الشويخات يتناول الاستدامة وأهدافها وصولاً إلى تعزيز كرامة الإنسان
القطيف: صُبرة
عقد البروفيسور حبيب الشويخات مقارنة بين مصطلحي “الاستدامة”، و”التنمية المستدامة”، مسلطاً الضوء على أهداف ودعائم التنمية المستدامة ومؤشراتها ومتطلبات تحقيقها، وذلك قبل أن يتطرق إلى نظريات الاستدامة المعاصرة، وصولاً إلى النظم السياسية والثقافية والدينية والصحية والتعليمية لضمان استمرار كرامة الإنسان ورفاهيته. وتناول الشويخات في محاضرة نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي، مساء أمس (الثلاثاء) مختلف أبعاد مصطلح الاستدامة.
وشملت الفعاليات المصاحبة للندوة مشاركة للفوتوغرافية إيمان السيهاتي التي عرضت بعض أعمالها التي تركزت حول قصة علاقة زوجين مسنين ومجموعة صورية لطيور من المنطقة، وتحدثت ن تجربتها في التصوير والعقبات التي مرت بها وتمكنها من التقدم والنجاح في هذا المجال. كما تحدث الكاتب محمد الشبيب عن تجربته في اصدار كتابه الأول “فتاة تمطر” واهتمامه الأدبي الذي عبر فيه عن نماذج من الخواطر والغزليات، ووقع على متابه في نهاية الأمسية. وألقى عضو مجلس إدارة المنتدى محمد الشافعي كلمة رحب فيها بالحضور وضيوف الندوة.
أهمية الاستدامة
بدأ مدير الندوة الدكتور محمد الحماقي بالحديث عن أهمية الاستدامة في حياة البشر وتطور هذا المفهوم في العقود القليلة الماضية نظرا للتأثر السلبي على كوكب الأرض وحياة الإنسان والخطوات الدولية المتخذة لتحقيق الاستدامة، معرفاً بضيف الندوة وسيرته العلمية والأكاديمية الثرية ومرحباً بضيف الشرف والحضور. تحدث البروفيسور الشويخات في البداية معرفا مصطلح الاستدامة بأنها تعني حرفيًا القدرة على الحفاظ على بعض الكيانات أو النتائج أو العمليات بمرور الوقت. كما أشار إلى تعريف ستودرات للاستدامة بأنها التوزيع الفعال والعادل للموارد بين الأجيال الحالية والأجيال القادمة مع تشغيل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية داخل حدود النظام البيئي المحدود، وانها من ناحية أخرى بمثابة توازن ديناميكي في عملية التفاعل بين السكان والقدرة الاستيعابية لبيئته بحيث يتطور السكان للتعبير عن إمكاناتهم الكاملة دون إحداث آثار ضارة لا رجعة فيها على القدرة الاستيعابية للبيئة التي يعتمد عليها.
السلامة البيئية
وأشار المحاضر إلى أن نظريات الاستدامة المعاصرة تسعى إلى “إعطاء الأولوية ودمج النماذج الاجتماعية والبيئية والاقتصادية في مواجهة التحديات الإنسانية، وفي هذا الصدد، تسعى النماذج الاقتصادية إلى تجميع واستخدام رأس المال الطبيعي والمالي بشكل مستدام؛ فالنماذج البيئية تركز بشكل أساسي على التنوع البيولوجي والسلامة البيئية، بينما تسعى النماذج الاجتماعية إلى تحسين النظم السياسية والثقافية والدينية والصحية والتعليمية لضمان استمرار كرامة الإنسان ورفاهيته. وهذا يعني أن التنمية المستدامة هي محاولة لضمان التوازن بين النمو الاقتصادي والسلامة البيئية والرفاه الاجتماعي ويمكن تحقيق ذلك من خلال دمج الاهتمامات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية في عمليات صنع القرار.
أهداف التنمية
وناقش المحاضر أهداف التنمية المستدامة الـ17 هدفًا عالميًا مصممة، لتكون “مخططًا لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع”، وكونها واسعة النطاق ومترابطة، وهي: القضاء على الفقر، القضاء التام على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، الصحة الجيدة والرفاه، جودة التعليم، المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، توفر المياه النظيفة والصرف الصحي، توفير الطاقة بأسعار معقولة ونظيفة، تهيأة العمل اللائق والنمو الاقتصادي، تحقيق الصناعة والابتكار والبنية التحتية، الحد من أوجه عدم المساواة، تحديث المدن والمجتمعات المحلية المستدامة، الاستهلاك والانتاج المسؤولان، العمل المناخي، الحياة تحت الماء، الحياة على الأرض، السلام والعدالة والمؤسسات القوية، عمل الشراكات لتحقيق الأهداف.
دعائم التنمية
وحول دعائم التنمية المستدامة، أبرز المحاضر القضايا الرئيسة الثلاثة للتنمية المستدامة، وهي النمو الاقتصادي وحماية البيئة والمساواة الاجتماعية، وأضاف أنه يمكن القول أن مفهوم التنمية المستدامة يعتمد بشكل أساسي على ثلاث ركائز هي الاستدامة الاقتصادية التي تنطوي الاستدامة الاقتصادية على نظام إنتاج يلبي مستويات الاستهلاك الحالية دون المساس باحتياجات المستقبل، والاستدامة الاجتماعية التي تشمل مفاهيم المساواة والتمكين وإمكانية الوصول والمشاركة والهوية الثقافية والاستقرار المؤسسي، والاستدامة البيئية التي تشمل سلامة النظام البيئي وقدرة البيئة الطبيعية. وأوضح أن التنمية المستدامة تتعلق بمبدأ تحقيق أهداف التنمية البشرية مع الحفاظ في الوقت نفسه على قدرة النظم الطبيعية على توفير الموارد الطبيعية وخدمات النظام الإيكولوجي التي يعتمد عليها الاقتصاد والمجتمع. وأنهى ورقته بالحديث حول مؤشرات الاستدامة الحضرية وهي الأدوات التي تسمح لمخططي المدن ومديري المدن وواضعي السياسات بقياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، كما ناقش بعض المبادرات لتحقيق الاستدامة، ومتطلباتها.