اختلال الذوق مستمرٌّ.. ومواقف ذوي الإعاقة لا كرامةَ لها وجهوا اتهامات صريحة بـ"السطو" على حقوقهم
القطيف: ليلى العوامي
بأصوات لا تخلو من حزن وآسى، يتفق عدد من ذوي الإعاقة الخاصة على أن حقوقهم في استخدام مواقف السيارات المخصصة لهم، ما زالت ضائعة مع سبق الإصرار والترصد، مؤكدين أن أفراد المجتمع “الأصحاء” لا يعترفون بمثل هذه الحقوق، ويسطون عليها في وضح النهار، دون أن يحرك المجتمع ساكناً.
ذوو الاحتياجات أكدوا لـ”صُبرة” أن تجاهل حقوقهم يسبب لهم ألماً نفسياً، يفوق معاناتهم من سلب مواقفهم، مطالبين بإعادة النظر في آلية منح “بطاقة معوق” التي يستغلها أصحاء في ارتكاب المخالفات.. وهنا التقينا عدداً من ذوي الاحتياجات ورصدنا معاناتهم وقصصهم داخل مواقف السيارات.
بوابة المجمع
في البداية، يصف زكي حسن الحمزة من القطيف معاناته في الحصول على موقف لسيارته أثناء زيارته لمجمع تجاري أو عند زيارته للمستشفى بأنها “رحلة شاقة”. ويقول: “من المفروض أن تكون هذه المواقف خالية في كل الأوقات لنا نحن المعاقين، ولا يقف فيها إلا أصحابها، فنحن لنا حقوق كما للأصحاء حقوق”. ويضيف: “كنت ذاهباً مع والدتي للتسوق في أحد المجمعات التجارية، وبحثت عن موقف خال، فلم أجد نهائياً، مما اضطرني للوقوف بعيداً عن المجمع، لتدفع أمي كرسيي المتحرك إلى بوابة المجمع رغم وزني الثقيل”.
ولا تقل معاناة البطل الرياضي المعروف محسن آل اسماعيل عن معاناة حمزة. ويقول إسماعيل: “للأسف، ظاهرة وقوف الأصحاء في المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة منتشرة في المجتمع، واعتاد عليها الكثير”. ويضيف “يجب احترام مواقف ذوي الاعاقة، كون الكثير منهم لا يبالي باللوحات الإرشادية، فكثير من ذوي الاعاقة عندما لا يجدون مواقف خاصة بهم في المواقع الحكومية، يستسلمون للأمر الواقع، ويرجعون لمنازلهم”.
وتابع “من التحديات أيضاً أن كثيراً من المواقف لا تكون مهيأة لذوي الإعاقة، كونها ضيقة جداً، فهناك مواقف موجودة، لكن لا نرى منحدرات خاصة لها، لسير الكراسي المتحركة عليها، ولا أبالغ إذا قلت أن 99٪ من هذه المواقف بدون منحدرات، كما لا توجد مساحة كافية بين الموقف ونظيره، فلا يستطيع الشخص المعوق الصعود لسيارته، كون السيارة الأخرى ملاصقة لها”. ويقترح آل اسماعيل من الجهات الحكومية والتجارية “تثقيف المهندسين وأصحاب المحلات بكيفية عمل المحدرات والمواقف، ليكون العمل مرتباً ومنجزاً ومريحاً بنسبة 100٪ لذوي الاعاقة”. كما تمنى آل اسماعيل “اتخاذ الإجراءات الحازمة مع كل من شخص سليم يستخدم مواقف المعوقين”.
ويقول خليل دعبل من الجارودية: “كل الناس أصبحوا معاقين، للاسف هناك أشخاص يستطيعون المشي، ولكنهم يملكون بطاقة معاق، ويقفون بمواقفنا، ونحن لاحول لنا ولا قوة، ونضطر للوقوف في منتصف الشارع”. ويتابع “الحياة أصبحت فوضى، والمعاقون لا مكان لهم، أتمنى إعادة النظر في آلية منح بطاقة معوق للأشخاص، فهناك من يستخدم هذه البطاقة، وهو ليس بحاجة لها، كما أتمنى أن يقف كل شخص في مكانه المخصص له، ويترك الأصحاء مواقف المعاقين لأصحابها”.
موقف مستفز
وتتحدث عائشة المقبل عن معاناة المعوقين بشكل عام مع المواقف قائلة: “نعاني الكثير بسبب عدم الحصول على مواقف للسيارات في معظم الأحيان، والمعاناة لا تقتصر على مواقف السيارات، وإنما تنسحب على أمور أخرى لها علاقة بالبيئة الخارجية من شوارع وممرات ودورات مياه عامة، كلها غير مهيأة لنا نحن ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وتتابع “مواقف السيارات ضيقة، لا تسمح لنا بالوقوف والنزول المريح، يضاف إلى ذلك قلة عدد المواقف، فتخصيص ثلاثة منها فقط لذوي الإعاقة قليل جداً، وبعض المواقف التي نقف فيها، تكون بالقرب من منحدرات مدخل المجمع، لذا أتمنى أن يفعّل المرور عقوبة استغلال مواقف المعوقين بفرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين، كما أتمنى وضع أجهزة تراقب مواقف المعاقين”.
تجاهل المعوق
أما السيدة رضية أحمد آل محسن فتقول: “كثيراً ما أعاني من عدم حصولي على موقف لسيارتي التي يقودها سائق”. وتضيف “حينما أذهب للتسوق مع أبنائي، فأنا أتحرك بكرسي، برفقة السائق، وفي إحدى المرات، كان المجمع مزدحماً، وكانت هناك سيارات تبحث عن مواقف، ورأيت موقفاً خالياً مخصصاً للمعوقين، وقبل أن نصل إليه، سبقنا إليه رجل بسيارته، برفقة عائلته، وظننت أنه مثلي معوق، ولكن نزل ومشى على قدميه وكأنه لم يرتكب مخالفة، ناديته، فلم يهتم، وواصل سيره دون أن يسمعنى، وأصابني هذا الموقف بالضيق، واضطررت للوقوف في موقف بعيد عن المجمع.
إدارة المرور تتحدث
وتقول إدارة المرور: “مواقف سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة، وضعت لمساعدتهم، وهي حق من حقوقهم في كل مكان”. وتضيف “على الرغم من وجود اللوحات الإرشادية التي تشير إلى أن هذه الموقف مخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة، إلا أننا نرى أن هناك أصحاء يستحوذون عليها ويركنون سياراتهم بها، رغم أن غرامة هذا التجاوز تصل إلى 900 ريال”. وتضيف إدارة المرور على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إنه يحق لها “حجز المركبة المخالفة في حال تعذر الوصول الى السائق أو عدم تجاوبه”.
للأسف الشديد بعض الاشخاص يستخدم الملصق المخصص للمعاقين لنفسه وينزل من سيارته ويمشي كالغزال وعندما تخبره بذلك يتذمر ويؤكد انه عنده ملصق في السياره يستخدمه متى شاء علما بأن المعاق يمكن ان يكون احد ابنائه ولكنه في تلك اللحظه ليس معه وهو بأتم صحه وعافيه .
خذ اعاقتي اعطيك موقفي ، كلام فاضي ، في الدول الغربية مكتوب على اللوحة غرامة لا تقل عن ٥٠٠ دولار وسحب السيارة ، لذلك الكل ملتزم بالنظام ، لو وضعنا عبارة على لوحة موقف المعاقين مثلهم لوجدت الجميع ملتزم بالنظام