الخباز.. يُطلّق الطب بالثلاث.. ويعقد صفقة حب وحياة مع عالم الصور ودع مرضاه ونسى سنوات الدراسة واتجه إلى العمل الحر

القطيف: بيان آل دخيل

باقتناع لا حدود له وبرضا نفس، أدار الدكتور حسين زكي الخباز ظهره للمستشفى الذي يعمل فيه، ولمرضاه الذين اعتادوا عليه، متناسياً 6 سنوات قضاها في دراسة الطب، وأتبعها بسنة امتياز، قبل أن يتم تعيينه طبيباً في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات، ليقرر بعدها تأسيس شركة في أمريكا تعمل في صناعة صور الـ”ستوك”.

يدرك الخباز أن قراره يحمل مخاطر كثيرة، لأنه يوجه بوصلة حياته العملية من “طبيب” ينتظره مستقبل مرموق في عالم الطب، إلى “تاجر” يبحث عن رزقه اليومي، ولكن الخباز يؤكد: “لست نادماً على قراري، فأنا أبحث عن قلق التاجر الذي يبحث عن رزقه يومياً، وأفضله على حالة الاستقرار التي يشعر بها موظف الحكومة.

 

الذكاء الاصطناعي

درس الخباز في كلية الطب والجراحة بجامعة الملك فيصل وتخرج فيها عام 2010م، ولم يضع التخصص هدفاً له في حياته العملية، فهو يرفض الأسلوب الذي يصر المعلمون على اتباعه في تعليم الطب حتى اليوم. ويقول: “هم يصرون على الحفظ، ويهملون الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا”. ويواصل: “مازالت استفادتنا من التكنولوجيا أقل بكثير مما ينبغي، وما يحتاجه العالم”.

ويحاول الخباز الانتقال من روتينية الموظف والدوام، ليكون أكثر حرية، وأن يرضي شغفه في عالم التجارة، فالوظيفة، بحسب الخباز “تمثّل نمط حياة تكون فيه أقل حرية في حركتك وقرارتك داخل المؤسسة التي تعمل فيها، خصوصاً في الوظائف الحكومية، التي تضمن الراتب نهاية كل شهر، لذلك الموظف يفتقد القلق الذي يعيشه التاجر بحثاً عن رزقه كل يوم، ذلك القلق الذي يساعد الإنسان على التطوّر والتعلم والعمل بشكل أفضل في كل يوم”.

ويوضح الخباز “العمل كموظف ربما يناسب بعض الناس وربما يكون الأفضل لهم، هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون تحمل قلق البحث عن الرزق كل صباح، وربما يكون الأمان الذي توفره الوظيفة وضمان الراتب نهاية كل شهر هو ما يحتاجونه ويوفر لهم الحد الأدنى من الاستقرار ليكونوا أكثر سعادة، ويقابل هؤلاء، الأشخاص القادرون على تحمل المخاطرة، فهم بحاجة لقدر من القلق اليومي في البحث عن الرزق كأحد عناصر الإثارة في حياتهم، وهؤلاء الأشخاص ربما يكون الأنسب لهم الأعمال الحرة والتجارة ليتعلموا بشكل أفضل ولتحقيق إنجازات حياتية أكبر”.

الراحة الكافية

ويعترف الخباز أن ما قام به يعد مخاطرة كبيرة. ويقول: “هناك ظروف عدة دفعتني لذلك، هذه الظروف ازدادت سوءاً في الفترات الأخيرة، التي بقيت فيها طبيباً عاماً في قسم الطوارئ بالمستشفى الذي أعمل فيه، وعدم حصولي على الراحة الكافية والإجازات المستحقة، فضلاً عن معاناة زيادة الضغط على الأطباء بسبب نقص عددهم، والنقل بين المستشفيات وزيادة عدد ساعات العمل”. ويقول: “كل هذه الأسباب كان لها تأثير بالغ على أسرتي”.

 

الموظف الحكومي

ويتابع الخباز: “في هذه الأثناء، كنت قد أسست شركة الخباز، مع بعض الشركاء، وبدأت هذه الشركة تمارس نشاطها في عام 2017، ومع الوقت بدأت تكبر وتتوسع، وبالتالي تتطلب مزيداً من الاهتمام” . ويقول: “الشركة ذات مسؤولية محدودة، وهي مسجلة في أمريكا وليس في السعودية، لأنني كنت في ذاك الوقت موظفاً سعودياً، ولم يكن من المسموح به أن يفتتح الموظف الحكومي شركة باسمه داخل المملكة”. والمشروع الحالي لم يصل لمرحلة تحقيق الأرباح المرجوة بعد، ما جعلني أنتجه للعمل سائقاً في إحدى شركات النقل”.

جمود وروتين

ويحب الخباز بشكل عام المغامرة، ويكره الروتين، ويرغب في الاستمرار في التعلم وأن ينمو كل يوم، فالاستقرار في نظره مجرد جمود وروتين قاتل. ويقول: “الاستقرار، بمعنى الطمأنينة والسعادة هو ما أبحث عنه، وسأجده في عملي الجديد الذي يساعدني للاهتمام بأسرتي أكثر من ذي قبل، هذا العمل سأطبق فيه الرؤى التي أحملها حتى أحقق النجاح المأمول أو على الأقل أتعلم من الفشل”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×