز في تعلم أي حرفه انها تُدخلك في مجال البحث العلمي وعند الإلمام بعلم واحد، يسهل عليك بقية العلوم، وتفتح ذهنك على المعرفة”.
المواد الخام
ويقول حسن عبدالله إبراهيم آل اسماعيل: “جئت للمشاركة في هذا المعرض بمنحوتاتي الخشبية وجميع أعمالي، وجميع الأعمال التي قمت بها تحكي قصصاً، ولكل عمل له ذكريات جميلة، نحن لا ننحت فقط قطعة خشب، بل نحن نقدم أحاسيس وجمالاً وإبداعاً سهرنا عليه وتعبنا فيه، لكي نظهره للجميع”.
وعن أول بداياته كنحات يقول: “تولدت فكرة الأعمال الخشبية في البداية من صنع ميدالية من الخشب الطبيعي، ووجدت فيها المتعة والجمال، وكانت بداياتي صعبة جداً لعدم توفر بعض المواد الخام، وسعرها المكلف”. ويتابع “في البداية لم يتقبل الأصدقاء والأقارب الفكرة، وخلال فتره بسيطة أثبت لهم بأعمالي عكس ما كان يعتقدونه، إذ نجحت في تشكيل الخشب في أشكال جميلة”.
ويضيف آل إسماعيل “نحن نتعلم من تجاربنا وأخطائنا في هذا الفن، والحمدلله بالنسبة لي، لا أعمل على تنفيذ أي عمل قبل دراسته من جميع النواحي، لكي أتفادى أي خطأ، فالأكثر أهميه بالنسبة لي هي إظهار جمال العمل، ولا مجال للخطأ”.
طلاب موهبة
وشارك ٢٥ طالباً من متوسطة مؤتة بالقطيف، بواقع 10 طلاب من الصف الأول، وثلاثة من الصف الثاني، و12 طالباً من الصف الثالث، وقدموا ورشاً متنوعة بدعم معنوي ولوجستي من معلمهم غسان الشيوخ، وعرضوا مشاريعهم أمام الحضور.
ويقول المعلم غسان “هؤلاء تعلموا أساسيات ما يقدمونه اثناء الرحلة التدريبية التقنية الترفيهية الى ماليزيا، التي انتهت فصولها قبل أسبوعين، بالإضافة إلى أنها ساهمت في تنمية المهارات الشخصية والحياتية لهم”.
وأهم ما عرضه الطلاب منتجات خاصة بالواقع المعزز (Augmented Reality ) وورش تدريبية، وعروض مبسطة في لغة البايثون (Python) وMIT App Investor وعرض آلة حاسبة ناطقة، قاموا بتصميمها وبرمجتها بأنفسهم، كما عرضوا تصماميم وبرمجة بلعبة “ماريو” المعروفة، فضلاً عن مشروعات مبسطة في الاردوينو، واختراعات مثل دراجة تعمل بالطاقة الشمسية، وفرن صغير وثلاجة وأداة لحام.
وأشاد قائد المشروع منصور الزاير بقوة الحضور واستمتاعهم، وأبدى تقديره للجهود المبذولة من المتطوعين والصناع المشاركين والمشاريع التي كانت حاضرة أمام الجميع. وقال: “ستكون هناك فعاليات قادمة قوية.