عقاقيرولوجي (4)
رضا عبدالله
المدخن إنسان أناني…
هذه الجملة كان يقولها أحد الأصدقاء- مدخن سابق- وهو يشعل سيجارته, وفعلاً هذه الكلمة أصابت كبد الحقيقة. فالمدخن يجبرك على استنشاق المواد الكيميائية السامة التي تنبعث مع أنفاسه أو تلك التي تكون متعلقة على ملابسه أو في فضاء سيارته. وطبعاً ليس لك الخيار في كتم أنفاسك أو الذهاب بعيداً عنه فتصبح في نظره (دلوعاً).
من الواضح أن الكل يعرف أضرار التدخين على صحة الفرد, فلن نطيل في هذه التفاصيل. وعموماً هذه الكلمات القصيرة موجهة للمدخنين بشكل عام ومن لهم الجرأة على الإقلاع عن التدخين بشكل خاص.
لماذا لا ندع المدخن في حال سبيله؟
فعلياً يعتبر التدخين – إن سمح لي المدخن – وباء عالمي (pandemic) (1) فهو متفشي في جميع أنحاء العالم ويحصد الملايين من الأرواح ويهدر الأموال.
حسب إحدى الدراسات أن المدخنين يفقدون عقداً (عشر سنوات) من عمرهم المتوقع (2) والتي يمكن أن تنتج فيها الكثير, وأيضاً هناك علاقة طردية بين جودة الحياة والتدخين, حيث تقل جودة الحياة كلما زاد عدد السجائر المدخنة (3) وكأنك مع كل سيجارة تحرقها تحرق شيءً منك.
ومن الأمور المهمة المتعلقة بالتدخين هي ظاهرة التدخين السلبي (ويسمى أيضاً بالتدخين القسري وSecondhand smoker) والتي تعني أنك تدخن ما ينفثه المدخن, وبعبارة أكثر وضوحاً أنك تعتبر مدخن ما دمت تجلس مع المدخنين. يحصد شبح الموت 8 ملايين مدخن سنويا, منهم 1.2 مليون مدخن سلبي (4). فلك أن تتخيل أن الكثير يعانون من المشاكل الصحية المتعلقة بالتدخين ويموتون بسببها فقط لأن بينهم من يدخن
وبحسب ملخص (الآثار الصحية للتدخين – 50 سنة من التقدم The Health Consequences of Smoking—50 Years of Progress ) (5) التدخين السلبي يسبب:
– سرطان الرئة
– أمراض القلب والشريان التاجي
– السكتة الدماغية
– متلازمة موت الرضع المفاجئ
– التهابات الأذن
والقائمة تطول.
ولسوء الحظ في كثير من الأحيان لا يمكن تجنب التدخين السلبي, فالفرد معرض له في المنزل, الأماكن العامة, الطرقات, الحافلات والسيارات وفي كل مكان يتواجد فيه المدخنين, بل حتى في حال خروجه من المكان فالمواد الكيميائية تظل واقفة على أطلاله لفترة طويلة تقدر بالشهور والسنوات (6), وهذه الحالة تسمى (Thirdhand smoke) ( أعتذر لم ألقى لها ترجمة عربية ).
في ما يخص الأطفال بشكل خاص فقد تم دراسة أثر التدخين السلبي عليهم في عدة نواحي (7). على سبيل المثال وجدت دراسة علاقة طردية بين نسبة تعرض الأطفال للنيكوتين (المادة الكيميائية التي تسبب إدمان التدخين والتي عادة تقاس بتركيز مادة الكوتينين بالدم (cotinine)) وبين كثرة الغياب المدرسي, الشخير, ضعف وظيفة الرئة والربو.
وحتى تسوس الأسنان اللبنية لها علاقة بتركيز نسبة الكوتينين العالية في الاطفال (8).
وظائف الكلى لم تسلم أيضاً من أثر التدخين السلبي على الأطفال والمراهقين حيث تم ملاحظة انخفاض وظائف الكلى عند زيادة نسبة الكوتينين بالدم (9).
الأطفال المعرضون للتدخين السلبي تزيد الإحتمالية عندهم أن يكونوا مدخنين مستقبلاً (10).
مع الأسف نحتاج إلى نفس عدائي الماراثون لنكمل بقية أثار التدخين السلبي على الأطفال.
فهل هذه أسباب كافية لك أخي المدخن للإقلاع عن التدخين؟
لكي لا نطيل عليك أخي المدخن لعلك قررت أن تقلع عن التدخين وقبل أن تشعل السيجارة الثانية هذه بعض النصائح التي تساعدك والتي لا تغنيك عن زيارة عيادة الإقلاع عن التدخين:
أولاً: ضع لنفسك تاريخ للإقلاع عن التدخين ومراعياً أن يكون خلال أسبوعين وذلك لكي تهيئ نفسك لذلك.
ثانياً: أخبر المحيطين بك بأنك أعلنت الحرب ضد التدخين واطلب منهم الدعم المعنوي.
ثالثاً: ضع في عين الحسبان التحديات النفسية القادمة فجسمك معتاد على جرعات معينة من النيكوتين التي كانت تأثر على المحفزات العصبية بالدماغ.
رابعاً: حاول قدر الإمكان الابتعاد عن أماكن التدخين التي كنت ترتادها أو تجلس فيها لوقت طويل, وإزالة أدوات ومتعلقات التدخين كعدم شراء علبة سجائر جديدة أو إبعاد طفاية السجائر وأي شيء يذكرك بالتدخين.
خامساً وأخيراً: استخدم أدوية الاقلاع عن التدخين تحت إشراف الطبيب.
وبالمناسبة توفر وزارة الصحة برنامج متكامل للإقلاع عن التدخين بمراكز الرعاية الصحية الأولية, ويمتاز البرنامج بفعاليته العلاجية وقصر مدته تحت إشراف أطباء متخصصين. ما عليك إلا أن تحجز أقرب موعد يناسبك بالإتصال على 937 لمعرفة أقرب عيادة تدخين لك أو بالتوجه إلى أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية والاستفسار عن عيادة الإقلاع عن التدخين.
وتذكر أخي المدخن أن أفضل شيء تفعله لصحتك وصحة أحبائك هو أن تقطع عادة التدخين.
بطلت ولا لسه؟
الموضوع انشائي ومكرر. ارجو ان نضع حلول عملية خصوصا بعد ارتفاع سعر الادخنة والتي يجب أن تخصص ميزانية ذات جدوى تعود بالفائدة للمقلعين عن التدخين بحيث بكافئون بمبالغ مغرية وتكون بإشراف لجنة من وزارة الصحة